أعلنت إسرائيل، اليوم الثلاثاء، أنها لن تسمح بدخول الوقود والغاز إلى قطاع غزة إلا في نطاق "الاحتياجات الإنسانية المحددة"، بحسب ما أكدته للأمم المتحدة في مذكرة رسمية اطلعت عليها وكالة "رويترز". القرار يأتي في وقت كان متوقعاً فيه إدخال مئات الشاحنات من المساعدات إلى القطاع غداً الأربعاء، ضمن بنود اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم بوساطة أمريكية.
ووفق المذكرة، فقد أوضحت تل أبيب أنها ستسمح بدخول 300 شاحنة مساعدات فقط، أي ما يعادل نصف العدد الذي تم الاتفاق عليه مسبقاً مع الأمم المتحدة والجهات الدولية المعنية بإغاثة المدنيين في غزة.
تقييد دخول الوقود يثير قلق الأمم المتحدة
أكدت المنظمة الدولية أن القرار الإسرائيلي سيؤثر بشكل مباشر على تشغيل المرافق الحيوية في القطاع، خصوصاً المستشفيات ومحطات المياه والصرف الصحي. كما حذرت الأمم المتحدة من أن أي تأخير إضافي في إدخال الوقود قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية التي يعيشها أكثر من مليوني فلسطيني داخل القطاع المحاصر.
معبر رفح مغلق والمساعدات تتقلص
وفي سياق متصل، نقلت "رويترز" عن ثلاثة مسؤولين إسرائيليين أن معبر رفح الحدودي بين مصر وغزة سيبقى مغلقاً يوم الأربعاء، ما يعني تقليص تدفق المساعدات بشكل كبير. وأوضح المسؤولون أن هذه الإجراءات تأتي كردٍّ على ما وصفوه بـ"عدم التزام حركة حماس بتسليم رفات الرهائن الإسرائيليين"، ضمن اتفاق وقف إطلاق النار الأخير.
وأضافت المصادر أن تل أبيب لم تحدد مدة استمرار هذا الإجراء، فيما أشارت هيئة البث الإسرائيلية إلى أن المؤسسة الأمنية أوصت بعدم فتح المعبر حتى استلام جثث الرهائن.
حماس تؤكد صعوبة تسليم جثث الأسرى
من جانبها، صرّحت حركة حماس عبر المتحدث باسمها حازم قاسم بأنها أبلغت الوسطاء بصعوبة تسليم جثث الأسرى الإسرائيليين في الوقت الراهن، رغم إعلانها استعدادها لإرسال أربع جثث جديدة إلى إسرائيل مساء الثلاثاء.
عامان من الحصار الخانق على غزة
يُذكر أن إدخال المساعدات إلى غزة يأتي بعد سنتين من الخناق الشديد الذي فرضته إسرائيل على القطاع، حيث أُغلقت المعابر معظم فترات الحرب الأخيرة. ومنذ بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار يوم الجمعة الماضي، بدأت مئات الشاحنات في عبور المعبر البري لتلبية احتياجات السكان المتضررين.
وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت في أغسطس الماضي أن مناطق واسعة من قطاع غزة تواجه حالة مجاعة حقيقية، نتيجة انقطاع الإمدادات الغذائية والطبية خلال شهور الحرب الطويلة، وهو ما يجعل أي تأخير جديد في المساعدات بمثابة تهديد مباشر لحياة المدنيين.
0 تعليق