قالت الدكتورة صفاء الحمايدة، مستشار التنمية المستدامة والباحثة في العلاقات الدولية، إن مارسيليا تمثل ساحة اختبار حقيقية لقدرة الدولة الفرنسية على مواجهة نمط إجرامي منظم مرتبط بتهريب المخدرات، مشيرة إلى أن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأخيرة للمدينة، وإعلانه تشديد الحرب على التهريب، تحمل رسائل سياسية قوية تتعلق بمصادرة أموال الشبكات وتشديد الغرامات للحد من الطلب.

وأضافت الحمايدة، خحلال تصريحاتها لبرنامج "مطروح للنقاش"، والمذاع عبر فضائية "القاهرة الإخبارية" أن اغتيال مهدي كساسي يعكس تصاعد استخدام العنف من قبل شبكات تجارة المخدرات كرسالة سياسية ومجتمعية لإسكات الأصوات المعارضة، مؤكدة أن قوة الرسائل التي تبعث بها هذه الشبكات تفوق في تأثيرها رمزية زيارة ماكرون، خاصة مع استهداف نشطاء يعملون على مكافحة تجارة المخدرات وتنظيف المجتمع منها.

أهم الإشكاليات الكبرى في فرنسا

وتابعت، أن ما كان يعرف باسم "فرنش كونكشن" هو اسم المافيا الفرنسية التي تمركزت في المنطقة خلال سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، واشتهرت بوجود شخصيات بارزة في عالم الإجرام، موضحة أن قراءة هذا الواقع تعتمد على الملاحظة وبعض الأرقام المحدودة، في ظل غياب دراسات معمقة، وهو ما يعد إحدى الإشكاليات الكبرى في فرنسا.

وأشار إلى أنه رغم وجود بعض الشعب الجامعية المعنية بدراسة ضواحي المدن الكبرى وعلاقتها بالجريمة، فإن هذه الضواحي غالبًا ما ينظر إليها من زاوية الصفات السلبية والزخم العنيف، مع إغفال ما تحمله من جوانب إيجابية.