محمود المليجي.. ما حقيقة الفبض عليه بتهمة الجاسوسية؟

محمود المليجي.. ما حقيقة الفبض عليه بتهمة الجاسوسية؟
محمود
      المليجي..
      ما
      حقيقة
      الفبض
      عليه
      بتهمة
      الجاسوسية؟

رغم شهرة العملاق محمود المليجي، والذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم من العام 1983، في أدوار الشر إلا أنه برع أيضا في أداء معظم الأدوار الأخري التي قدمها٬ فمن ينسي دوره في "يوم من عمري" رئيس التحرير العصبي المزاج٬ أو أدوار الطبيب النفسي التي أداها في أفلام: المزل رقم 13 وبئر الحرمان وغيرها.

 كان المليجي الممثل الأثير لدي يوسف شاهين وكان علي رأس هذه الأفلام التي قدمها مع شاهين٬ أفلام الأرض٬ الناصر صلاح الدين٬ اسكندرية ليه٬ الاختيار٬ حدوتة مصرية وغيرها. 

هواية التصوير التي كادت “تحبس” المليجي

ومن هوايات محمود المليجي المفضلة التصوير الفوتوغرافي، والتي كادت أن تزج به في السجن بتهمة الجاسوسية، وهو ما كشف عنه في مقال كتبه بجريدة الكواكب الفنية، ونشر في عددها الـ 135 الصادر 1954.

ويستهل “المليجي” حديثه مشيرا إلي: "أصر عسكري البوليس علي أنني جاسوس، ورفض أن يصدق كل ما قيل له عني، من أنني مصري لحما ودما، وكان مأزقا تخلصت منه بأعجوبة. أن الهواية الثانية في حياتي بعد التمثيل هي التصوير، وأعتقد أنني كنت سأغدو مصورا ناجحا لو لم أصبح ممثلا. 

فأنا أشد الناس غراما بتسجيل كل المناسبات، التي تمر بحياتي، في صور لأكون منها "الألبومات"، وكلما أقبل الربيع ازداد نشاطي في التصوير لأن الطبيعة في الربيع تثير إعجابي وشغفي. وأقبل ربيع عام 1949، وكنت مشغولا بالعمل في أحد الأفلام، وحاولت أن أتحين فرصة أخرج فيها لألتقط بعض الصور فلم أستطع.

وفي الصباح المبكر، وضعت علي رأسي قبعة بيضاء تقيني وهج الشمس، وخرجت وفي يدي آلة التصوير، وذهبت إلي القناصر الخيرية. وقبل أن أصل إلي القناطر رأيت الحقول الواسعة الخضراء، ورأيت القرويين يعملون فرحت أسجل صورا لهم، وكانوا يطيعون ما أشير عليهم به من أن يكونوا طبيعيين في عملهم وأن يسنوا أنني أصورهم ورحت أتوقف بسيارتي كلما لمحت منظرا يستحق التسجيل. وكنت حريصا طيلة رحلتي علي أن أتواري عن عيون الناس، لأنهم إذا عرفوني فسيتتبعونني ولا أستطيع تنفيذ البرنامج الذي وضعته، ولكني أثناء التصوير علي الكوبري رأيت بعض تلاميذ المدارس يتفرسون في وجهي ثم يتهامسون: "دا محمود المليجي".

محمود المليجي.. ما سر تهمة الجاسوسية التي لاحقته؟

ويمضي محمود المليجي في حكاية الموقف الذي تعرض له بسبب هوايته للتصوير: "وحين تأكد لهم أنني محمود المليجي فعلا، التفوا حولي وراحوا يقولون لي عبارتي في في الأفلام، وأخرجوا كراساتهم لأوقع لهم عليها، وسعيت إلي إرضاءهم حتي ينفضوا من حولي فوقعت لهم علي الكراسات، التي اعتبروها بمثابة أتوجرافات، ولكنهم لم ينفضوا لأن المارة تجمعوا حولنا وسدوا الكوبري. وإذ ذاك أقبل أحد الجنود من بعيد، أقبل يجري ليري سر هذا الازدحام علي الكوبري، ووجدني وفي يدي الكاميرا، واندفع إلي وهو وهو يقبض علي معصمي بيد من حديد ويقول لي: “يانهار أسود أنت بتصور منطقة محرمة؟”

وفي هذه اللحظة فقط تذكرت أن الكباري في أوقات الحرب مناطق محرمة، ممنوع تصويرها، وحاولت أن أفهم الجندي أن الأمر بسيط وهين، ولكنه أطال النظر للقبعة التي فوق رأسي وقال: "جاسوس والله ما أنا سايبك"، وراح الذين حولي يفهمونه أنني مصري لحما ودما، وأن اسمي محمود، وأنني أعمل بالسينما، ولكنه كان يهز رأسه بالرفض لكل ما يقال ويعيد النظر للقبعة علي رأسي وولكاميرا في يدي ويقول: "جاسوس.. والله ما أنا سايبك"

قلت له: "يعني عاوزني أعمل أيه؟، فرد: "توريني الفيلم علشان أشوف المناظر اللي أخدتها". وأفهمته أن هذا محال، لأنه لا يستطيع أن يري الصورة إلا بعد تحميض الفيلم، ولكنه لم يقتنع بما قلت، وازداد اقتناعا بأنني جاسوس. 

وقال لي: "لازم نروح علي الضابط ما أسيبكش إلا عنده"، فقلت له: دا حل كويس ياللا بينا". ودخلت حجرة الضابط، وما أن رآني حتي ابتسم وقال لي: "اتفضل أقعد، وشكرت له كرمه، وأمر الجندي بالإنصراف فأطاع، وراح يشرح لي طبيعة العمل الذي يؤديه هؤلاء ويعتذر في رقة عن تصرف الجندي. وشكرته وانصرفت، ولكنني قررت أن أقاطع هواية التصوير كلما كانت هناك حرب أو حتي خطر حرب.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق بدقن كثيفة.. محمد رمضان من كواليس تصوير فيلم أسد استعدادا لطرحه قريبا
التالى محافظ الدقهلية لرؤساء المراكز: التصدى لأى حالات بناء مخالفة فى المهد وإزالتها فورًا