يواجه العالم موجة جديدة من القلق الصحي بعد ظهور متحوّر جديد من فيروس كورونا يُعرف باسم "نيمبوس"، والذي ينتمي إلى عائلة أوميكرون سريعة الانتشار، وسط تحذيرات من تصاعد الإصابات خلال أشهر الصيف.
انتشار "نيمبوس" في آسيا وأوروبا وتسجيل حالات جديدة
ووفقًا لعلماء في بريطانيا، فإن المتحوّر الجديد تم رصده في عدة دول من بينها سنغافورة، الصين، وهونغ كونج، وتم تسجيل 13 حالة إصابة به في إنجلترا، بينما أُرسلت 25 عينة من السلالة الجديدة إلى قاعدة بيانات دولية منذ نهاية مارس الماضي.
تحذيرات من انخفاض الفحوصات وتراجع المناعة
وأشارت وكالة الأمن الصحي البريطانية إلى أن هذه الأرقام قد لا تعكس الواقع الفعلي بسبب انخفاض معدلات الفحص مؤخرًا.
ويُحذر العلماء من تراجع المناعة المكتسبة من اللقاحات أو الإصابات السابقة، مما يجعل المتحوّر الجديد خطرًا على فئات واسعة من السكان، خاصةً كبار السن وأصحاب المناعة الضعيفة.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية أن "نيمبوس" يمثل الآن حوالي 10.7% من الإصابات بكوفيد عالميًا، مقارنة بنسبة 2.5% فقط قبل شهر. وصنفته المنظمة كمتحور "قيد المراقبة"، ما يعني أنه يخضع لمتابعة دقيقة لرصد أي تحوّلات قد تجعله أكثر خطورة.
ارتفاع الإصابات والوفيات في إنجلترا
وسجّلت إنجلترا أكثر من 300 وفاة مرتبطة بكوفيد في مايو الماضي، بحسب صحيفة "ديلي ميل"، فيما ارتفعت الإصابات بنسبة 97% مقارنة بشهر مارس، لتصل نسبة الحالات الإيجابية إلى 6.1% من إجمالي الفحوصات خلال الأسبوع الأول من يونيو.
السلطات البريطانية تراقب "نيمبوس" عن كثب
وأكدت نائبة مدير وكالة الأمن الصحي البريطانية، جاياتري أميرثالينجام، أن "نيمبوس" يتزايد بوتيرة ملحوظة عالميًا، رغم رصده بأعداد قليلة داخل المملكة المتحدة، مشيرة إلى أن الوكالة تراقب جميع البيانات المتعلقة بمتحوّرات فيروس كورونا بشكل دوري.
توصيات عالمية بجرعات معززة للفئات الأكثر عرضة
وتوصي منظمة الصحة العالمية بإعطاء جرعات معززة مجانية للأشخاص فوق 75 عامًا، والمقيمين في دور الرعاية، وذوي المناعة الضعيفة. وقد أظهرت البيانات أن من تلقوا جرعة معززة في ربيع 2024 كانوا أقل عرضة لدخول المستشفى بنسبة 45%.
تحذيرات من موجة صيفية
وفي هذا السياق، قال البروفيسور لورنس يونج، عالم الفيروسات في جامعة ورك البريطانية، إن متحوّر "نيمبوس" قد يسبب موجة إصابات جديدة خلال يونيو ويوليو، خاصةً مع ارتفاع درجات الحرارة وزيادة التجمعات. وأضاف أن الفيروس ما زال قادرًا على الانتشار حتى في الطقس الحار والرطب، بخلاف بعض الفيروسات الموسمية الأخرى.
قدرة "نيمبوس" على الانتشار
وبيّنت الدراسات أن "نيمبوس" قادر على إصابة الخلايا البشرية بكفاءة أعلى والتهرب من الجهاز المناعي، ما يجعله أسرع انتشارًا، دون أن تشير البيانات الحالية إلى أنه أكثر شدة من حيث الأعراض أو معدل الوفيات.
أعراض "نيمبوس" لا تختلف كثيرًا عن المتحوّرات السابقة
أعراض نيمبوس
الحمى
آلام العضلات
التهاب الحلق
الإرهاق العام
ويثير المتحوّر الجديد قلقًا متزايدًا لدى السلطات الصحية حول العالم، خاصةً مع تراجع مستويات الفحوصات الدورية، ما يجعل رصده ومتابعته تحديًا إضافيًا خلال المرحلة المقبلة.