انقسام أوروبي يؤجل الحسم في مشاركة إسرائيل بمسابقة الأغنية الأوروبية

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أكد اتحاد الإذاعات الأوروبية (EBU) تأجيل التصويت على مشاركة إسرائيل في مسابقة الأغنية الأوروبية "يوروفيجن" للعام المقبل 2026، وذلك عقب إعلان وقف إطلاق النار في غزة.

ووفقا لوكالة رويترز فقد كان من المقرر أن يعقد الاتحاد اجتماعًا استثنائيًا في نوفمبر المقبل لتمكين الدول الأعضاء من التصويت بشأن مشاركة إسرائيل، وسط انقسامات متزايدة داخل الاتحاد حول هذا القرار.

مقاطعة المسابقة حال المشاركة الاسرائيلية 

 

وأعلنت عدة هيئات بث أوروبية، من بينها إسبانيا وإيرلندا وسلوفينيا، أنها ستقاطع المسابقة إذا سُمح لإسرائيل بالمشاركة، في ظل الانتقادات المتزايدة لسلوكها العسكري في غزة.

وفي بيان رسمي، أوضح الاتحاد الأوروبي للإذاعة والتلفزيون أنه قرر إلغاء الاجتماع الاستثنائي، وجاء في البيان:

"في ضوء التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط، اتفقت اللجنة التنفيذية للاتحاد، خلال اجتماعها في 13 أكتوبر، على وجود حاجة واضحة لتنظيم مناقشة مفتوحة وبحضور شخصي بين الأعضاء حول مسألة المشاركة في مسابقة يوروفيجن 2026. وبناءً على ذلك، قررت اللجنة إدراج هذا الموضوع على جدول أعمال الجمعية العامة الشتوية العادية في ديسمبر، بدلاً من عقد جلسة استثنائية مسبقة."

ويأتي القرار في وقت تتزايد فيه الضغوط على المؤسسات الثقافية الأوروبية لمراجعة تعاملها مع إسرائيل بعد الحرب في غزة، وسط دعوات متصاعدة من منظمات فنية وإنسانية إلى تعليق مشاركة إسرائيل في الفعاليات الدولية حتى تحقيق تقدم ملموس في مسار السلام ووقف الانتهاكات بحق المدنيين الفلسطينيين.

تُعد مسابقة "يوروفيجن" للأغنية الأوروبية واحدة من أبرز الفعاليات الثقافية السنوية في القارة، وتُنظم بإشراف اتحاد الإذاعات الأوروبية (EBU) منذ عام 1956. وتشارك فيها عشرات الدول الأوروبية، إلى جانب عدد من الدول المجاورة مثل إسرائيل، التي انضمت إلى الاتحاد في سبعينيات القرن الماضي وفازت بالمسابقة أربع مرات.

إلا أن مشاركة إسرائيل كانت دائمًا محل جدل سياسي وثقافي، خاصة في الفترات التي تشهد فيها المنطقة تصعيدًا عسكريًا. وقد تصاعد الجدل بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، على خلفية الحرب في غزة والانتهاكات الإسرائيلية المتكررة، ما دفع فنانين ومنظمات ثقافية أوروبية إلى الدعوة لمقاطعة المشاركات الإسرائيلية في المسابقات الفنية الدولية باعتبارها “تطبيعًا ثقافيًا مع الاحتلال”.

وفي عام 2024، واجهت مسابقة "يوروفيجن" موجة احتجاجات في السويد بعد مشاركة إسرائيل، حيث خرجت مظاهرات تطالب باستبعادها، في حين تمسّك الاتحاد الأوروبي للإذاعة والتلفزيون بمبدأ “عدم تسييس الفن”. لكن بعد تصاعد الأزمة الإنسانية في غزة وتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار بوساطة أمريكية ومصرية وقطرية عام 2025، عاد الجدل مجددًا حول مدى ملاءمة مشاركة إسرائيل في دورة 2026.

ويأتي تأجيل التصويت على مشاركة إسرائيل الآن في ظل الانقسام الواضح بين الدول الأعضاء في الاتحاد، بين من يرى أن الفن يجب أن يبقى بعيدًا عن السياسة، ومن يعتبر أن استمرار مشاركة إسرائيل يسيء لقيم العدالة وحقوق الإنسان التي تدافع عنها أوروبا.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق