يتنافس عدد من نجوم الغناء بطرح ألبومات غنائية كاملة خلال موسم الصيف، على رأسهم «الهضبة» عمرو دياب و«الكينج» محمد منير، إلى جانب محمد فؤاد ونانسى عجرم وصابر الرباعى وتامر عاشور ومحمد حماقى وحسام حبيب، الذين لم يستقروا على أسماء ألبوماتهم بعد، فضلًا عن تامر حسنى بـ«لينا ميعاد»، وأصالة بألبوم «ضريبة البعد»، ورامى جمال بألبوم «محسبتهاش»، وجنات بألبوم «ضعت منك»، ومصطفى كامل بـ«قولولى مبروك».
وشهدت السنوات الماضية تنافس نجوم الغناء من خلال طرح أغنيات منفردة، أو كما تسمى فى السوق الغنائية بـ«الأغانى السنجل»، التى تناسب منصات الاستماع الرقمية المختلفة، قبل أن يقرروا هذه المرة العودة لتقديم ألبومات كاملة من جديد.
ويعتبر هؤلاء النجوم أن الألبومات الكاملة تتيح لهم استعراض مواهبهم بشكل أكبر، وتسهم فى تلبية رغبات وأذواق جمهورهم، الذى يريد الاستماع للعديد من الأشكال الموسيقية والغنائية لمطربهم المفضل فى ألبوم كامل، وهو ما لا تحققه الأغنية «السنجل».
تامر حسنى
يستمر النجم تامر حسنى فى طرح أغنيات ألبومه الغنائى الجديد، الذى يحمل اسم «لينا ميعاد»، وذلك بشكل منفرد متتالٍ على طريقة الـ«فيديو كليب». وطرح تامر حسنى ٤ أغنيات من الألبوم الجديد حتى الآن، الأولى بعنوان «المقص»، وهى «دويتو» مع المطرب الشعبى رضا البحراوى، والثانية «ملكة جمال الكون»، وهى «دويتو» مع المطرب السورى الشامى، والأغنية الثالثة بعنوان «حبيبى تقلان»، بينما الرابعة «حلال فيك».
وبدأ «تامر» فى التحضير لهذا الألبوم منذ حوالى عام ونصف العام، بالتعاون مع عدد من الشعراء والملحنين المعروفين، بداية من المطرب رامى جمال، الذى يشارك بتلحين أغنية، بينما يتولى أحمد عبدالسلام توزيع الموسيقى، وأحمد المالكى كتابة كلمات عدد من الأغانى. ويرى تامر حسنى أن الألبوم الكامل يعد بمثابة بصمة فنية حقيقية فى مسيرة أى مطرب، معتبرًا أن هذا الشكل من الإنتاج يتيح للمطرب التعبير عن رؤيته الفنية بشكل متكامل.
وقال «نجم الجيل»، فى تصريحات سابقة عن الألبومات الكاملة: «الألبوم الكامل بالنسبة لى ليس مجرد مجموعة أغانٍ، لكنه مشروع فنى متكامل يجمع بين الكلمات والألحان والتوزيع، ويحكى قصة أو فكرة معينة». وأضاف «تامر»: «من خلال الألبوم أستطيع أن أقدم نفسى لجمهورى بشكل أعمق وأوضح»، معتبرًا أن الألبومات الكاملة تسهم فى تعزيز العلاقة بين الفنان وجمهوره، وتمنح المستمع تجربة موسيقية متكاملة تظهر تنوع المطرب وتطوره. واختتم تامر حسنى حديثه عن الألبومات الكاملة بقوله: «الجمهور دائمًا يبحث عن التجديد والابتكار، والألبوم الكامل يتيح لى الفرصة لتقديم أفكار جديدة ومختلفة».
