لم يكن أحد من أهالي قرية الميّات التابعة لقرية أبومناع شرق بمركز دشنا شمال محافظة قنا، يتخيّل أن تتحول حملة إزالة تعديات عادية إلى مشهدٍ غامض يثير التساؤلات، بعد العثور على حفرة عميقة يصل عمقها إلى نحو 15 مترًا داخل نطاق القرية.
بداية الواقعة
أثناء تنفيذ حملة لإزالة التعديات على أراضي أملاك الدولة، فوجئ العاملون بانهيار جزئي للتربة تحت إحدى المعدات، ليكتشفوا وجود حفرة ضخمة محفورة بعناية، ما دفع مسؤولي الوحدة المحلية إلى إيقاف الأعمال فورًا وإبلاغ الأجهزة الأمنية بالواقعة.
انتقال الأجهزة الأمنية
على الفور، انتقلت قوات الشرطة ووحدة المباحث بمركز دشنا إلى موقع البلاغ، وفرضت طوقًا أمنيًا حول المكان، وسط حضور عدد كبير من الأهالي الذين تابعوا المشهد في صمت ودهشة.
كما تم إخطار الجهات المختصة في الري والآثار لمعاينة الموقع، والتأكد من طبيعة الحفرة وأسباب وجودها، قبل أن يُصدر القرار بردمها بشكل عاجل لتجنب أي مخاطر محتملة أو استغلالها في أنشطة غير قانونية.
روايات شهود العيان
عدد من شهود العيان في القرية أكدوا أن المنطقة شهدت في الأيام الماضية تحركات غريبة ليلًا، وشوهدت أضواء خافتة في محيط الأرض التي وُجدت فيها الحفرة.
وقال أحدهم إن الحفرة تبدو محفورة بطريقة هندسية دقيقة وليست عشوائية، مما يشير إلى أن هناك من كان يعمل فيها لفترة ليست قصيرة.
بينما رجّح آخرون أن الهدف ربما كان التنقيب غير المشروع عن الآثار، خصوصًا أن المكان يبعد عن التكتلات السكنية ويقع في نطاق زراعي يصعب مراقبته ليلًا.
تحريات وتحقيقات
وأكد مصدر مسؤول أن الأجهزة الأمنية فتحت تحقيقًا موسعًا لكشف ملابسات الواقعة، وتحديد من يقف وراء أعمال الحفر، مشيرًا إلى أنه لم يتم العثور على أي مقتنيات أو آثار داخل الحفرة قبل ردمها، موضحًا أن التحريات الأولية لم تستبعد احتمال أن تكون الحفرة جزءًا من محاولة تنقيب سرية.
