تدخل كتيبة فريق كرة القدم بنادى الأهلى المباراة الأخيرة فى دور المجموعات ببطولة كأس العالم للأندية ٢٠٢٥ أمام بورتو البرتغالى وهى تحت ضغط كبير، إذ لا بديل أمامها سوى الفوز وانتظار الهدية للتأهل إلى الدور المقبل. ويستقبل الأهلى بطل البرتغال، فى الرابعة فجر غدٍ الثلاثاء، على ملعب «ميتلايف» بولاية نيوجيرسى الأمريكية فى مهمة لن تكون سهلة أمام فريق أوروبى بحجم بورتو، فضلًا عن كون تأهل «المارد الأحمر» مرهونًا أيضًا بفوز بالميراس البرازيلى على إنتر ميامى الأمريكى، فى المباراة الثانية من منافسات المجموعة.ورغم صعوبة المهمة، فإن بورتو ليس بالمنافس المستحيل، إذا قرأ الأهلى المباراة جيدًا، واستغل نقاط قوته، وضرب خصمه فى مناطق ضعفه، وهو ما نحاول توضيحه بشىء من التفصيل فى هذا التحليل، إلى جانب تحليل أداء الأهلى فى البطولة بصفة عامة، قبل أن نعرض السيناريوهات التى قد تمنح الأهلى الفوز والعبور إلى الدور التالى.
تغيير طريقة اللعب لحل ثغرتى الكرات الثابتة والتراجع البدنى
يلعب بورتو بطريقة شبيهة بتلك التى يلعب بها بالميراس البرازيلى، منافس الأهلى فى الجولة الماضية، عبر الاعتماد على تشكيلة مكونة من ثلاثى فى خط الدفاع، ثم رباعى فى الوسط، أمامه هجوم ثلاثى يرتكز على السرعة فى المرتدات، ويعتمد على جناحين ومهاجم يشكلون القوة الأساسية فى الخط الأمامى.
فى المواجهتين السابقتين لبطل مصر، ظهرت هشاشة واضحة فى دفاعاته، وبعض العيوب الكبرى ونقاط الضعف، خاصة فى التعامل مع الكرات الثابتة أمام بالميراس، والتى أسفرت عن الهدف الأول، وتسببت فى عدة فرص خطيرة عدة على مرمى محمد الشناوى.
ويُعد بورتو بارعًا فى استغلال الركلات الثابتة، خاصة الركنية، ما يستدعى من خوسيه ريبييرو، المدير الفنى للأهلى، إعادة النظر فى طريقة اللعب، وتحويل الخطة التى بدأ بها أمام إنتر ميامى وبالميراس «٤-٤-٢» أو «٤-٣-٣» إلى «٣-٥-٢» أو «٣-٤-٣» فى الحالة الهجومية.
ويمكن للمدرب الإسبانى تحقيق ذلك عبر الاعتماد على ثلاثى دفاعى مكوَّن من: أحمد رمضان «بيكهام» وأشرف دارى وياسر إبراهيم، أو «مصطفى العش» بدلًا من أى منهم، و٤ لاعبين فى الوسط يميلون للهجوم: فى الجبهة اليمنى محمد هانى، واليسرى محمود حسن «تريزيجيه» الذى يمتاز بالواجبات الدفاعية والانطلاقات الهجومية، مع ثنائى ارتكاز يتكون من أليو ديانج ومحمد على بن رمضان. وعند الاعتماد على ٥ فى الوسط، يمكن إضافة حمدى فتحى، على أن يضم الخط الأمامى وسام أبوعلى وأحمد سيد «زيزو»، أو المهاجم الفلسطينى والمغربى أشرف بن شرقى. سيكون على «ريبييرو» المجازفة والضغط منذ بداية اللقاء، مع الحفاظ على الاستحواذ كما فعل فى الشوط الأول أمام بالميراس، لكن الأهم هو الحفاظ على نفس النسق فى الشوط الثانى، والذى شكّل نقطة ضعف واضحة للمدرب الإسبانى مع الأهلى فى البطولة، إذ يتراجع الأداء البدنى والفنى للفريق بشكل ملحوظ فى الـ٤٥ دقيقة الأخيرة. ولمواجهة التراجع البدنى الكبير للأهلى فى الشوط الثانى، قد تكون خطة الثلاثى الدفاعى، التى سبق أن اعتمد عليها كثيرًا قبل توليه قيادة الأهلى، خيارًا آمنًا، خاصة أن «المارد الأحمر» يملك المقومات والعناصر القادرة على تنفيذها بفعالية كبيرة على المستويين الدفاعى والهجومى.
