خبراء عرب: العالم يثق فى الدور المصرى وقيادته السياسية

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

الثلاثاء 14/أكتوبر/2025 - 10:38 م 10/14/2025 10:38:25 PM

قمة شرم الشيخ
قمة شرم الشيخ

أشاد عدد من الخبراء والسياسيين العرب بقدرة الرئيس عبدالفتاح السيسى على إنهاء حرب غزة، بعدما عجز العالم عن تحقيق ذلك، مشددين على أن مصر لاعب أساسى فى المنطقة، ولا يمكن تحقيق السلام أو التوصل لأى اتفاقات دونها.

وقال الخبراء، لـ«الدستور»، إن أنظار العالم اتجهت نحو مدينة شرم الشيخ التى احتضنت قمة السلام الدولية حول غزة؛ بمشاركة قادة أكثر من ٢٠ دولة، موضحين أن القمة تمثل منعطفًا تاريخيًا فى مسار الصراع الفلسطينى- الإسرائيلى.

ووجهوا التحية للمخابرات العامة المصرية، التى استطاعت بذكاء أن تُجبر الجميع على الجلوس على طاولة مفاوضات واحدة فى مصر، بعد عامين من صراع محتدم تسبب فى سقوط آلاف الضحايا، لافتين إلى أن مصر نجحت فى إجهاض مخطط التهجير.

جهاد أبولحية: مصر تريد حلًا مستدامًا وليس مجرد تهدئة مؤقتة
قال الدكتور جهاد أبولحية، أستاذ القانون والنظم السياسية الفلسطينى، إن قمة شرم الشيخ تعتبر لحظة تاريخية؛ فقد جاءت لتُنهى حرب إبادة جماعية امتدت لعامين، ارتكبت فيها إسرائيل انتهاكات صارخة للقانون الدولى، وأسفرت عن استشهاد أكثر من ٦٧ ألف فلسطينى، بينهم نساء وأطفال، فضلًا عن الدمار الهائل الذى طال البنية التحتية فى قطاع غزة.
وأضاف: «فى هذا الظرف الكارثى، تبرز القمة كفرصة نادرة لتحويل المأساة إلى بداية طريق نحو سلام عادل واستقرار دائم».
وأوضح أن المرحلة الأولى من الاتفاق شارفت على الانتهاء، ويبقى الانتقال إلى المرحلة الثانية، وهى خطوة جوهرية للتأكيد على المُضى قدمًا نحو الاستقرار وضمان تنفيذ خطة السلام، مؤكدًا: «فى هذا الإطار، تتعاظم مسئولية الدول الضامنة والمشاركة فى القمة بضرورة الضغط على حكومة الاحتلال؛ برئاسة بنيامين نتنياهو، لعدم المماطلة أو الالتفاف على بنود الاتفاق، خصوصًا بعد استعادتها الأسرى أحياء، وهو ما كان يُعد مطلبًا شعبيًا هناك».
وأشار إلى أن السلام الحقيقى لا يُبنى بمكاسب أحادية، بل بالتزام متبادل وتطبيق منصف لكل المراحل دون استثناء. 
وتابع: «لا يمكن الحديث عن قمة شرم الشيخ دون الإشارة إلى الدور المصرى المحورى الذى تجاوز فكرة وقف الحرب، إذ لم تنظر القاهرة إلى القمة على أنها مجرد محطة لوقف إطلاق النار، بل خطوة أساسية نحو إطلاق مسار سياسى جاد يمهّد للوصول إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. هذا التوجه يعكس حرص مصر العميق على أن تكون هذه القمة نقطة انطلاق جديدة نحو حل جذرى ومستدام، وليس مجرد تهدئة مؤقتة». 
عبدالله نعمة:القمة تتويج للجهود الدبلوماسية التى حافظت على القضية
أكد الدكتور عبدالله نعمة، المحلل السياسى والباحث الاستراتيجى اللبنانى، أن العالم ينظر إلى مصر اليوم باعتبارها القلب النابض للدبلوماسية الإقليمية، وصاحبة الدور الحاسم فى صناعة السلام، مشيرًا إلى أن قمة شرم الشيخ شكّلت فرصة مهمة لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق وقف إطلاق النار فى قطاع غزة، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية، والانطلاق نحو مفاوضات سلام شاملة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وقال إن شرم الشيخ أصبحت عاصمة للسلام العالمى ومحور اهتمام المجتمع الدولى، مضيفًا: «انعقاد القمة يمثل تتويجًا لجهود مصر الدبلوماسية والمخابراتية التى حافظت على توازن المنطقة ومنعت تصفية القضية الفلسطينية».
ووجه تحية لجهاز المخابرات العامة المصرية، الذى أعاد لمصر مكانتها الإقليمية وفرض إرادتها السياسية على الجميع.
وذكر «نعمة» أن الرئيس عبدالفتاح السيسى يثبت من جديد أن مصر لا تصنع السلام فحسب، بل تحميه، مشيرًا إلى أن القمة تضمنت تكريم الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، تقديرًا لدوره فى دعم اتفاق وقف إطلاق النار، فى خطوة رمزية «تعادل جائزة نوبل للسلام»، على حد تعبيره.
رامى المعادات:الحدث من أهم المحطات السياسية ويعيد رسم المنطقة
أشار الكاتب الأردنى، رامى المعادات، إلى أنه لا مبالغة فى القول إن قمة شرم الشيخ تشكّل واحدة من أهم المحطات السياسية فى السنوات الأخيرة، وربما المنعطف الأبرز الذى قد يعيد رسم شكل المنطقة بأسرها.
وأوضح: «تمكّنت مصر، بقدرة سياسية عالية، من إنهاء صراع كان كثيرون يعتقدون أنه بلا أفق، خصوصًا بعد حادثة الاعتداء على الوفد المفاوض فى الدوحة، ومحاولة اغتيال عدد من قيادات المكتب السياسى لحركة حماس». 
وقال إن الحرب الهمجية على قطاع غزة لم تكن حربًا تقليدية، بل كانت حربًا وجودية مكتملة الأركان، مغلّفة بمحاولات ممنهجة للتهجير القسرى والتطهير العرقى.
وشدد «المعادات» على أنه منذ اللحظة الأولى، كان موقف مصر والأردن ثابتًا وحازمًا؛ رفضٌ قاطع لأى خطة تهجير أو إعادة تموضع ديموغرافى للفلسطينيين، هذا الموقف المبدئى أسقط مشروع التهجير قبل أن يولد، ووجد دعامة صلبة له فى بسالة المقاومة وصمود أهالى غزة، الذين أثبتوا أن الهوية لا تُنتزع، وأن الأرض لا تُورّث إلا لأصحابها الحقيقيين.
وتابع: «وقفت الشقيقتان، مصر والأردن، فى خندق واحد دفاعًا عن القضية الفلسطينية، فتحركت بوصلات العالم من جديد».
 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق