شهدت العلاقات العسكرية بين ليبيا وتركيا تطورًا مأساويًا، بعد حادث تحطم طائرة خاصة تقل وفدًا رفيع المستوى من القوات المسلحة الليبية لدى إقلاعها من أنقرة متجهة إلى طرابلس.
فهذا الحادث أثار صدمة كبيرة في ليبيا، حيث يضم الوفد مسؤولين عسكريين رفيعي المستوى، كما وضع السلطات التركية أمام مهمة عاجلة للتحقيق وتحديد أسباب الحادث.
ويأتي هذا التقرير لتقديم سرد شامل لتفاصيل الحادث، ومسار التحقيقات، وأسماء الضحايا، والإجراءات المتخذة من قبل الطرفين.
تفاصيل الرحلة والتحطم
أفاد وزير النقل والبنية التحتية التركي، عبد القادر أورال أوغلو، أن الطائرة الخاصة من طراز فالكون 50، المسجلة لدى هيئة الطيران المدني في مالطا بالرقم التسلسلي 9H-DFS، أقلعت مساء الثلاثاء من مطار إيسنبوغا بأنقرة في الساعة 20:17 بالتوقيت المحلي، متجهة إلى مطار معيتيقة في طرابلس.
وبحسب الوزير، جرى بعد الإقلاع تحويل مسار الرحلة بين وحدات مراقبة الحركة الجوية وفق الإجراءات المعتادة، وتم السماح للطائرة بالصعود تدريجيًا إلى ارتفاع 34 ألف قدم. وفي الساعة 20:31 تقريبًا وعلى ارتفاع يقارب 32 ألف قدم، أعلنت الطائرة حالة الطوارئ "بان بان" نتيجة عطل كهربائي عام، وطلبت توجيهًا للعودة إلى مطار أنقرة.
بعد دقيقة واحدة، فعّل الطيار رمز الطوارئ 7700، أعلى رمز للطوارئ أثناء الطيران. ومع تأكيد مراقب الحركة الجوية وجود المشكلة، بدأ فقدان جزئي لمعلومات الرحلة على شاشة الرادار، وتواصلت محاولات الاتصال بالطائرة، لكنها لم تفلح بسبب التشويش وانقطاع الاتصال تقريبًا في الساعة 20:36، قبل أن تختفي الطائرة تمامًا من الرادار عند الساعة 20:38.
جهود البحث والإنقاذ
باشرت وحدات الطوارئ التركية عمليات البحث والإنقاذ جوًا وبرًا، كما تم تعليق عمليات الإقلاع والهبوط في مطار إيسنبوغا مؤقتًا كإجراء احترازي. أكدت القوات الجوية التركية لاحقًا أن الطائرة تحطمت قرب قرية كيسيكافاك في مقاطعة هايمانا.
كما تم العثور على مسجل الصوت في قمرة القيادة ومسجل بيانات الرحلة، اللذين جرى نقلهما إلى دولة محايدة لاستكمال التحليل الفني وتحديد سبب الحادث، مع الالتزام بالشفافية الكاملة في الإعلان عن النتائج.
أسماء الضحايا وأعضاء الوفد
أعلن وزير الداخلية التركي علي يرلي قايا أن الطائرة كانت تقلّ:
الفريق أول ركن محمد الحداد، رئيس الأركان الليبي.
اللواء فيتوري غريبيل، رئيس أركان القوات البرية.
محمود قطيوي، مدير جهاز التصنيع العسكري.
محمد العصاوي، مستشار رئيس الأركان العامة.
المصور الرسمي لرئاسة الأركان محمد محجوب، بالإضافة إلى أفراد الطاقم الثلاثة.
وكان الوفد في زيارة رسمية لأنقرة بدعوة من نظيره التركي، حيث استقبله وزير الدفاع ورئيس الأركان التركيان، ضمن سلسلة من الزيارات والتعاون العسكري بين البلدين.
ردود الفعل والإجراءات الرسمية
أعلنت الحكومة الليبية عن الحداد الرسمي لمدة ثلاثة أيام، كما أرسلت وفدًا عسكريًا لمعاينة حطام الطائرة بالتوازي مع التحقيقات التركية لتحديد الأسباب بدقة.
وأكدت السلطات التركية أن التحقيقات الأولية ستستمر بالتعاون مع الجهات الليبية المختصة، مع إطلاع الرأي العام المحلي والدولي على النتائج عند الانتهاء، لضمان الشفافية الكاملة في الكشف ملابسات الحادث.
في النهاية يشكل حادث تحطم طائرة رئيس الأركان الليبي في تركيا ضربة قوية للجانب العسكري الليبي، ويطرح تساؤلات حول سلامة الطيران الخاص للوفود الرسمية.
كما يسلط الضوء على أهمية التعاون المشترك بين الدول لضمان التحقيق السريع والدقيق، وحماية الضباط والمسؤولين العسكريين خلال رحلاتهم الرسمية، وتجنب تكرار مثل هذه الحوادث المؤسفة مستقبلًا.
0 تعليق