تغيب شمس أيام العيد، وتبدأ القلوب المنيبة بالعودة من أرض النور بعد أن أدّت الفريضة الأعظم، ولكن متى تُعدّ مناسك الحج قد انتهت تمامًا؟ ومتى يصمت صدى تكبيرات عيد الأضحى المبارك التي ملأت المساجد والبيوت والأسواق؟
فبين الطقوس الروحانية والمواقيت الشرعية، نستعرض في هذا التقرير توقيت ختام مناسك الحج ونهاية التكبيرات، وفقًا للمنهج الإسلامي الصحيح.
متى تنتهي مناسك الحج؟
تنقسم مناسك الحج إلى مراحل تبدأ من يوم التروية (8 ذي الحجة)، وتبلغ ذروتها في يوم عرفة (9 ذي الحجة)، ثم تتوزع ما بين يوم النحر (10 ذي الحجة) وأيام التشريق الثلاثة (11، 12، 13).
لكن الختام الرسمي لمناسك الحج مرتبط بآخر هذه الأيام، وهو اليوم الثالث عشر من ذي الحجة، وهو ما يُعرف عند الفقهاء بـ"أيام منى".
ففي هذا اليوم، يقوم الحاج برمي الجمرات الثلاث الصغرى، الوسطى، ثم جمرة العقبة الكبرى، ثم يودع منى بعد إتمام الرمي، ثم يتجه إلى مكة المكرمة لأداء طواف الوداع، وهو واجب على كل حاج غير الحائض والنفساء.
وبمجرد أداء طواف الوداع، يُعتبر الحاج قد أنهى جميع مناسك الحج، وبذلك يكون آخر عمل من أعمال الحج هو طواف الوداع، الذي لا يجوز تأخيره أو البقاء في مكة بعده، إلا لضرورة.
متى تنتهي تكبيرات عيد الأضحى؟
تكبيرات عيد الأضحى شعيرة عظيمة، تُجسّد مظاهر الفرح والتهليل والتعظيم لله تعالى، وهي سنة مؤكدة باتفاق الفقهاء.
وتُقسم التكبيرات إلى نوعين، التكبير المطلق الذي يبدأ من أول ذي الحجة إلى آخر أيام التشريق (13 ذي الحجة)، ويُقال في كل وقت.
ثم التكبير المقيّد، الذي يبدأ من فجر يوم عرفة (9 ذي الحجة) إلى عصر اليوم الثالث من أيام التشريق (13 ذي الحجة)، ويكون بعد الصلوات المفروضة فقط.
وبذلك، تنتهي تكبيرات عيد الأضحى عند غروب شمس يوم 13 ذي الحجة، وهو رابع أيام العيد وآخر أيام التشريق. عندها يعود المسلمون إلى الصلوات دون تكبير بعدها، ويكون موسم العيد قد اختتم بكل شعائره.
فما بين عرفات ومنى ومكة المكرمة، ومابين "الله أكبر" و"لبيك اللهم لبيك"، كتب الله لمن حجّ حجًا مبرورًا، وتقبل من أمة محمد نداءها الخالد “الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد”.