شهدت الساحة السياسية الإسرائيلية جدلًا واسعًا عقب التصريحات التي أدلى بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أثناء عودته من إسرائيل على متن طائرته الرئاسية، والتي كشف فيها عن محاولة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الحصول على عفو رئاسي بمساعدته، في خطوة اعتبرها مراقبون خرقًا فاضحًا للأعراف السياسية وتدخلًا محتملًا في سير العدالة داخل إسرائيل، وفقًا لما نشرته صحيفة "معاريف" الإسرائيلية.
كواليس خطاب ترامب في الكنيست وإشعال الأزمات في إسرائيل
وتابعت الصحيفة أن هذه التطورات عقب الخطاب الذي ألقاه ترامب في الكنيست الإسرائيلي خلال مراسم الاحتفال بتوقيع اتفاق السلام الجديد المعروف باسم "سلام 2025"، الذي أُعلن في مدينة شرم الشيخ برعاية مصرية ودولية.
وأضافت أن الاتفاق، الذي أطلق مرحلة جديدة من الهدوء بين إسرائيل وحركة حماس، أثار موجة من التفاؤل الشعبي، قبل أن تصطدم الأجواء بالجدل السياسي حول تفاصيل تنفيذ الاتفاق وبنوده الغامضة المتعلقة بإعادة جثامين الأسرى.
وكشفت الصحيفة العبرية، تفاصيل مثيرة حول ما دار خلف الكواليس خلال زيارة ترامب، مشيرًا إلى أن سلوك نتنياهو وطلبه من ترامب التطرق إلى قضية العفو خلال خطابه في الكنيست يمثل "تصرفًا غير أخلاقي ومخالفًا للقانون الإسرائيلي".
في تصريحات أدلى بها للصحافيين على متن طائرة "إير فورس ون" أثناء عودته إلى واشنطن، قال ترامب إن نتنياهو أو أحد مساعديه طلب منه أن يثير مسألة العفو عنه خلال كلمته أمام الكنيست، لكنه أضاف أنه لم يكن ينوي الحديث عن ذلك، إلا أنه رأى أن "التوقيت كان مناسبًا".
وأوضحت الصحيفة أن هذا الاعتراف يُعدً بمثابة إدانة غير مباشرة لنتنياهو، إذ يُظهر أنه مارس ضغطًا على زعيم أجنبي للتدخل في شأن قضائي داخلي أثناء محاكمته في قضايا فساد، ما يمكن أن يُعتبر محاولة للتأثير على سير العدالة أو عرقلة الإجراءات القضائية.
ووصفت الصحيفة ما فعله نتنياهو بأنه "انفلات تام من كل منطق سياسي وأخلاقي"، معتبرًا أن طلب العفو يتناقض مع ادعاءاته المتكررة بأن التهم الموجهة إليه قد انهارت وأنه بريء.
وأضافت أن نتنياهو، الذي طالما أكد أنه ينتظر بفارغ الصبر لحظة إثبات براءته في المحكمة، يظهر الآن وكأنه يبحث عن مخرج سياسي بدلًا من مواجهة القضاء، ما يثير تساؤلات حول ثقته في نزاهة موقفه القانوني.
0 تعليق