استقبل المطران حبيب النوفلي، راعي أبرشية البصرة والجنوب للكلدان الكاثوليك، المشاركين في مخيم "بالحوار نبقى ونرتقي" الذي تستضيفه مدينة البصرة، ضمن سلسلة من الأنشطة الشبابية الهادفة إلى تعزيز ثقافة الحوار والتعايش بين مكونات المجتمع العراقي المتنوعة.
وخلال اللقاء، عقد المشاركون حلقة نقاشية موسعة داخل الكنيسة، تناولت مفاهيم الحوار في الفكر المسيحي، وسبل تفعيلها في المجتمعات متعددة الأعراق والطوائف. كما استعرضوا تجارب مدنهم المختلفة، وقارنوا بينها وبين تجربة مدينة البصرة في هذا المجال.
محاضرة فلسفية حول الحوار والمعرفة
وقدّم المطران النوفلي محاضرة فكرية امتدت لأكثر من ساعة، تطرق خلالها إلى دور العلم والمعرفة في تمكين المجتمعات من تبني الحوار كوسيلة رئيسية للعيش المشترك وقبول الآخر، كما شدد على أهمية الحوار بين القيادات الدينية في دعم حرية الدين والمعتقد، وتعزيز السلم الأهلي.
وفي سياق حديثه، وجه المطران النوفلي رسالة خاصة للشباب، مشددًا على دورهم الحيوي في نشر لغة التفاهم والسلام بين أتباع الأديان، والمساهمة في حل النزاعات عبر ترسيخ قيم الحوار والانفتاح.
جولة تعريفية وترنيمة وطنية
واصطحب المطران المشاركين في جولة تعريفية داخل مبنى المطرانية ومتحفها، حيث قدّم شروحات حول رمزية الأيقونات المعروضة، وتاريخ الكنيسة، ودورها الثقافي والروحي في المدينة.
وشهدت قاعة الكنيسة أداءً فنيًا من الفنان البصري محمد الإمارة، قدّم خلاله ترنيمة وطنية تتغنى بحب العراق وتنوع مجتمعه، تبعها إقامة صلاة جماعية من أجل السلام، شارك فيها جميع أعضاء المخيم، بناءً على طلبهم.
تذكارات وهدايا متبادلة
وفي لفتة رمزية، قدّم شباب سنجار للمطران حبيب النوفلي حجرة من جبل سنجار، كهدية تعبّر عن صمود أهل الجبل وتمسكهم بهويتهم وجذورهم. كما أهدى المشاركون المطران قطعة قماش مطرّزة بأيادٍ نسائية عراقية، تتضمن أيقونات مسيحية، كذكرى من مخيم "التربية على المواطنة" الذي نُفذ في وقت سابق.
من جانبه، قدّم المطران النوفلي مجموعة من مطبوعات الكنيسة كهدية للمشاركين، تعبيرًا عن التقدير لهذا اللقاء الثقافي والروحي.
خلفية عن المخيم
يُشار إلى أن مخيم "بالحوار نبقى ونرتقي" يُنفذ من قبل مؤسسة مسارات، بالشراكة مع KAICIID وبيت التعايش، وانطلق من العاصمة بغداد بمشاركة شباب من سنجار، قبل أن يلتحق بهم شباب بغداد في المرحلة الأولى. وقد وصل البرنامج مؤخرًا إلى البصرة، بمشاركة شباب وشابات المدينة، على أن يستكمل جولته لاحقًا في مدن عراقية أخرى.
ويهدف المخيم إلى ترسيخ ثقافة الحوار كوسيلة فعالة لبناء السلام، ونبذ خطابات الكراهية، وتدريب الشباب على التواصل بين أتباع الأديان المختلفة في العراق.


