كشفت صور أقمار صناعية جديدة التُقطت بعد وقت قصير من الضربات الأمريكية على منشأة فوردو النووية في قلب إيران عن أضرار وثغرات محتملة لدخول القنابل الأمريكية الخارقة للتحصينات.
وحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، تُظهر الصور، التي التقطتها شركة بلانيت لابس، تغيرات واضحة في مظهر الأرض وغبارًا رماديًا بالقرب من مواقع الضربات المحتملة.


أقوى منشأة نووية إيرانية تحت الأرض
وأضافت الصحيفة أن الولايات المتحدة استهدفت منشأة فوردو وهي من أكثر المواقع تحصينًا في إيران، وتقع في منطقة جبلية جنوب طهران، على بُعد نحو 15 ميلًا من مدينة قم، التي يقطنها أكثر من مليون نسمة.
وأضافت أنه تم بناء منشأة تخصيب الوقود في فوردو داخل جبل بهدف الصمود أمام أي هجوم جوي، إذ اعتبرها خبراء غير قابلة للاختراق إلا بواسطة قنابل أمريكية خارقة للتحصينات تُعرف باسم "البانكر باستر".
كيفية تنفيذ الهجوم الأمريكى
ووفقًا لمسئول أمريكي، نفذت ست قاذفات أمريكية من طراز B-2 هجومًا على فوردو صباح الأحد، أسقطت خلاله ما مجموعه 12 قنبلة خارقة للتحصينات من نوع يبلغ وزنها 30 ألف رطل لكل منها، في هجوم يُعد الأضخم من نوعه على منشأة نووية إيرانية.
وفي أعقاب الضربات، أفادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأنها لم تسجل أي ارتفاع في مستويات الإشعاع خارج المواقع المستهدفة، مؤكدة أنها تواصل تقييم الوضع وستصدر المزيد من التحديثات في وقت لاحق.
فوردو.. كلمة السر للبرنامج النووى الإيراني
وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن منشأة فوردو تحتوي على آلاف من أجهزة الطرد المركزي المتطورة، وتُعد من أهم المواقع الإيرانية في تخصيب اليورانيوم إلى درجة نقاء تصل إلى 60%، وهي نسبة تقربها تقنيًا من العتبة العسكرية لتصنيع سلاح نووي، التي تبدأ عند 90% فأعلى.
وكان النظام الإيراني قد احتفظ بسرية هذه المنشأة لعدة سنوات، حتى كشفتها أجهزة استخبارات غربية، لتضطر طهران إلى الإعلان عن وجودها رسميًا في عام 2009.
وفي مارس من عام 2023، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها عثرت على آثار ليورانيوم مخصب بنسبة 83.7% في موقع فوردو، وهو ما أثار قلقًا دوليًا واسعًا بشأن نوايا إيران النووية.
وأضافت الصحيفة أنه لطالما اعتبرت إسرائيل أن منشأة فوردو تمثل التحدي الأكبر أمام جهودها في منع إيران من امتلاك السلاح النووي.
وقد وصف رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المنشأة بأنها "تهديد وجودي" للدولة اليهودية، مؤكدًا مرارًا أن تحييد فوردو يُعد من أبرز أهداف إسرائيل الاستراتيجية.
ويُعد استهداف فوردو، في ظل هذا المناخ الدولي المشحون، بمثابة رسالة واضحة من واشنطن وتل أبيب مفادها أن استمرار إيران في تطوير برنامجها النووي سيقابل برد عسكري مباشر، وأن مرحلة "الخطوط الحمراء" قد تم تجاوزها بالفعل.