تشكيل جبهة قوية بين «زيزو وتريزيجيه» والاعتماد على بن شرقى
قد يحتفظ «ريبييرو» بطريقة اللعب «٤-٣-٣»، مع إجراء بعض التغييرات الضرورية فى بعض المراكز، أبرزها تعويض غياب مروان عطية بسبب الإيقاف نتيجة تراكم البطاقات، إذ من المنتظر أن يشارك أليو ديانج بدلًا منه، بجوار حمدى فتحى ومحمد على بن رمضان فى وسط الملعب.
يُتوقَع كذلك أن يعود أحمد نبيل «كوكا» لشغل مركز الظهير الأيسر، بدلًا من المغربى يحيى عطية الله، على أن أن يبدأ أحمد رمضان «بيكهام» فى مركز قلب الدفاع على حساب أشرف دارى. هناك تغييرات أخرى قد تمنح الأهلى طابعًا هجوميًا أكبر، خاصة مع بداية المباراة، أولها الاعتماد على «زيزو» فى مركز «٨»، على غرار ما يفعله مع منتخب مصر، خاصة مع سيطرة محمد صلاح على مركز الجناح الأيمن بطبيعة الحال. وفى هذه الحالة، يمكن لـ«تريزيجيه» أن يشغل الجبهة اليمنى، ويتبادل الأدوار مع «زيزو»، ما يصنع جبهة هجومية قوية.
ومن المرجح أن يبدأ أشرف بن شرقى فى الجناح الأيسر، خاصة بعد ظهوره اللافت فى لقاء بالميراس، مع إمكانية اعتماد خيار آخر هجومى، يتمثل فى اللعب بطريقة «٤-٤-٢»، بوجود ثنائى هجومى صريح مكون من نيجك جراديشار ووسام أبوعلى، مع رباعى وسط يتكون من: «زيزو» و«ديانج» و«بن رمضان» و«تريزيجيه».
استغلال ضعف دفاع الفريق البرتغالى.. والحذر من ثلاثى الهجوم
دفاع بورتو يعد الحلقة الأضعف فى الفريق البرتغالى، خاصة إيفان ماركانو، صاحب الـ٣٧ عامًا، الذى يمثل نقطة الضعف الأبرز، ويجب على الأهلى تفعيل الضغط العالى عليه منذ البداية، مستفيدًا من تحركات وسام أبوعلى أو «زيزو» فى الضغط على «ماركانو»، الذى يرتكب الكثير من الأخطاء فى الخروج بالكرة، خاصة أن «فيرنانديز» الذى يلعب بجانبه، مدافع شاب يفتقر إلى الخبرات، علاوة على جوسيه بيدرو.
واحدة من أبرز الثغرات الأخرى فى الفريق البرتغالى هى المساحات بين خط الوسط والدفاع، التى استغلها ليونيل ميسى بذكاء كبير فى لقاء إنتر ميامى، ويستطيع الأهلى استغلالها عبر تمريرات أليو ديانج أو حمدى فتحى إلى وسام أبوعلى، الذى يتمركز بذكاء بين الخطوط.
وبسبب التقدم المستمر لظهيرى بورتو، يستطيع الأهلى استغلال المساحات المتروكة خلفهما بالكرات الطولية، لتكون انطلاقات «تريزيجيه» و«زيزو» حاسمة، خاصة مع قدرة الأخير على المراوغة والاختراق. كما يجب أيضًا التركيز على الكرات الثابتة، سواء الركنيات أو الركلات الحرة، كعنصر مهم يمكن استغلاله، فى ظل ارتباك بورتو فى هذه المواقف.
فى المقابل، يمتلك بورتو ثلاثيًا هجوميًا قويًا، يتكون من المهاجم القوى سامو أوموروديون، والجناحين: رودريجو مورا وفابيو فيريرا «لاعب أرسنال السابق»، وهو ثلاثى يمتاز بالتحول السريع من الدفاع للهجوم، وقدرات فردية عالية فى إنهاء الفرص، خاصة «سامو» الخطير جدًا فى الكرات الرأسية والتسديدات القوية.
فى النهاية، تبدو المواجهة معقدة وصعبة، لكنها ليست مستحيلة على فريق بحجم الأهلى إذا قرأ المباراة بذكاء، ونجح فى تعديل نهجه التكتيكى بما يتناسب مع قوة الخصم، وسد ثغراته الدفاعية، واستغلال نقاط ضعف بورتو بأقصى درجة من التركيز والحسم.