حذر الدكتور محمد فهيم، رئيس مركز معلومات تغير المناخ بوزارة الزراعة، بشأن التغيرات المناخية المنتظرة خلال شهر يونيو، مشيرًا إلى أن الشهر يبدأ بأجواء معتدلة نسبيا، لكنها لن تستمر طويلا مع اقتراب حلول شهر بؤونة، المعروف تاريخيا بشدة حرارته، والذي يبدأ في السابع من يونيو ويتزامن هذا العام مع احتفالات عيد الأضحى المبارك.
وأوضح فهيم، أن الأجواء الربيعية الحالية لا تعكس الواقع المناخي الحقيقي الذي ستشهده مصر قريبا، حيث سيصاحب دخول "بؤونة" ارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة نتيجة التعامد المباشر لأشعة الشمس مع خط مدار السرطان، وهو ما يعرف بـ"الصهد".
"شهر بؤونة وأخوه أبيب هما ذروة الحر في السنة، ولا تنكسر حرارتهما إلا عند قدوم شهر توت"، كما قال فهيم في حديثه، مؤكدا أن المواطنين والمزارعين على حد سواء يجب أن يستعدوا لموجة مناخية حارة تستمر لعدة أسابيع.
حرارة الصيف هذا العام تتجاوز العام الماضي
توقعات مركز المناخ تشير إلى أن صيف 2025 قد يكون أكثر سخونة من صيف 2024، الذي صنف ضمن أشد المواسم حرارة منذ سنوات طويلة. ويعزو فهيم هذا الارتفاع إلى استمرار الآثار الناتجة عن التغير المناخي العالمي، حيث تشهد الكرة الأرضية نمطًا متسارعًا في التغيرات المناخية الحادة، خاصة في النصف الشمالي من الكرة الأرضية.
ورغم تراجع بعض مظاهر التقلبات الجوية كالرياح المفاجئة أو الأمطار غير المتوقعة، إلا أن الحرارة الشديدة تبقى الخطر الأبرز، خاصة على النباتات والمحاصيل الزراعية، والتي تحتاج إلى رعاية دقيقة خلال هذه الفترة.
تأثيرات مناخية خطيرة على المحاصيل الصيفية
وجّه الدكتور فهيم تحذيرا عاجلا للمزارعين بضرورة الاستعداد الكامل لفترة "بؤونة"، خاصة فيما يخص المحاصيل التي تزرع حاليًا، والتي تتأثر سلبا بالموجات الحارة، مثل:
المانجو، الزيتون، الرمان، الموالح
خضروات الصيف: الطماطم، الخيار، الكوسة، الفلفل
المحاصيل الحقلية: الذرة، القطن
وأشار إلى مجموعة من الظواهر السلبية التي قد تصاحب ارتفاع درجات الحرارة:
زيادة تنفس الظلام في النباتات، ما يؤثر على نموها
انخفاض معدلات التحجيم والنمو
نضج مبكر للثمار يقلل من قيمتها التسويقية (كالمانجو)
ضعف في تلوين الفاكهة (مثل الرمان)
نقص الزيت في ثمار الزيتون
انتشار الآفات الحشرية مثل "الجاسيد"
تراجع في إنتاجية الذرة والقطن
إرشادات وتوصيات لحماية الزراعة من موجة الحر
أوصى الدكتور فهيم بضرورة الالتزام بعدد من الإجراءات الوقائية لضمان تجاوز هذه الفترة الحرجة بأقل خسائر ممكنة، أبرزها:
تعديل برامج الري لتناسب ارتفاع درجات الحرارة
الحد من التسميد الأزوتي في فترات الذروة الحرارية
البدء المبكر في مكافحة الآفات، خصوصا الحشرات الثاقبة الماصة
تكثيف رش العناصر الصغرى لدعم مقاومة النباتات
استخدام وسائل التظليل في الأماكن المكشوفة قدر الإمكان
وأكد فهيم، أن "نجاح الموسم الصيفي الزراعي هذا العام مرهون بمدى وعي المزارعين وقدرتهم على التجاوب السريع مع الظواهر المناخية المتغيرة.