غيب الموت الدكتور ماجد فرج المتحدث الرسمي للأسرة العلوية منذ أيام قلائل، وفي هذا الإطار توجهت الدستور للمؤرخ مدحت عبد الرازق، والذي كان له باعا طويلا في الكتابة عن الأسرة العلوية ليتحدث عن ماجد فرج في الحوار التالي:
كيف بدأت علاقة الدكتور ماجد فرج بالأسرة العلوية؟
ماجد فرج تواجد فى عز الزخم الناصري، وكان من الممكن مثل أغلب الشباب وقتها أن يتأثر بالناصرية، وشعاراتها عن حكم الأسرة العلوية بأنه "العهد البائد"، ولكن سفرياته وقراءته وتعلمه فى ليسيه الإسكندرية، مع استعداده للاختلاف، جعلته لا يأخذ الأمور على عواهنها، وشيئا فشيئا بدأ يكتشف أن الأسرة العلوية هي عائلة عظيمة شيدت مصر الحديثة، ولا تقل عظمتها عن ملوك مصر القديمة.
ولذا فى حياته كلها ظل يكن كل تقدير إلى قاعدتين من تاريخ مصر، هما (تاريخ مصر القديمة)، أو عصر الأسرات الملكية، و(تاريخ مصر الحديثة)، أو عصر أسرة محمد على.
كان ماجد فرج مؤرخا للأسرة العلوية؟
يُعد دكتور ماجد فرج من مؤرخين الأسرة العلوية البارزين، فأنا متخصص فى الجانب السياسي للأسرة، وهو متخصص فى الجانب البروتوكولي والأثري.
والحقيقة أنه امتلك تراثا ووثائق بدأت بمحمد على باشا وحتى عهد الملك فاروق، ولديه مراجع قيمة عن حفر قناة السويس، وتاريخ البنك الأهلي، ومكتبه يضم صورا ومقتنيات ثمينة عن أسرة محمد على، وتماثيل نصفيه عن حكام الأسرة.
وفى بواكير الألفية الثالثة أصدرت دار ماكس جروب للنشر التى يمتلكها، مجلة باسم (مصر المحروسة)، وكانت من أوائل الاصدارات التى تخصصت فى التاريخ التصويري والفوتجرافي الأسرة العلوية، وكان شىء مبهر وقتها أن يحصل أي شغوف علي صور للاسرة، وأعلامها، وأهم مناسباتها، مع معلومات تصحب كل صورة، ذلك قبل انتشار عصر النت، ثم أصدر مجموعة كتب بعنوان (مجموعة مصر الملكية).
ما حكاية نادي محمد على واتصاله بالملك أحمد فؤاد الثاني؟
هناك أقاويل كثيرة عن بداية تعرفه على الملك فؤاد الثاني، ولا أحب أن أرجح أيهما عن الآخر، لكنه بعد وقت قصير حاز على ثقة الملك، وأصبح كاتما لأسراره، وصديقه، ويقوم فى مصر بتنفيذ بعض الأمور المهمة التى يحتاجها الملك فؤاد، الذي يعيش فى سويسرا أغلب الوقت.
أصبح دكتور ماجد فرج متحدثا رسميا بإسم الملك والأسرة العلوية، وجعل شغله الشاغل الحفاظ على التراث الأثري لأسرة محمد على، ومن مهامه ترتيب جداول زيارات الملك حينما يحضر إلى مصر، ويشرف بدقة على سير رحلات الملك إلى مصر.
أما عن نادي محمد على، فكان فى الأصل قطعة أرض على النيل ممتلئة بالقمامة والقذورات، فاشتراها ماجد فرج، وأقام عليها ناديا ملكيا يحاكي أيام الزمن الجميل، أو نادي ملكي بأجواء ريفية، سوف تجد فيه النخل الفارع، والأشجار الكثيفة، وعلى الجدران شعارات العصر الملكي، وعدد لا نهائى من التماثيل لعواهل الأسرة العلوية، وعدد آخر من الأعلام، وقعدات رائعة سواء على النيل أو بداخل قاعات استمدت شكلها ورونقها من الزمن الملكي.
ويعد ماجد عاشق كبير للنيل، فضم ناديه يخت للنزهة النيلية، هذا النادي أرتاده أهم نجوم المجتمع المصري، من سياسيين، ورجال أعمال، وفنانيين، وإعلاميين، وأصبح من أرقي نوادي القاهرة.
فى النهاية ما الذي تود إضافته؟
أقول إنه كان وطنيا راقيا، معنى الوطنية واضح أمام عينيه تمام الوضوح بدون أي تشوش، وقد خسرنا كثيرا بوفاته، بعد صراع طويل مع المرض، وقد أصدرت الأسرة العلوية عدد من بيانات التأبين والحزن علي فقده، ومنها بيان عن الملك فؤاد الثاني، وبيان عن الأمير محمد على، وبيان عن الأميرة فوزية. ومع بالغ الحزن والأسي كنت أول من أصدر بيان تأبين له على صفحتى، كما امتلأت صفحات أصدقائه والصفحات الملكية بمنشورات الرثاء. ولله ما أخذ ولله ما أعطي.