يتّفق مراقبون ودبلوماسيّون وسياسيّون، على أنّ اللقاء الذي سيجمع هذا الشهر رئيس الولايات المتّحدة الأميركيّة دونالد ترامب برئيس الحكومة الإسرائيليّة بنيامين نتنياهو سيكون حاسماً بشأن لبنان وغزة والشرق الأوسط، وسط تلويح إسرائيل بأنّها تستعدّ للحرب للقضاء على ترسانة "حزب الله" العسكريّة، والتصعيد ضدّ "حماس"، ما قد يُشعل المنطقة بعد 31 كانون الأوّل، ويضع العراقيل أمام الإدارة الأميركيّة الطامحة إلى إحلال السلام، واستئناف "الإتّفاقيات الإبراهيميّة".
وسيذهب نتنياهو إلى الولايات المتحدة في الشهر الجاري، لأخذ الضوء الأخضر من ترامب، لشنّ عمليّة واسعة ضدّ "حزب الله"، مُتحججاً بتقصير الجيش والدولة اللبنانيّة بحصر السلاح، وبإعلان أمين عام "الحزب" الشيخ نعيم قاسم في عدّة مناسبات، كان آخرها يوم السبت الماضي، أنّ "المُقاومة" لن تُسلّم سلاحها ولن تتنازل عن قوّة البلاد، حتى "لو اجتمع العالم ضدّها".
في المقابل، نظّم الجيش جولة لسفراء وملحقين عسكريين يوم الإثنين الماضي، في جنوب الليطاني، لإطلاعهم على ما قام به لحصر السلاح، والسيطرة على منشآت "حزب الله"، للتأكيد أمام الدول الغربيّة والعربيّة الفاعلة في لبنان، أنّ المؤسسة العسكريّة مستمرّة في إخلاء المنطقة الحدوديّة من كافة السلاح، وأنّها بحاجة لكلّ دعمٍ من البلدان الصديقة، لإكمال مهمّتها على كلّ الأراضي اللبنانيّة في المرحلة الثانية.
غير أنّ "حزب الله" وعلى الرغم من أنّه يُبدي تعاوناً مع الجيش في منطقة جنوب الليطاني، ولم يخرق إتّفاق وقف إطلاق النار نزولاً عند رغبة الدولة، ولأنّه غير قادر على خوض حربٍ جديدة، وهو في مرحلة التعافي، ليس مستعدّاً لتسليم كافة سلاحه، وتتّهمه إسرائيل بأنّه ينقل مركز قوّته إلى شمال الليطاني.
وأيضاً، لا تزال إسرائيل تشنّ غارات على مواقع في جنوب لبنان، وتزعم أنّ "الحزب" يقوم بإعادة بناء بنيته التحتيّة أمام أعين الجيش و"اليونيفيل"، ونفّذت تدريبات ومناورات قبل فترة للتعامل مع سيناريو حرب مُحتملة، بالتزامن مع تهديد وزراء إسرائيليين، بضرورة القيام بحملة عسكريّة ضدّ "حزب الله"، لعدم تكرار ما حدث في 7 تشرين الأوّل من العام 2023.
وأمام تمسّك "حزب الله" بسلاحه، ووضعه بعض الشروط المهمّة بالنسبة إليه للتطرّق إلى موضوع الإستراتيجيّة الدفاعيّة، هدّد الرئيس الأميركيّ دونالد ترامب بأنّ "هناك دولاً مستعدّة للتعامل مع "الحزب" في لبنان، و"حماس" في غزة"، لكنّه هو من طلب من قادة هذه البلدان التريّث، لإعطاء فرصة للدبلوماسيّة.
وعند الحديث عن الدبلوماسيّة وعن عمل لجنة "الميكانيزم"، فإنّ لا شيء منع إسرائيل حتّى الآن من وقف خروقاتها وإعتداءاتها على القرى الجنوبيّة والمناطق اللبنانيّة، ويبقى ترامب أكثر المؤثّرين على خيارات وقرارات نتنياهو، وما جرى في اتّفاق غزة الأخير خير دليلٍ على ذلك.
لبنانيّاً، أعطت الإدارة الأميركيّة مُهلة للحكومة والجيش في أواخر العام، لتنفيذ خطّة حصر السلاح، وهي فترة غير كافية وخصوصاً وأنّ الدولة عالقة بين "حزب الله" المُتمسّك بسلاحه، وبين إسرائيل التي تُلوّح بالحرب بعد 31 كانون الأوّل 2025.
من هذا المُنطلق، تُعتبر زيارة نتنياهو إلى اميركا هذا الشهر مصيريّة، فهناك سيناريوهان مطروحان: الأوّل تطابق وُجهة نظر ترامب مع اللبنانيين بضرورة إعطاء فرصة للجيش لنزع السلاح ودعمه. والثاني، تأييد خيار الإسرائيليين عبر شنّ حربٍ على لبنان، قد لا تتوصّل إسرائيل إلى تحقيق الهدف منها كما أعلن الشيخ نعيم قاسم، بل بحسب محللين عسكريين، الغاية منها الضغط على الرؤساء جوزاف عون ونواف سلام ونبيه برّي، للإسراع بحصر السلاح.











0 تعليق