القاهرة لا تتخلّى عن غزة.. كيف واجهت مصر سلاح المجاعة فى الحرب؟

منذ بداية العدوان على قطاع غزة، تحركت الدولة المصرية بقوة لدعم الشعب الفلسطيني في وجه المجاعة التي فرضها الحصار والاستهداف المستمر للبنية التحتية، وعلى رأس أولويات الدعم الإنساني، جاء توفير الغذاء كحق أصيل للمواطن الفلسطيني المحاصر، فجعلت مصر من نفسها بوابة الأمان الوحيدة لغزة، وكرّست كل إمكاناتها لتوفير الطعام للأسر المنكوبة.

وقدّمت القاهرة نموذجًا يُحتذى في نصرة الشعب الفلسطيني بالغذاء قبل الكلمات، لم تسمح للمجاعة أن تصبح سلاحًا في الحرب ففتحت أبوابها، ومدّت يدها، وأثبتت أن القاهرة لا تتخلى عن غزة مهما اشتدت العواصف.

على مدار أشهر العدوان، لم تنقطع القوافل الغذائية المصرية عن العبور من معبر رفح، حيث تم تجهيز شاحنات محملة بمئات الأطنان من المواد الأساسية مثل الدقيق، الأرز، الزيت، المعلبات، الحليب، البقوليات، ومياه الشرب.

تكررت حركة الشاحنات يوميًا، حتى في أصعب اللحظات الأمنية، في ظل تنسيق مباشر بين الجهات السيادية والسلطات في شمال سيناء.

ولعب التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي دورًا حيويًا في دعم هذه القوافل، حيث أطلق حملات تعبئة مجتمعية شارك فيها متطوعون من كل محافظات مصر، وتم إنشاء مراكز للتجميع، وفرز السلع، وتغليفها وفق معايير طبية وغذائية صارمة، قبل إرسالها إلى العريش ومنها إلى المعبر.

كما ساهمت الجمعيات الأهلية المنضوية تحت التحالف في توفير وجبات جاهزة للعائلات التي فقدت منازلها أو تقيم في مراكز إيواء، لتصل المساعدات إلى كل نقطة ممكنة داخل القطاع.

ووفرت الدولة كل ما يلزم لضمان تدفق الإمدادات الغذائية، وخصصت خطوط مواصلات مؤمنة، وجهّزت مخازن مبردة لحفظ المواد الحساسة، وزوّدت الشاحنات بكل احتياجات الطريق من وقود ومرافقة أمنية.

كما تم تأمين العاملين في التوزيع داخل الجانب المصري، وتدريب فرق على التعامل في مناطق النزاع.

واستقبل مطار العريش مئات الطائرات التي حملت مساعدات غذائية من مختلف دول العالم، وعملت السلطات المصرية على إعادة توزيع هذه المساعدات، ودمجها ضمن القوافل الرسمية، كما استُخدمت الموانئ البحرية في بورسعيد والعين السخنة في استقبال الحاويات، ليتم نقلها برًا إلى رفح.

في كل مرة اشتدت فيها حدة العدوان، كانت الاستجابة المصرية فورية، وعندما تعرّضت مخابز غزة للقصف، أرسلت مصر شحنات من الدقيق والخميرة، وعندما أُغلقت الأسواق، ضاعفت القاهرة من المعلبات والمياه.

لم تكتف مصر بالإرسال الروتيني، بل تابعت عن كثب الوضع داخل غزة وكيّفت مساعداتها وفقًا للحاجة.

ساهم المواطنون المصريون بشكل غير مسبوق في حملات دعم غزة غذائيًا، حيث تبرع المزارعون بالمنتجات الطازجة، وأرسل أصحاب المصانع شحنات إنتاجية كاملة، وتطوّع الشباب في التعبئة والنقل.

كذلك تحوّلت المحافظات المصرية إلى خلايا دعم متواصلة لرفد غزة بما تحتاجه من طعام وكرامة.

لم تكن قوافل الغذاء مجرد شحنات، بل رسائل تضامن حيّة، على كل كرتونة ووجبة، كان يُكتب: "من شعب مصر إلى أهلنا في غزة"، في رسالة تؤكد أن المساعدة ليست من باب المنحة، بل من باب الواجب والدم العربي المشترك.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق موعد مباراة الأهلي وإنتر ميامي في كأس العالم للأندية والقنوات الناقلة
التالى «جولة دبلوماسية جديدة».. وزير خارجية إيران يزور مصر ولبنان الأسبوع المقبل