زجاج من القرن الثامن يكشف عن أقدم صناعة فى البندقية.. اعرف القصة

اليوم 7 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تعيد الأبحاث الأثرية الحديثة كتابة التسلسل الزمني لصناعة الزجاج في البندقية، وتشير الأدلة المكتشفة في جزيرة سان بيترو دي كاستيلو، إحدى أقدم مستوطنات البندقية، إلى إنتاج الزجاج منذ القرن الثامن الميلادي، هذا الاكتشاف يعيدنا إلى تاريخ أقدم صناعة للزجاج في البندقية، ويضع المدينة في مركز التجارة والتبادل التكنولوجي في البحر الأبيض المتوسط في وقت أبكر بكثير مما كان يُعتقد سابقًا.

تأتي هذه النتائج من دراسة قادتها مارجريتا فيري من جامعة كا فوسكاري في البندقية ونُشرت في مجلة العلوم الأثرية والأنثروبولوجية، والتى قامت، بالتعاون مع إليزابيتا جليوزو من جامعة فلورنسا وإليونورا براشي من معهد علوم الأرض والموارد الأرضية، بتحليل 45 قطعة زجاجية يعود تاريخها إلى ما بين القرنين السادس والتاسع، وفقا لما نشره موقع greekreporter.

تضمنت العينات قطعًا من الأواني، ومخلفات إنتاج، وبوتقة من الحجر الصابوني، وقد تم استخراجها في الأصل خلال عمليات التنقيب، التي أجرتها هيئة الآثار المحلية في أوائل التسعينيات بالتعاون مع جامعة كا فوسكاري.

 

الابتكار المبكر والشبكات العالمية في تجارة الزجاج

يُبرز البحث دور البندقية في تبني تقنيات صناعة الزجاج المتقدمة قبل عصر مورانو بفترة طويلة، وقد صُنعت بعض القطع باستخدام زجاج رماد النبات، وهي تقنية حلت محل الوصفة الرومانية القديمة للزجاج المصنوع من النطرون، وذلك بسبب محدودية الوصول إلى المواد الخام المصرية.

أظهر التحليل الكيميائي أن زجاج رماد النباتات يُرجّح أن يكون قد نشأ في منطقة بلاد الشام، وقالت فيري إن هذا يشير إلى أن البندقية، منذ القرن الثامن الميلادي، كانت تستورد مواد متطورة من مسافات بعيدة وتُصنّعها محلياً. وهذا يدل على اندماج المدينة المبكر في شبكات التوريد الدولية.

جاء أحد أكثر الاكتشافات كشفاً من قطعة فسيفساء زرقاء صغيرة، حدد الباحثون عاملين مختلفين لتعتيمها، أنتيمونات الكالسيوم، المستخدمة حتى القرن الرابع، وستانات الرصاص، وهو ابتكار لاحق.

ويشير مزيج التقنيات، وفقًا لفيري، إلى استخدام الزجاج الروماني المعاد تدويره، مما يدل على أن الحرفيين قاموا بمزج المواد القديمة والجديدة قبل وقت طويل من ممارسات إعادة التدوير الحديثة.

 

تقنيات مستدامة في صناعة الزجاج الفينيسية المبكرة

كما كشفت الدراسة أن الحرفيين الفينيسيين لم يحصلوا على اللون الأزرق باستخدام صبغة الكوبالت المكررة، بل عن طريق إعادة استخدام خبث المعادن الغني بالكوبالت من صناعات أخرى، ويعكس هذا النهج أسلوب إنتاج مبتكرًا يقلل من الهدر، ويسلط الضوء على شكل مبكر من أشكال إعادة استخدام المواد.

كشفت البصمات الكيميائية للزجاج أن المواد الخام جاءت بنسب متساوية تقريبًا من مصر وبلاد الشام. وربط الباحثون بعض الكؤوس بمصادر سورية-شامية، على الرغم من أن أشكالها تتطابق مع التصاميم الفينيسية المحلية، أما قطع أخرى، مثل الزجاج المخروطي ذي الطراز السوري، فقد وصلت كسلع فاخرة جاهزة.

تؤكد سلسلة التوريد المختلطة هذه أن مدينة البندقية في أوائل العصور الوسطى لم تكن تنتج الزجاج فحسب، بل كانت أيضًا لاعبًا رئيسيًا في استيراد كل من المواد الخام والمنتجات الراقية، مما يعزز دورها في صناعة الزجاج البندقية المبكرة.


أماكن التنقيب فى جزيرة سان بيترو دي كاستيلو - صورة توضيحية


 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق