قال محمد عبدالبديع، رئيس قطاع الآثار المصرية بوزارة السياحة والآثار: إن معبد الكرنك شهد أعمال ترميم وافتتاح جديدة طالت "مقصورة أخنوم" وأجزاءً أخرى من المعبد، مشيرًا إلى أن هذه الأعمال جزء من مشروع مستمر لرفع كفاءة المنطقة الأثرية وتعزيز تجربة الزائرين.
وأوضح عبدالبديع، خلال مداخلة هاتفية، أن معابد الكرنك ليست معبدًا واحدًا، بل مجموعة ضخمة من المعابد شُيدت عبر عصور تاريخية متعددة، بدءًا من الدولة القديمة وحتى العصر اليوناني الروماني، مشيرًا إلى أن مقصورة أخنوم تعود لعصر الملك تحتمس الثالث، أحد أعظم ملوك الأسرة الثامنة عشرة، وتتميز بنقوش فريدة تم ترميمها وإظهارها للزوار لأول مرة بعد إزالة التربة والسناج.
ولفت عبدالبديع إلى أن التطويرات الأخيرة مكّنت الزائرين من الوصول إلى ما يزيد على 70% من معابد الكرنك، مقارنة بـ40% فقط منذ سنوات قليلة، مما يتيح للزوار استكشاف معابد ومقصورات كانت غير متاحة في السابق، مضيفًا أن بعض السائحين يحرصون على زيارة هذه المناطق في كل رحلة إلى الأقصر.
اكتشافات جديدة في نجع أبوعصبة
وفيما يتعلق بالاكتشافات الأثرية الجديدة، أكد عبدالبديع أن حفائر نجع أبوعصبة، جنوب معبد الكرنك وعلى امتداد طريق الكباش، أسفرت عن العثور على مجموعة من المباني المصنوعة من الطوب اللبن، من بينها سور ضخم يحيط بأحد المعابد، إلى جانب ورش ومعاصر تعود لعصر الأسرة الحادية والعشرين.
وأضاف أن اللافت في هذا الاكتشاف أن كل طوبة كانت مختومة باسم الملك "من خبر رع"، وهو اسم يعود أيضًا لتحتمس الثالث، لكن في هذه الحالة يعود إلى ملك آخر من الأسرة 21، موضحًا أن المنطقة تُعد سكنية أثرية واعدة، ومن المتوقع أن تكشف عن المزيد من الاكتشافات خلال مواسم الحفر القادمة.
