أكدت الدكتورة إيمان أبو قورة، عضو مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية، أن السيدة أسماء بنت أبي بكر، رضي الله عنها، تُعد من أبرز النماذج النسائية في التاريخ الإسلامي، حيث جسدت أروع صور الفداء والتضحية خلال رحلة الهجرة النبوية الشريفة.
وأشارت خلال استضافتها ببرنامج "حواء" المُذاع عبر فضائية "الناس"، إلى أن السيدة أسماء، التي لُقبت بذات النطاقين، كانت شاهدة على تفاصيل خروج النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة، واحتفظت بسر الهجرة رغم تعرضها للتهديد والاعتداء المباشر من أبي جهل، الذي لطَمها لطمة شديدة أوقعت قرطها، لكنها لم تبح بكلمة واحدة.
وأضافت، أن السيدة أسماء لم تكتفِ بحفظ السر فقط، بل كانت تؤدي دورًا لوجستيًا بالغ الأهمية، إذ كانت تنقل الطعام والشراب إلى النبي الكريم وأبيها أبي بكر الصديق في غار ثور يوميًا، رغم وعورة الطريق وخطورة المهمة.
ونوهت، بأن السيدة أسماء ضربت مثالًا في سرعة البديهة والابتكار، حين لم تجد وعاءً تحمل فيه الزاد، فقامت بشق نطاقها وهو الحزام العريض إلى نصفين، فحملت في أحدهما الماء وفي الآخر الطعام، وهو ما أكسبها لقب "ذات النطاقين".
وتابعت، أن قصة السيدة أسماء تمثل درسًا بليغًا للأجيال، وخاصة للفتيات، في القوة والشجاعة والثبات على المبدأ، والقدرة على تحمل المسؤولية في أصعب الظروف.