الوزارى العربى.. والإسلامى

الوزارى العربى.. والإسلامى
الوزارى
      العربى..
      والإسلامى

إلى مدينة إسطنبول التركية، ذهب الدكتور بدر عبدالعاطى، وزير الخارجية، مساء الجمعة، للمشاركة فى الدورة الحادية والخمسين لمجلس وزراء خارجية دول «منظمة التعاون الإسلامى». وفور وصوله، شارك فى اجتماع غير عادى لوزراء الخارجية العرب، دعت إليه العراق، تناول مختلف القضايا والتحديات التى تواجه منطقة الشرق الأوسط، وعلى رأسها التصعيد العسكرى بين إسرائيل وإيران، وتداعياته على أمن واستقرار المنطقة، إضافة إلى استمرار العدوان الإسرائيلى الغاشم على قطاع غزة.

بين الدورة الخمسين، التى استضافتها العاصمة الكاميرونية ياوندى، أواخر أغسطس ٢٠٢٤، والدورة الحالية، التى تقام، السبت والأحد، تحت شعار «منظمة التعاون الإسلامى فى عالم متغيّر»، استضافت مدينة جدة السعودية، اجتماعًا استثنائيًا، فى مارس الماضى، اعتمد خلاله وزراء خارجية الدول الإسلامية السبع والخمسين الخطة المصرية لإعادة إعمار قطاع غزة، دون تهجير أهله، وأعربوا عن دعمهم الكامل لمخرجات القمة العربية الطارئة، غير العادية، أو «قمة فلسطين»، التى دعت إليها مصر، واستضافتها القاهرة، خلال الشهر نفسه، وأكدوا أهمية تدشين مسار سياسى للتوصل إلى حل دائم وعادل يحقق تطلعات الشعب الفلسطينى فى إقامة دولته، على حدود ٤ يونيو ١٩٦٧، وعاصمتها القدس الشرقية.

ارتبطت «منظمة التعاون الإسلامى»، بالقضية الفلسطينية، منذ تأسيسها فى ٢٥ سبتمبر ١٩٦٩، وقبل وبعد قمتها الخامسة عشرة، التى استضافتها مدينة «بانجول»، عاصمة دولة جامبيا الشقيقة، فى مايو ٢٠٢٤، والتى تناولت العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، عقدت المنظمة، بمشاركة جامعة الدول العربية، قمتين طارئتين، لتوحيد الجهود والخروج بموقف جماعى، بشأن ما تشهده الأراضى الفلسطينية، والمنطقة إجمالًا، من تطورات خطيرة. وبـ«أشد العبارات»، أدانت أمانتها العامة، فى ١٣ يونيو الجارى، «الاعتداءات الإسرائيلية السافرة على الجمهورية الإسلامية الإيرانية»، ورأت أنها «انتهاك صارخ» لسيادة إيران وأمنها، وللقوانين والأعراف الدولية، ودعت المجتمع الدولى إلى تحمل مسئوليته، والتحرك العاجل والحازم لوقف هذا العدوان، الذى يهدد بتقويض الأمن والسلم والاستقرار فى المنطقة بأكملها. 

بالمثل، ندّد وزراء الخارجية العرب، فى اجتماع مساء الجمعة، غير العادى، بالعدوان الإسرائيلى على إيران، باعتباره انتهاكًا صارخًا لسيادة دولة عضو بالأمم المتحدة، وتهديدًا للسلم والأمن الإقليميين. وأكدوا، فى بيان، «ضرورة وقف الهجمات الإسرائيلية وتكثيف الجهود الإقليمية والدولية لخفض التوتر، وصولًا إلى وقف إطلاق النار». وشددوا على ضرورة العودة إلى المفاوضات والتوصل إلى اتفاق حول الملف النووى الإيرانى، وقالوا إن السبيل الوحيد لحل الأزمات فى المنطقة هو الدبلوماسية والحوار، وفقًا لقواعد القانون الدولى، وأوضحوا أن التهدئة الشاملة فى المنطقة لن تتحقق إلا بمعالجة كل أسباب الصراع، بدءًا بوقف العدوان على غزة، مشيرين إلى أن إسرائيل تدفع المنطقة نحو المزيد من التوتر.

مع مطالبتهم بضرورة وجود «تحرك دولى فاعل» لوقف السياسات العدوانية الإسرائيلية، شدد وزراء الخارجية العرب، كذلك، على ضرورة احترام حرية الملاحة فى الممرات المائية الدولية، وشددوا على ضرورة الامتناع عن استهداف المنشآت النووية الخاضعة لضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وحذروا من مخاطر الانبعاثات النووية وتسربها فى الإقليم، وما قد يترتب عليها من آثار إنسانية وبيئية مدمرة، مؤكدين أهمية إخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل.

.. وتبقى الإشارة إلى أن وزير خارجيتنا استعرض خلال الاجتماعين الوزاريين، العربى والإسلامى، محددات الموقف المصرى إزاء التحديات والتطورات المتسارعة، التى تشهدها المنطقة، وشدّد على ضرورة التنسيق والتشاور وتبادل الرؤى مع الدول العربية والإسلامية الشقيقة، لوقف التصعيد الراهن، والعمل على وقف إطلاق النار، واستئناف المسار الدبلوماسى، لمنع انزلاق المنطقة إلى الفوضى وعدم الاستقرار. والأهم، كان تشديده على أن الظروف الإقليمية المتوترة، التى ستتحمل عواقبها كل دول المنطقة، دون استثناء، تدفعنا إلى النظر بجدية فى إصلاح «منظمة التعاون الإسلامى»، وتطوير آليات عملها لتتواكب مع حجم التحديات والتطورات الاقتصادية والاجتماعية الهائلة التى يشهدها العالم حاليًا.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق بين الصواريخ والسيبرانية.. كيف تقاوم إيران "الجيل الجديد من الحروب"؟
التالى «جولة دبلوماسية جديدة».. وزير خارجية إيران يزور مصر ولبنان الأسبوع المقبل