قال المؤرخ الفني محمد شوقي إن سعاد حسني لم تكمل تعليمها، وكانت تعيش مع والدتها وليس والدها، وكانت لها علاقات متباينة مع أشقائها، حيث لم تكن علاقتها بهم على ما يرام في بعض الفترات، مشيرًا إلى أن من أكبر المشاكل التي تعرضت لها سعاد حسني كانت في علاقاتها الزوجية، إذ أحبت كثيرًا وأخلصت، لكنها لم تجد نفس القدر من الحب والمودة، فلم تكلل تلك الزيجات بالنجاح، ولم ترزق بأبناء.
وأضاف شوقي، خلال حواره ببرنامج “الستات مايعرفوش يكدبوا”، والمذاع عبر فضائية cbc، أن الفنان الراحل أحمد زكي كان يردد أغنية "بانو بانو" من فيلم "الباشا" وكان مبهورًا بأداء سعاد حسني، ليس فقط من الناحية الصوتية، بل أيضًا من حيث الإحساس والتمثيل، وتعتبر تلك الأغنية محطة مهمة في مسيرتها الفنية، مؤكدًا أن صلاح جاهين كان الأب الروحي لسعاد حسني، وقد شكل نقلة كبيرة في وجدانها الفني ومسيرتها.
وأوضح أن اللقاء الأول بين صلاح جاهين وسعاد حسني كان في فيلم "من غير ميعاد" في بداية الستينات، الذي شارك فيه نادية لطفي، ومحرم فؤاد، ومحمد سلطان، وكان صلاح جاهين وقتها ممثلًا فقط، ولم يتعمق تعاونهما إلا في أوائل السبعينات، حين أصبحت العلاقة أقوى، وبدأ يلعب دور المستشار الفني والروحي لسعاد.
وأشار إلى أن أعمال سعاد حسني شهدت تحولًا كبيرًا بعد معرفتها بصلاح جاهين، حيث ظهرت في محطات فنية نادرة تميزت بالنضج والوهج الفني، مثل أفلام "شيكا بيكا"، و"الدنيا ربيع"، و"خلي بالك من زوزو"، موضحًا أن سعاد حسني كانت تتلقى سيناريوهات وتناقشها مع صلاح جاهين، وأنها رفضت فيلم "الصعود إلى الهاوية" بسبب دور الجاسوسة، الذي خافت أن يؤثر على صورتها الذهنية لدى الجمهور، على عكس الفنانة مديحة كامل التي أدت الدور في وقت لم يكن لها تاريخ فني كبير تخشى عليه.
إصابة سعاد حسني بحالة اكتئاب بعد رحيل صلاح جاهين
وتابع، أن صلاح جاهين كان مستشارها الفني والشخصي حتى وفاته، وكان يمثل لها الأب الروحي، مشيرًا إلى أنها دخلت في نوبة اكتئاب شديدة بعد وفاته عام 1986، وأنها لم تقدم أعمالًا فنية مهمة بعده، موضحًا أنها سجلت بصوتها "الرباعيات" التي كتبها جاهين، لكنها لم تستطع الاستمرار في الفن بنفس الحماس، حيث لم تقدم بعد وفاته سوى فيلمين أو ثلاثة، ثم اعتزلت، مشيرًا إلى أن من بين تلك الأعمال "الراعي والنساء"، و"الدرجة الثالثة"، و"عصفور الشرق" الذي ظهرت فيه كضيفة شرف، وأكد أن سعاد حسني انطفأت فنيًا بعد رحيل صلاح جاهين.