عمرو دياب
يستعد «الهضبة» عمرو دياب لطرح ألبومه الغنائى الجديد فى صيف ٢٠٢٥، بعد فترة تحضيرات موسيقية امتدت لعدة أشهر، تعاون خلالها مع نخبة من أبرز الشعراء والملحنين فى مصر والوطن العربى. وحسب ما علمته «الدستور»، انتهى «الهضبة» من تسجيل جميع أغانى الألبوم، واستقر على الترتيب النهائى للأغنيات، وسط ترقب كبير من جمهوره فى مصر والعالم العربى. الألبوم يضم ١٢ أغنية، ويتعاون خلاله المطرب الكبير مع عدد من الأسماء اللامعة، من بينهم الشاعران أيمن بهجت قمر وتامر حسين، والملحن عزيز الشافعى، إلى جانب مجموعة من كبار الموزعين الموسيقيين.
واستقر عمرو دياب على طرح الأغانى بشكل منفرد لكل أغنية، فى إطار استراتيجية ترويجية تستهدف الوصول إلى شريحة أوسع من الجمهور، وتشجيعهم على الاستماع لأغانى الألبوم عبر المنصات الرقمية المختلفة. وفى تصريحات سابقة عن أهمية الألبوم الكامل، قال «الهضبة»: «الألبوم الكامل أمر مهم لأى مطرب، لأنه يقدم خلاله خبرة حياته المهنية فى الموسيقى والغناء، ويمنحه فرصة ليعرض للجمهور مجموعة من الأفكار والمشاعر المختلفة والمتنوعة فى عدد من الأغنيات، وهو أمر لا يمكن أن يتحقق فى أغنية واحدة».
محمد منير
يستعد «الكينج» محمد منير لطرح ألبومه الغنائى الجديد خلال الفترة القليلة المقبلة، بعد غياب طويل عن الساحة الفنية بسبب حالته الصحية، التى استدعت منه الابتعاد التام عن العمل الفنى لفترة طويلة، بهدف الراحة وعدم التعرض للإجهاد البدنى. ويضم الألبوم الجديد لـ«منير» ١٠ أغنيات متنوعة تمزج بين الطابع الرومانسى والدرامى والمقسوم، وتحمل بصمته التى تميز بها طوال سنوات مشواره الفنى الطويل، فهو الفنان الذى اعتاد تقديم الأغانى التى تمس المشاعر، وتعكس قضايا المجتمع والإنسان بشكل فنى راقٍ، وقبل نحو أسبوعين، طرح منها أغنية «ملامحنا». ويتعاون «الكينج» فى الألبوم الجديد مع مجموعة من الشعراء والملحنين من الجيل الجديد، فى محاولة منه لإضفاء روح شبابية معاصرة على الأغانى، وفى الوقت ذاته الحفاظ على هويته الفنية الأصيلة التى أحبها الجمهور منذ بداياته، على رأسهم منة القيعى ومصطفى حدوتة وهالة زيات، إلى جانب تامر حسين وكوثر مصطفى. أما الملحنون فتعاون مع أحمد زعيم وعزيز الشافعى وإيهاب عبدالواحد، وغيرهم من صناع الموسيقى. ويعد هذا الألبوم بمثابة عودة فنية قوية لـ«الكينج»، بعد فترة من الاكتفاء بطرح الأغانى المنفردة، وهو ما جعل الجمهور ينتظر بشغف عودته من خلال عمل متكامل يحمل رؤيته الفنية، ويعكس قدرته على الاستمرار والتأثير فى ساحة الغناء العربى. ويؤكد الألبوم أن محمد منير لا يزال يمتلك القدرة على الابتكار والتواصل مع جمهوره فى مختلف الأعمار، من خلال كلمات وألحان تحمل معانى صادقة وموسيقى متميزة تليق بتاريخه الكبير.
محمد فؤاد
يستعد النجم محمد فؤاد لطرح ألبومه الغنائى الجديد لعام ٢٠٢٥، فى خطوة منتظرة بشغف من جمهوره، الذى طالما اعتاد على صوته القوى، ليمثل هذا الألبوم عودة قوية له، بعد فترة من الغياب عن طرح الألبومات الكاملة.
