موقع أميركي يتحدث عن حرب استنزاف روسية جديدة.. هذا ما كُشف

لبنان24 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

ذكر موقع "Geopolitical Futures" الأميركي أن "معركة محتدمة تدور في بوكروفسك، الواقعة في منطقة دونيتسك شرق أوكرانيا. وتأتي هذه المعركة في إطار محاولة روسيا تطويق القوات الأوكرانية المتمركزة هناك، وتهدف إلى السيطرة على منطقة استراتيجية قرب البحر الأسود، خارج المنطقة التي احتلتها روسيا خلال المراحل الأكثر استقرارًا من الحرب". 

Advertisement


وبحسب الموقع، "الأمر الأكثر إثارة للاهتمام من الاستراتيجية هو التكتيكات التي تستخدمها روسيا، والتي تختلف تمامًا عما استخدمته في الماضي. وكان الغزو الأولي في عام 2022 يتكون من عدة هجمات منفصلة وضيقة نسبيا مصممة لتحقيق نصر سريع، وكان الهدف من إحداها الاستيلاء على العاصمة كييف، بينما كانت الهجمات الأخرى تهدف إلى اختراق وسط أوكرانيا. وصُممت هذه الاستراتيجية لتحطيم القوات الأوكرانية وتشتيتها، وفي نهاية المطاف، احتلال البلاد. ورغم فشل الهجوم المركزي، إلا أن الهجوم الشرقي أفقد روسيا نحو 20% من أراضي أوكرانيا التي احتلتها بالفعل في السنوات الأخيرة".

وتابع الموقع، "أجبرت هذه الإخفاقات موسكو على تبني استراتيجية جديدة لحشد القوات في محاولة لاجتياح وتدمير المدافعين الأوكرانيين على طول الجبهة. وبعبارة أخرى، فإن ما بدأ كحركة سريعة على جبهات متعددة أصبح معركة حرب جماعية توقفت في أجزاء متساوية بسبب الدفاعات الأوكرانية الفعالة، والضربات بطائرات من دون طيار ضد القوات الروسية، والمشكلات اللوجستية التي أوقفت التقدم".

ورأى الموقع أن "المعركة الدائرة الآن مختلفة، فالهدف هنا هو تدمير القوات الأوكرانية بشكل منهجي في اشتباكات متعددة أصغر حجمًا، تتألف من قوات أصغر حجمًا متناسبة معها، والهدف ليس اختراق القوات الأوكرانية، بل تشتيتها. والمنطق العملي هو أن أوكرانيا لا تستطيع استيعاب الخسائر الناجمة عن الاشتباكات المحدودة نظرًا لصغر حجم جيشها. إن موسكو تنوي الاشتباك عن قرب، وقبول الخسائر التي تكبدتها، وإلحاق الخسائر بالأوكرانيين. هذا تكتيك شائع الاستخدام في حروب الاستنزاف، ويستند إلى واقع استراتيجي مفاده أن الجيش الروسي الضخم قادر على تحمل خسائر أكبر من الجيش الأوكراني. وفي الحقيقة، تُصبح الحرب التي تُخاض على هذا الأساس مسألة حسابية".

وبحسب الموقع، "تعتمد حروب الاستنزاف على قدرة كل طرف على استيعاب الخسائر والحفاظ على فعاليته، حيث تدوم القوة الأكبر لفترة أطول من القوة الأصغر، وتعتمد هذه الحرب على ثلاثة أمور. الأول هو مقدار الوقت الذي تستغرقه القوة الأكبر لكسر دفاعات العدوّ. أما الأمر الثاني فهو القدرة على تنفيذ عمليات متعددة أصغر حجمًا في مناطق متنوعة، ونظرًا لارتفاع معدل الخسائر، فإن ذلك يعتمد أيضًا على معنويات القوات. ولا يُمكن قياس المعنويات، كما ولا يُمكن التنبؤ بها على المدى الطويل. لذا، تراهن روسيا على أن الاشتباكات الأقل طموحًا مع وحدات أصغر حجمًا، قادرة على استيعاب أعداد كبيرة من الضحايا، ستؤدي في النهاية إلى كسر المقاومة الأوكرانية. والمشكلة في هذا النوع من الحروب هي أن المدافعين، في هذه الحالة الأوكرانيين، سيكونون أكثر قدرة على التراجع المستمر، مما يمنحهم ميزة تقليص طول خطوط إمدادهم. في المقابل، إن خطوط إمداد المهاجمين أطول بكثير، مما يُفاقم مشاكل الإمداد الاعتيادية ويشجع على هجمات الطائرات المسيّرة. لذا، بالنسبة لروسيا، يكمن مفتاح هذه الاستراتيجية في منع القوات الأوكرانية من التراجع وتقريب المعركة من مرحلة التعزيز وإعادة الإمداد".

وتابع الموقع، "بافتراض أن القوات الروسية تتمتع بالروح المعنوية اللازمة لقبول الخسائر والحفاظ على فعاليتها، وبافتراض وجود أنظمة لوجستية لتجهيز القوات مع ابتعادها عن مراكز الإمدادات، فإن هذه الاستراتيجية قد تنجح. وبالنظر إلى إخفاقات غزواتها السابقة، فقد يكون هذا هو السبيل الوحيد للنصر، باستثناء اتفاق السلام. وبالنسبة لأوكرانيا، تتمثل الاستراتيجية الأمثل في تجنب التطويق، والتقدم باستمرار نحو الإمدادات والتعزيزات، وسحب الروس بعيدًا عن قواعدهم، وتنفيذ هذا الانسحاب بوتيرة سريعة كافية لإجبار روسيا على عرقلة لوجستياتها. بمعنى آخر، الظهور بمظهر الخاسر أثناء الاستعداد للاشتباك عند فشل اللوجستيات الروسية واستنفاد القوات الروسية".

وبحسب الموقع، "نادرًا ما تنجح هذه الاستراتيجيات، ولقد استنفدت روسيا كل خياراتها الأخرى. في المقابل، تتمتع أوكرانيا بميزة الدفاع عن وطنها، لذا فإن الروح المعنوية قد تكون في صفها. في هذا النوع من الحروب، لا يُكلّل هذا النوع من المجد بالدماء، بل بالنصر لمن يكون أقلّ إرهاقًا بعد سلسلة من المواجهات اليائسة. وإذا كانت روسيا تعتقد أن الأرقام في صالحها، فقد يُفسر هذا عدم موافقة الرئيس فلاديمير بوتين حتى الآن على وقف إطلاق النار أو تسوية. وفي الواقع، هذه هي آخر خياراته".

 

أخبار ذات صلة

0 تعليق