أكدت الدكتورة سامية حبيب، أستاذ النقد والدراما بأكاديمية الفنون، أن الفنانة الراحلة سميحة أيوب كانت قامة فنية وإنسانية كبيرة، استطاعت أن تترك بصمة عميقة في المسرح والسينما والتلفزيون، مشيرة إلى أنها لم تكن فقط ممثلة قديرة، بل معلمة ومُلهمة لأجيال متعددة.
وأضافت خلال مداخلة هاتفية مع برنامج “هذا الصباح” على قناة “إكسترا نيوز”، أن الفنانة الراحلة شاركت في أكثر من 77 عملًا بين السينما والتلفزيون، إلى جانب مسيرة مسرحية حافلة، مشيرة إلى أن أدائها المتنوع بين المنصات المختلفة أظهر قدرتها الاستثنائية على التلون الفني، فضلًا عن تميزها بأناقة فنية في المظهر والاختيارات والسلوك.
وأضافت أن سميحة أيوب كانت من أوائل خريجات المعهد العالي لفن التمثيل العربي، وقد وثّق المؤرخ المسرحي الدكتور سيد علي إسماعيل هذه المرحلة في كتابه الأخير، لافتة إلى أن دخولها عالم التمثيل جاء بالصدفة، لكنها سرعان ما اكتشفت موهبتها الحقيقية وسعت إلى تطويرها بالدراسة والعمل الجاد.
وأشارت حبيب إلى أن الفنانة الراحلة لعبت دورًا محوريًا في إدارة المسرح، حيث تولت رئاسة فرقة المسرح الحديث ثم إدارة المسرح القومي، واستطاعت من خلال رؤيتها الواعية وثقافتها العميقة أن تسهم في نهضة المسرح المصري والعربي، عبر اختيارات دقيقة للنصوص والمخرجين وتقديم أجيال جديدة من الفنانين.
وأوضحت أن سميحة أيوب كانت حريصة على التواصل مع الفنانين الشباب، وظلت تتابع الحركة المسرحية حتى السنوات الأخيرة من حياتها، واستشهدت بموقف مؤثر عندما حضرت عرضًا حديثًا لمسرحية "السلطان الحائر"، التي كانت قد قدمتها في الستينيات، وجلست بعد العرض تناقش أبطال العمل وتقدم لهم ملاحظاتها وتوجيهاتها بخبرة ومحبة.
وتابعت: "الراحلة لم تكن مجرد فنانة ذات تاريخ، بل كانت نموذجًا يُحتذى به في العطاء والتواصل، وهو ما جعلها تستحق بجدارة لقب "سيدة المسرح العربي"، لما تركته من أثر فني وإنساني لا يُنسى".