Advertisement
وبحسب الموقع، "البنية التحتية النووية الإيرانية مدفونة تحت الأنقاض، وقُتل العديد من كبار قادتها العسكريين وعلمائها النوويين، ودُمّرت دفاعاتها الجوية ومنصات إطلاق الصواريخ البعيدة المدى. وفي الحقيقة، إن خسائر النظام، وعدم استعداده، تعمل على تضخيم إخفاقاته العميقة في حكم البلاد. لقد تعرض النظام لضربة قاسية على جبهات أخرى أيضاً، حيث أعادت مجموعة "الثلاثي الأوروبي" (لندن وباريس وبرلين) فرض حظر صارم على الأسلحة من جانب الأمم المتحدة وعقوبات اقتصادية قاسية الشهر الماضي. إن يقين إيران الراسخ بأن مجرد التظاهر بالاهتمام بالدبلوماسية كفيلٌ بكبح جماح الضغوط، أصبح الآن سؤالاً مطروحاً بعد أن أدى هذا التباطؤ إلى شن غارات جوية وفرض عقوبات. ولعلها لم تتخيل قط أن عمليات العدو الحركية والسريّة ستكون بهذه الفعالية، كما لم تتوقع أن تلتزم أميركا وأوروبا فعلياً بخطوطهما الحمراء التي طالما كررتاها".
وتابع الموقع، "إن النظام الإيراني، الذي يخشى المزيد من الهجمات الإسرائيلية إذا أعاد بناء نفسه بشكل علني أو سريع للغاية، قد يسعى مرة أخرى إلى استغلال احتمال المفاوضات لتجميد حرية إسرائيل في العمل وشراء الوقت الثمين والغطاء لإعادة بناء نفسه. ولكن في حين يحاول المتشددون ترسيخ سيطرتهم على حالة عدم اليقين التي تعيشها طهران بعد الحرب، فإن قادتها قد يميلون إلى النظر إلى التدخل العسكري الأميركي باعتباره استغلالا انتهازيا للنجاح الأولي الذي حققته إسرائيل، بدلا من أن يمثل تحولا جوهريا في الموقف. إن إيران تختبر بالفعل هذا الاقتراح، وتستعيد نفوذها، من خلال طرد المفتشين النوويين والتهديد ضمناً، وإن كان بشكل غير مباشر، بالخروج من معاهدة منع الانتشار النووي وإنهاء صنع القنبلة. كما وتحض وكلاءها الإقليميين على مواصلة القتال، بينما تُجري، بحسب التقارير، أعمالًا جديدة في مواقع نووية غير مُعلنة، وتختبر صواريخ جديدة، وتطلب مساعدة الصين وروسيا لتجديد ترساناتها المُدمّرة".
وأضاف الموقع، "بالتوازي مع ذلك، يستمر التحدي الدبلوماسي للنظام. وكما كان الحال قبل الحرب، ترفض إيران التفاوض مباشرةً مع الولايات المتحدة أو التخلي عن التخصيب، وهي الآن تطالب بحصانة مُسبقة من أي ضغوط عسكرية واقتصادية إضافية، بالإضافة إلى تعويض عن خسائر الحرب. كما وتؤكد أن عمليات التفتيش المُجددة، في حال موافقتها عليها، ستكون أكثر محدودية بكثير من ذي قبل. ويُحسب لإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنها ترفض حتى الآن التهاون مع طهران، ولكن باستثناء إصرارها على اتفاق أقوى، يبدو أن قضية إيران برمتها قد تلاشت عن الرادار الأميركي بعد النجاحات المذهلة التي تحققت هذا الصيف، والتنافس الحتمي بين الأولويات".
وبحسب الموقع، "لا يزال العمل جاريًا لتعزيز هذه الإنجازات الأخيرة ومنع إيران من استعادة قوتها. يستغل النظام في طهران أي فرصة سانحة من خصومه لإعادة بناء ترساناته المحطمة وتعزيز قبضته على الداخل. وفي هذا السياق، لا ينبغي أن يُخفي موافقته الرسمية على وقف إطلاق النار في غزة دوافعه الكامنة لإعادة بناء "حلقة نار" بالوكالة تُهدد المنطقة بأسرها. وفي الوقت نفسه، تُتيح انتكاسات النظام خلال الحرب، وتقديره المُستجد للتهديدات الأميركية الإسرائيلية، فرصًا للتوصل إلى اتفاق نووي مع قيود أشد صرامة بكثير من خطة العمل الشاملة المشتركة التي لم تعد قائمة الآن. ينبغي للولايات المتحدة أن تقدم لإيران عرضاً إما أن تقبله أو تتركه، وهو عرض يستبعد إجراء المزيد من المحادثات غير الحاسمة والمفتوحة. ومقابل رفع عقوبات الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، يجب على إيران وقف سعيها لامتلاك أسلحة نووية بشكل دائم وقابل للتحقق، بما في ذلك قبولها بوقف التخصيب تمامًا. وينطبق الأمر نفسه على برامجها الصاروخية، وأنشطتها الإرهابية والعسكرية بالوكالة، واحتجاز الرهائن".
وتابع الموقع، "سيكون الضغط المتضافر على النظام الإيراني أمرا حاسما لتعظيم فرص نجاح الدبلوماسية. يجب على الرئيس ترامب أن ينسق صراحة مع إسرائيل في تحذير طهران من إعادة بناء برامجها النووية والصاروخية، وأن يدعم هذه التهديدات من خلال تسريع نقل طائرات التزود بالوقود الجوي التي اشترتها إسرائيل في وقت سابق، وتعزيز الدفاعات الجوية والصاروخية الإقليمية، وضمان تجهيز القوات الأميركية والإسرائيلية بشكل صحيح قبل التوترات المستقبلية المحتملة. ومع إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة، يتعين على إدارة ترامب أن تطبق بشكل كامل "أقصى قدر من الضغط" من خلال مزامنة الجهود الأميركية والأوروبية لقطع صادرات إيران من الطاقة وفرض حظر صارم على علاقاتها النووية والعسكرية مع الصين وروسيا وكوريا الشمالية. وبما أن هذا المحور يعمل على تقويض وإعادة فرض العقوبات من جديد، فإن إنفاذ العقوبات على نطاق أوسع يتطلب قيادة الولايات المتحدة من خلال آليات بديلة مثل مبادرة أمن الانتشار".
وختم الموقع، "سواء أقنعت هذه الخطوات طهران أخيرًا بالتفاوض بجدية أم لا، فإنها تُمكّن الولايات المتحدة وشركاءها من منع النظام من انتزاع النصر من بين فكي هزائم هذا الصيف. هذه الضغوط نفسها قد تستغل نقاط الضعف الكامنة في الجمهورية الإسلامية، والتي برزت أكثر فأكثر خلال حرب الأيام الاثني عشر، مما يُسهم في انهيارها في نهاية المطاف".









0 تعليق