ألغام في رد حماس على مقترح الهدنة

ألغام في رد حماس على مقترح الهدنة
ألغام
      في
      رد
      حماس
      على
      مقترح
      الهدنة

الأحد 01/يونيو/2025 - 02:22 م 6/1/2025 2:22:58 PM

صفقة الدم التي اقترحها المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف لوقف إطلاق النار في غزة ماتت على يد حماس، إسرائيل وافقت مبكرا على المقترح بينما حماس التي ادعت مؤخرا أنها ردت ايجابيا على مقترح ويتكوف، نجد في تفاصيل ايجابيتها رفض مرصَّعا بشروط، وعندما سلمت حماس ردها على المقترح، رغم وصفها الرسمي للرد بأنه "إيجابي"، اعتبرته إسرائيل "رفضًا فعليًا". هذا التناقض ليس مجرد لعبة دبلوماسية، بل يكشف عن معادلة معقدة، كيف ترفض حماس صفقة تفرج فيها عن 10 أسرى أحياء و18 جثمانًا مقابل أسرى فلسطينيين، نقول كيف ترفض بينما غزة تدفع ثمنًا بشريًا يوميًا؟ السؤال الذي يفرض نفسه هل تشدد حماس لحماية وجودها، أم أنها تخوض لعبة سياسية بلا ضمانات؟ شروط حماس الثلاثة لقبول مقترح ويتكوف يتلخص في الوقف الدائم لا المؤقت، والحقيقة هي أن هذا الشرط لا يمكن فرضة بحكم الهزيمة الشاملة التي أصابت حماس منذ السابع من أكتوبر، ويتعجب المراقبون من أن حماس  رفضت المقترح لأنه لا يضمن وقفًا دائمًا للحرب، وأن المتاح في مقترح ويتكوف مجرد هدنة لمدة 60 يومًا قابلة للتمديد، حماس تبرر رفضها للهدنة بأنها تخشى من أن تعيد إسرائيل الكَرَّة بعد سحب الرهائن، كما حدث في مارس 2024 عندما انهارت الهدنة السابقة، المسؤولون الإسرائيليون أنفسهم أكدوا أن حماس "غير مستعدة لإنهاء الحرب"، مما يعزز شكوك الحركة، ولكن إذا كان هذا هو المتاح نتساءل بدورنا كيف ترى حماس شعب غزة النازف يوميا ؟
وثاني شروط حماس على المقترح هو الانسحاب الإسرائيلي الكامل لا التجميع التكتيكي، حيث طالبت حماس في ردها بانسحاب شامل للجيش الإسرائيلي من غزة، وهو ما اعتبرته إسرائيل "خطًا أحمر" المقترح الأميركي كان يسمح بإعادة انتشار القوات الإسرائيلية فقط بعد كل مرحلة من تبادل الأسرى، دون انسحاب كامل، لذلك يرى البعض أن رد حماس هو الرفض التام ورغبتها في مواصلة الحرب.
ثالث الشروط الحمساوية ترتبط بالمساعدات وترى ضرورة أن تكون المساعدات غير مشروطة ورفضها آلية إدخال المساعدات الإنسانية المرتبطة "بتطورات المفاوضات"، مطالبةً بتطبيق "البروتوكول الإنساني" السابق الذي يضمن تدفقًا حرًا للمساعدات والمعدات الثقيلة.
الأسئلة كثيرة يطرحها كل من يتابع الحرب على الشاسات منها لماذا التشدد الحمساوي ؟ هل هو حماية البقاء أم غباء سياسي؟  
هنا سوف نرصد حجج الطرفين الجانب الحمساوي وصف المقترح بأنه "ورقة إسرائيلية" تتبنى رؤية الاحتلال بالكامل، ومصادر الحركة كشفت أن قبولها يعني تسليم أوراقها الأخيرة (الرهائن) دون ضمانات بإنهاء الحرب أو وقف الإبادة، هذا يجعل التفاوض انتحارًا استراتيجيًا.  
ويستند هذا الرأي على درس الماضي لأن من الفخاخ التي لا تُنسى تجربة مارس 2024، حيث انهارت الهدنة واستأنفت إسرائيل القتال بشكل أحادي. واليوم، يكرر مقترح ويتكوف نفس الثغرات لعدم وجود آلية لمراقبة التزام إسرائيل، ولا عقوبات عند الخروج عن الاتفاق، قيادي في حماس صرح لـCNN "نعيد جميع الرهائن في يوم واحد، لكننا نريد ضمانًا بعدم عودة الحرب".  
أما الحجة المضادة والتي يمكن القول عنها ثمن التشدد هي أن غزة تدفع الفاتورة دائما، بينما تنتظر حماس ضمانات "مثالية"، تواصل غزة غرقها في المأساة، 54 ألف شهيد، و124 ألف جريح، ومجاعة شاملة، رفض الصفقة يعني استمرار الآلة العسكرية الإسرائيلية في الدوران، وهو ما يضع حماس أمام سؤال أخلاقي هل حماية مشروعها تبرر إطالة معاناة شعبها؟  
وهنا يكمن المأزق السياسي، حتى الوسطاء الدوليون يرون أن مطالب حماس – رغم شرعيتها – يصعب تحقيقها في ظل حكومة نتنياهو التي ترفض إنهاء الحرب، الرئيس ترامب نفسه أكد أن "حماس لا يمكن أن تستمر في الوجود"، مما يجعل الضمانات الأميركية واهية.  
تعتقد حماس أن الوقت يعمل لصالحها، فمع تصاعد الغضب الدولي تجاه جرائم الحرب الإسرائيلية، وصدور مذكرة اعتقال من المحكمة الجنائية ضد نتنياهو، قد تتراجع إسرائيل تحت الضغط.
بين سندان المأساة ومطرقة السياسة  
تتعثر الصفقة التي قد تخفف المعاناة، حماس ترى أن قبول مقترح يتكوف – بثغراته – سيكون نصرًا لإسرائيل تسترد رهائنها، وتكسب وقتًا، ثم تعود لسحق غزة من جديد، لكن هذا الرفض يطرح معضلة وجودية هل حماية مستقبل حماس تبرر التضحية بجيل كامل في غزة؟ التاريخ سيجيب، لكن دماء الضحايا لن تنتظر.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق في عيد الأضحى.. الفلسطينييون يبحثون عن بقايا الفرح تحت أنقاض الخراب والحرب
التالى «جولة دبلوماسية جديدة».. وزير خارجية إيران يزور مصر ولبنان الأسبوع المقبل