ويتعاون محمد فؤاد فى الألبوم الجديد مع مجموعة من أبرز الشعراء فى الوطن العربى، مثل أيمن بهجت قمر وأمير طعيمة وتامر حسين وأسامة محرز ومحمد حمدى ومنة القيعى.
الناقد أشرف غريب: خطوة مهمة للحفاظ على تاريخ المطرب وطرد «النماذج الرديئة»
رأى الناقد الموسيقى، أشرف غريب، أن سوق الغناء المصرى تمر فى الوقت الحالى بمرحلة من الارتباك وعدم وضوح الرؤية، خاصة مع وجود سيطرة واضحة لرأس المال، والاتجاهات الفنية التى لا تعكس التنوع والإبداع الحقيقيين فى مجال الغناء.
وأضاف «غريب»، لـ«الدستور»: «السوق الآن تحتاج إلى إعادة نظر حقيقية من القائمين على تنظيمها، خاصة أن هناك دفعًا لفئات معينة من المغنين على حساب الأصوات الجادة التى يجب أن تتواجد بقوة وفاعلية، باعتبار ذلك هو الضامن لتقديم أعمال فنية جيدة تستطيع أن تطرد النوعية الرديئة التى غزت المشهد فى الآونة الأخيرة».
وواصل: «عودة الألبومات الكاملة إلى سوق الأغنية من الخطوات المهمة، التى من شأنها أن تعيد للفنان مكانته التاريخية، فالألبومات تمثل سجلًا فنيًا متكاملًا، يبرز رؤية الفنان وهويته الفنية على مدار فترة زمنية معينة».
وأكمل: «عندما نعود إلى إنتاج الألبومات كاملة، فإننا لا نستعيد فقط نموذجًا موسيقيًا متكاملًا، بل نحيى طريقة فنية كانت تُمكّن الجمهور من متابعة تطور المطرب وإبداعه فى إطار منسجم، فالألبوم الكامل يمنح الفنان حرية التعبير بشكل أعمق وأشمل عن أفكاره ومشاعره، وهو ما لا توفره الأغانى المنفردة التى باتت السائدة اليوم».
وزاد: «عودة الألبومات الكاملة تسهم فى بناء علاقة قوية ومتينة بين الفنان وجمهوره، وتمنح الجمهور فرصة لاكتشاف أبعاد مختلفة من شخصية المطرب الفنية، ما يعزز من ولائهم ودعمهم المستمر. كما أن الألبومات ترفع من قيمة العمل الفنى، وتسهم فى ترسيخ مكانة الفنان على المدى الطويل، وهو ما ينعكس إيجابًا على الصناعة الموسيقية ككل».
وشدد على ضرورة دعم الجهات الرسمية والقطاع الخاص لإنتاج الألبومات، باعتبار ذلك ركيزة أساسية لتطوير سوق الغناء المصرية، وخلق منافسة صحية تدفع الفنانين إلى تقديم أعمال فنية أكثر جودة، وتلبى تطلعات الجمهور، وتواكب التطورات الفنية العالمية.
وأشاد بعودة النجم محمد منير إلى الساحة الغنائية بألبوم غنائى كامل، واصفًا ذلك بأنه حدث سعيد ومفرح لجمهوره ومحبى فنه، كما أنه مكسب مهم للسوق الموسيقية فى مصر والعالم العربى، مضيفًا: «محمد منير، الذى يمتد مشواره الفنى لما يقرب من ٥٠ عامًا، يمثل قيمة فنية كبيرة، وتاريخًا غنيًا أثر بشكل عميق على الموسيقى العربية».
وتوقع أن تعيد عودة «منير» الأمل إلى سوق الغناء، خاصة إذا ما صاحبها دعم وإسناد من قِبل المؤسسات الفنية، لتتيح له الفرصة لتقديم أعمال ذات جودة عالية، مضيفًا: «هذه الأعمال يمكنها أن تسهم فى طرد النماذج الغنائية الرديئة والممارسات السلبية التى باتت تسيطر على ساحة الغناء المصرى والعربى».
