كنيسة مار إلياس بالدويلعة.. ثلاثة عقود من الهدوء الروحي انتهت بانفجار دموي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

شهدت كنيسة مار إلياس في حي الدويلعة شرقي دمشق، مسارًا هادئًا على مدى أكثر من ثلاثة عقود، منذ افتتاحها عام 1990 في عهد البطريرك إغناطيوس الرابع هزيم، كبنية دينية ومعمارية حديثة تخدم الطائفة الأرثوذكسية وتوفّر مساحة للصلاة والخدمة والرعاية المجتمعية. 

وقد صُمّمت الكنيسة على يد المهندس شارل كسّاب، بأسلوب يجمع بين الحداثة المعمارية والطابع الأرثوذكسي التقليدي، ما جعلها من أبرز الكنائس الجديدة التي شُيّدت في العاصمة السورية في نهاية القرن العشرين.
 

مركز روحي متكامل في قلب حي شعبي

منذ افتتاحها، لعبت كنيسة مار إلياس دورًا بارزًا في الحياة الروحية والاجتماعية لأبناء الحي، حيث احتضنت الصلوات اليومية والقداديس الأسبوعية، إضافة إلى إقامة الاحتفالات الكبرى بمناسبة عيد شفيعها مار إلياس في 20 تموز من كل عام، والذي يُعد من المناسبات الدينية المهمة للطائفة.

وتضم الكنيسة مجمعًا متكاملًا يشمل قاعات متعددة ومدارس رعوية، ما جعلها ليست فقط دار عبادة، بل مركزًا اجتماعيًا حيويًا لأهالي المنطقة. وعلى مدار سنوات طويلة، لم تسجل الكنيسة أي خلافات دينية أو طائفية، بل ظلت رمزًا للهدوء والتعايش في حي يضم خليطًا سكانيًا متنوعًا. 

بداية التوتر: حادثة “سيارات الدعوة”

رغم التاريخ المستقر للكنيسة، إلا أن مطلع عام 2025 شهد أول شرارة توتر واضحة، حين مرت سيارات مزوّدة بمكبرات صوت في شوارع الحي، من بينها الشارع المواجه للكنيسة، وهي تذيع دعوات دينية ذات طابع تبشيري. 

أثارت هذه الخطوة احتجاجًا واسعًا من سكان الحي، واعتبرها كثيرون سلوكًا استفزازيًا، خاصة لتزامنها مع أوقات إقامة الصلوات داخل الكنيسة. 

وقد تجمهر عدد من الأهالي وطلبوا من السائق مغادرة المنطقة، في موقف عبّر عن القلق من تكرار هذه الحوادث وما قد تسببه من فتنة مجتمعية. ورغم أن الحادث لم يتطور إلى مواجهة مباشرة، إلا أنه فتح باب الحديث عن احترام الخصوصية الدينية وضرورة تنظيم الخطاب الديني في الفضاء العام المشترك.

ما بعد الحادث: الخوف على النسيج السوري
جاء التفجير الأخير الذي استهدف كنيسة مار إلياس ليزيد من مشاعر القلق لدى سكان الحي والمجتمع المسيحي عمومًا، ويطرح تساؤلات حول مدى قدرة الجهات الأمنية على حماية دور العبادة، لا سيما في ظل الأوضاع غير المستقرة في بعض مناطق سوريا.

ورغم فداحة الحادث، ظلّ صوت الكنيسة مرتفعًا بالدعاء من أجل السلام والشفاء، وظلّ صدى أجراسها علامة على التمسك بالإيمان، وسط تحديات يزداد ثقلها يومًا بعد يوم.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق أدعية ليلة الامتحان لطلاب الثانوية العامة 2025
التالى عوض تاج الدين: مصر تمتلك خبرات وقدرات تؤهلها لدعم القارة الإفريقية صحيًا وتكنولوجيًا