على السمان.. من العمل الفدائى ضد الإنجليز إلى ترجمة لقاء سارتر بالقاهرة

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

من ساحات المقاومة ضد الاحتلال البريطاني إلى أروقة الفكر والحوار الحضاري، تظل سيرة الدكتور علي السمان واحدة من الصفحات المضيئة في تاريخ مصر الحديث، تجمع بين النضال الوطني، والانفتاح الثقافي، والدبلوماسية الفكرية. 

في السطور التالية نعيد إنتاج صفحة مضيئة من صفحات المعرفة في تاريخنا المصري بتسليط الضوء على شخصية وطنية لعبت دورًا وطنيًا إبتداءً من مقاومة الاحتلال الإنجليزي إلى العمل الثقافي ولقائه الشهير وترجمته للمفكر الفرنسي جان بول سارتر الذى زار مصر عام 1967 بصحبة سيمون دي بوفوار.

علي السمان
علي السمان

وُلد علي السمان في حي المنيل بالقاهرة عام 1929، وفقد والديه في سن مبكرة، لتتولى جدته رعايته.

منذ سنواته الأولى أبدى نزعة وطنية مبكرة، إذ شارك خلال فترة دراسته الثانوية في أنشطة ضد الاحتلال الإنجليزي، وساهم مع رفاقه في شراء مواد تُستخدم في عمليات فدائية ضد القوات البريطانية.

ومع انتقاله إلى جامعة الإسكندرية لدراسة الحقوق، أسّس مع زملائه ما عُرف بـ «كتيبة أحمد عرابي» التي دعمت المقاومة في منطقة القناة قبل ثورة يوليو 1952، ليواصل بعدها مسيرته العلمية بالحصول على دبلوم في القانون الدولي والعلوم السياسية من جامعة غرونوبل الفرنسية، ثم الدكتوراه من جامعة باريس عام 1966.

زيارة استمرت 16 يومًا في مصر.. سارتر يقابل الزعيم جمال عبد الناصر - اليوم السابع

وفي مسار موازٍ، اتجه الدكتور علي السمان إلى العمل الإعلامي والثقافي، فشغل لاحقًا منصب مستشار الإعلام الخارجي للرئيس أنور السادات بين عامي 1972 و1974، كما أصبح من أبرز الوجوه الداعية إلى الحوار بين الأديان والثقافات في العالم الإسلامي والغربي.

غير أن أحد أبرز المشاهد الثقافية في مسيرته تمثّل في ترجمته للقاء الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر ورفيقته الكاتبة سيمون دي بوفوار خلال زيارتهما التاريخية إلى مصر، وهي الزيارة التي استمرت 16 يومًا وجاءت بدعوة من الكاتب الكبير توفيق الحكيم ممثلًا لمجلة «الطليعة» الصادرة عن مؤسسة الأهرام آنذاك.

وقد جسدت هذه المناسبة لحظة نادرة التقى فيها الفكر الوجودي الغربي بتيارات الفكر العربي، وكان السمان من الجسور التي أسهمت في نقل هذا الحوار وتقديمه للقارئ العربي بعمق ووعي.

رحل الدكتور علي السمان في الثالث من أغسطس عام 2017 في باريس عن عمر ناهز 87 عامًا، بعد رحلة ثرية امتدت بين الكفاح الوطني، والتنوير الفكري، والحوار الإنساني، تاركًا إرثًا يؤكد أن المثقف الحقيقي لا يعرف حدودًا بين الفكر والعمل.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق