صلاح نظمي، واحدًا من أهم نجوم الصف الثاني في السينما المصرية، حتى تسعينيات القرن المنصرم، وبجانب ميوله الأدبية خاصة كتابة القصة، كان من أبطال رياضة التجديف في مصر.
تقدم بقصة لـ"بركات" فرشحه لهذا الدور
صلاح نظمي، والمولود في مثل هذا اليوم من العام 1918، عرف طريقه إلى التمثيل عن طريق الكتابة الأدبية، فكما يروي في لقاء نشرته مجلة الكواكب الفنية، في عددها الـ 357، والصادر بتاريخ 3 يونيو 1959، وعلى طريقة الفلاش باك، كيف قادرته خطاه إلي المخرج السينمائي الكبير، هنري بركات، ليس كممثل وإنما ككاتب قصصي، يعرض عليه إحدى قصصه التي كتبها ليخرجها بركات للسينما.
ولكن “بركات” كان له رأيا آخر، فبينما يقرأ صلاح نظمي ما كتبه علي أسماع بركات، كان الأخير يهيم شاردا في واد آخر، وبدلا من أن يبدي رأيه فيما يقصه نظمي على أسماعه، كان بركات يتفحص ملامحه ليرشحه بطلا لفيلم يحضر له، ألا وهو فيلم “هذا جناه أبي”.
يسرد صلاح نظمي ما دار بينه وبين بركات: "لم أكن أفكر في أن أغدو ممثلا وكنت أكرس الوقت كله لرياضتي المفضلة "التجديف" حتي برعت فيها وأصبحت أحد أبطالها في مصر، وجاء يوم كنت أجلس في مكاني المفضل من عوامة النادي الذي أتدرب فيه ودخلت بعثة لتصوير مناظر من العوامة في فيلم "القلب له أحكام"، عرفت من أفرادها صباح وأنور وجدي، وقمت أرحب بأنور الذي كانت تربطني به صداقة قديمة، وسألته من الرجل الغريب الذي كان يقف بالقرب منا، وأجابني بأنه المخرج بركات وقد قدمنه إليه وجدي. وتكررت زيارة البعثة للعوامة، وكنت أنتزع نفسي من تدريب التجديف لأسدي أية مساعدة للبعثة.
وبعد مدة دعاني المخرج ــ بركات ــ لأقوم بدور صغير في نفس الفيلم لا يتجاوز أكثر من دقائق علي الشاشة، ولم أرفض فقد كان هذا أفضل بكثير من أن أفوز من الغنيمة بالإياب.
كيف أنقذ سراج منير صديقه صلاح نظمي؟
في الأوقات التي كان صلاح نظمي يتردد علي المخرج هنري بركات في الاستديو، بعد أن تعارفا، وفي إحدي المرات، رأته المنتجة “آسيا” وكانت تجلس مع مدير التصوير جوليود لوكا، ولفت نظرها صلاح نظمي وأخذت تتفحصه بدقة وتمعن وهي تتبادل الحديث من “لوكا”، ويفاجئ نظمي من اختياره لبطولة الفيلم بعد أن تحمست له آسيا، دون حتى أن تتبادل معه كلمة واحدة، لكنها كانت قد أخبرت بركات بأنها قد اختارته ــ صلاح نظمي ــ بطلا لفيلم هذا جناه أبي.
وبالفعل يتصل مدير أعمال آسيا بـ صلاح نظمي ليخبره بأن يحضر لبدء التصوير، إلا أن هناك كان طلب غريب منه، بأن يحضر معه بدلة “فراك”، ولم يكن نظمي يمتلك واحدة، لكن صديقه سراج منير ينقذه.
يقول نظمي: "وكانت هناك مشكلة، وهي أنني لا أملك "بدلة فراك" وأجريت استعراضا لجميع الزملاء والأصدقاء والأقرباء لعلي أجد الحل عند أحدهم وفشلت. وعدت إلى التليفون أزف هذه النتيجة المشرفة إلى مدير الدعاية الذي قال لا بأس مع ذلك أحضر بسرعة."
ويختتم صلاح نظمي: "ذهبت إلى هناك ووجدت في انتظاري الحلة اللازمة كان قد أحضرها المرحوم سراج منير من مخلفات شبابه وتنفيذا للأوامر ارتديت الحلة وأجريت بعض التعديلات السريعة لتخفي الأكمام الطويلة التي كنت أغرق فيها. وتم كل شئ ووقفت أمام بركات مخرج الفيلم وتعلقت عيناي به وفتحت آذاني جيدا، وهكذا كنت بطلا للفيلم ووقفت أمام الكاميرا كالديك الرومي في خيلاء، وقفت أؤدي خمسة وعشرين "شوت" في اليوم الأول دون توقف أو إعادة.