Advertisement
التقرير الذي ترجمهُ "لبنان24" يقول إنه "منذ تولي الشرع السلطة، عمل نظامه جاهداً على ترسيخ الحكم والتصدي لمن يعتبرهم تهديداً للاستقرار"، موضحاً أن "النظام يسعى جاهداً لفرض سلطته والنظام العام من خلال قوى الأمن الداخلي، وغالباً ما يفعل ذلك بعدوانية شديدة، كما حدث في المنطقة العلوية شمال غرب سوريا في آذار 2025، وفي منطقة السويداء الدرزية في تموز 2025"، على حد وصف التقرير.
وتابع: "من المحتمل ألا يُبشر الواقع المُعقّد لسوريا الجديدة بالضرورة بعهد جديد وإيجابي، بل يُمثّل فجوات معرفية وشكوكاً عميقة بشأن المستقبل، وينطوي على احتمالات كبيرة للتدهور والانهيار".
التقرير يقول إنّ أبرز عدو محليّ للشرع هو تنظيم "داعش"، وأضاف: "في الأشهر الأخيرة، برز التنظيم وكثّف نشاطه في سوريا، مُتسبباً في تزايد التفجيرات الانتحارية والهجمات على أهداف تابعة للنظام وأخرى دينية. ومن بين هذه الهجمات التفجير الانتحاري المميت الذي استهدف كنيسة في دمشق في 22 حزيران 2025، والذي أودى بحياة العشرات".
وتحدث "ألما" عن "تقارير عديدة وردت في الأشهر الأخيرة عن محاولات اغتيالٍ كانت ستطالُ الرئيس السوري"، وأضاف: "تشير عدة تقارير غير رسمية إلى مؤامرات ومحاولات لاغتيال الشرع في دمشق ودرعا، إلا أن التفاصيل لا تزال ناقصة ويصعب التحقق منها، وقد نفى النظام السوري علناً مثل هذه المحاولات".
ويرى التقرير أن "الشرع مُعرّض لخطر حقيقي من حيث التهديدات الأمنية خصوصاً من قبل التنظيمات المُتطرفة التي لم تقبل بتغيير الحكم والنظام الجديد في سوريا والانفتاح على الغرب والمفاوضات مع إسرائيل"، وتابع: "من الواضح أن ليس الجميع في مختلف أنحاء سوريا يؤيدون الشرع كرئيس لسوريا، ولا يؤيدون الاتجاه الذي يقود البلاد إليه ــ على الأقل في الوقت الراهن، وعلى الأقل في المظهر".
ويقول التقرير إن ما سيحصل بين إسرائيل وسوريا ليس اتفاقية سلام وتطبيع، بل اتفاقية ترتيبات أمنية في جنوب سوريا، وكل هذا برعاية أميركية، وأضاف: "إن تقييمنا هو أن التهديد الأعظم والأكثر إلحاحاً الذي يواجه الشرع يأتي من داخل مؤيديه وشركائه ـ أولئك الذين يحملون آراء أيديولوجية متطرفة ويعارضون تحركاته تجاه المجتمع الدولي بشكل عام وتجاه إسرائيل بشكل خاص".
وذكر التقرير أن "احتمال سعي معارضي الشرع لإزاحته عبر انقلاب أو محاولة اغتيال هو سيناريو واقعي"، وقال: "هناك عدة تطورات رئيسية محتملة في مثل هذه الحالة، فيما يُمكن تسميته اليوم التالي للشرع، وتتراوح بين الانهيار والتفكك والفوضى، وصولاً إلى الحفاظ على النظام تحت قيادة جديدة".
وقال: "تنبع التحديات الرئيسية التي تواجه المجتمع الدولي عموماً، وإسرائيل خصوصاً، من سيناريوهات الانهيار والتفكك والفوضى، والتي، في تقديرنا، هي أكثر احتمالاً في حال عزل الشرع عن السلطة بالقوة.
ويقول التقرير إن "من الجهات الفاعلة الأخرى التي يُحتمل أن تستغل الفوضى في سوريا هي المحور الإيرانيّ الذي لم ينسحب بالكامل من سوريا"، موضحاً أن "هناك بنى تحتية عسكرية مُحتملة في حوالى 50 قرية جنوب سوريا وبالتالي، يمكن للجماعات الموالية لإيران استغلال حالة عدم الاستقرار لإعادة بناء منصات لشن هجمات ضد إسرائيل (صواريخ، قذائف هاون، نيران مضادة للدبابات، عبوات ناسفة، غارات بطائرات مسيرة)".
ويشير التقرير إلى أنه "ينبغي أن تستمر الضربات الإسرائيلية المتواصلة ضد الجماعات الموالية لإيران والتنظيمات الفلسطينية في جنوب سوريا، كإجراء وقائي استباقي قبل اندلاع الفوضى".
كذلك، يرى التقرير أنَّ "التهديد الإنساني والاستراتيجي الرئيسي لإسرائيل هو خطر وقوع مجازر وانتقام ضد الدروز في جنوب سوريا، وهو وضع يتطلب الاستعداد للدفاع والإجلاء والمساعدة"، وأضاف: "في مثل هذا السيناريو، ستحتاج إسرائيل إلى تبني سياسة استباقية لحماية الدروز في سوريا".





0 تعليق