في عالمٍ يفيض بالخيرات، ما زال ملايين البشر يعانون من الجوع وسوء التغذية، بينما يُهدر الطعام بكميات هائلة يومياً. من هنا، يبرز اليوم العالمي للأغذية، الذي يُصادف السادس عشر من تشرين الأول من كل عام، كتذكيرٍ عالمي بأهمية الغذاء، وضرورة تحقيق الأمن الغذائي للجميع، دون استثناء.
لا يقتصر هذا اليوم على التوعية بالجوع فقط، بل يُسلّط الضوء أيضاً على العلاقة الوثيقة بين جودة الغذاء وصحة الإنسان، خاصة في مواجهة أمراض العصر المزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم وأمراض الكلى، التي ترتبط بشكل مباشر بعاداتنا الغذائية اليومية.
وفي حوار مع "لبنان ٢٤"، أكدت الدكتورة لؤى شبو، أخصائية في أمراض الكلى وارتفاع ضغط الدم، في مستهل هذا الحوار، "أن كل ما ستذكره موجَّه للأشخاص الأصحاء فقط، ولا يُعتبر بديلًا عن الاستشارة الطبية". كما شدّدت على أن "الأفراد الذين يعانون من أمراض مزمنة أو مشكلات صحية، عليهم استشارة طبيبهم أو اختصاصي تغذية قبل اتباع أي نظام غذائي، لأن الحمية يجب أن تُصمَّم خصيصاً وفقاً لحالتهم الصحية".
وقالت د. شبو "إن نوع الطعام الذي نتناوله له تأثير مباشر على صحة الكلى، لأنها المسؤولة عن تنقية الدم من الفضلات الزائدة، وتنظيم توازن السوائل والأملاح في الجسم. فعلى سبيل المثال لا الحصر: إن تناول أكثر من ٥ غرام من الملح يوميًا(سواء من ملح الطعام أو الموجود في المعلّبات، الأجبان، المكسرات المملّحة، وغيرها)، أو الإفراط في البروتين الحيواني والأطعمة المصنّعة، يمكن أن يُرهق الكلى مع مرور الوقت. في المقابل، يُساهم اتباع نظام غذائي غني بالخضروات والفواكه، إلى جانب شرب كميات كافية من الماء(2–3 ليتر يوميًا)، في دعم وظائف الكلى، والوقاية من تكوّن الحصى وارتفاع ضغط الدم الذي ينعكس سلبًا على صحة الكلى".
وأفادت "بأن للوقاية من ارتفاع ضغط الدم، يُفضّل تجنّب أو تقليل ما يلي:
.الملح الزائد والأطعمة الغنيّة بالصوديوم، مثل المعلبات، الشوربات الجاهزة، والمخللات.
.الأطعمة المصنّعة كالنقانق، اللحوم الباردة، والوجبات السريعة.
.المشروبات الغازية ومشروبات الطاقة التي تحتوي على كميات كبيرة من السكر أو الكافيين.
.الدهون المشبعة والمقليّات، بسبب أثرها الضار على القلب والأوعية الدموية.
وبالمقابل، يُنصح بتناول أطعمة غنية بـالبوتاسيوم، مثل الموز، البطاطا، والأفوكادو، لأنها تُساعد في خفض ضغط الدم. لكن يجب التنويه مجددًا إلى أن هذه النصائح لا تنطبق كليًّا على المرضى، فمثلًا:مرضى غسيل الكلى يجب أن يتجنّبوا الأطعمة الغنيّة بالبوتاسيوم، لأن الكلى لديهم غير قادرة على تصريفه بين جلسات الغسيل".
وأشارت الى "أن من المهم جدًا غرس العادات الغذائية الصحية في الطفولة، لأن ما يعتاد عليه الطفل في سنواته الأولى، غالبًا ما يرافقه مدى الحياة. من أبرز النصائح:
. تشجيع شرب الماء بانتظام بدلاً من العصائر والمشروبات الغازية.
.تقليل استهلاك الملح والسكريات في الطعام اليومي.
. تعليم الأطفال أهمية الطعام المنزلي الصحي وممارسة النشاط البدني بانتظام".
وختمت د.شبو بالقول: "اليوم العالمي للأغذية يُعد فرصة مهمّة جدًا لتسليط الضوء على العلاقة بين الغذاء والصحة العامة. ويمكن استغلال هذا اليوم في تنظيم حملات توعية في المدارس، والجامعات، ووسائل الإعلام، بهدف تثقيف الناس حول التغذية السليمة، وكيف يمكن للطعام أن يكون وسيلة للوقاية من الأمراض المزمنة وليس سببًا لها".
بدوره، أكد السيد مروان سمعان صاحب مشروع صغير لتوزيع الطعام على الأسر الفقيرة "أن لضمان جودة وسلامة الطعام الموزع، يجب أولاً فحص المواد الغذائية والتأكد من صلاحيتها للاستهلاك البشري، خاصة إذا كان قرب انتهاء تاريخ الصلاحية. ينبغي تخزين الطعام في ظروف مناسبة تحافظ على جودته، مثل درجات الحرارة الملائمة. كما يجب توزيع الطعام بسرعة لتجنب فساد المواد، والابتعاد عن تقديم الأطعمة التي تظهر عليها علامات التلف".
وأكد سمعان "أن أفضل الطرق لتنظيم عمليات التوزيع تبدأ بوضع خطة واضحة تحدد الفئات المستهدفة والأماكن التي تعاني من نقص الغذاء. يُفضل التنسيق مع الجمعيات المحلية والمنظمات الخيرية لضمان وصول المساعدات لمن هم في حاجة حقيقية. استخدام نظام تسجيل المستفيدين يضمن التوزيع العادل ويقلل الهدر. كما يمكن تنظيم نقاط توزيع متعددة لتجنب التكدس وضمان سهولة الوصول. التواصل المستمر مع المجتمع المحلي يساعد في تقييم الاحتياجات بشكل دوري وتحسين العمليات".
وأشار الى "أن يمكن للشركات والسوبرماركت المساهمة عبر التبرع بالأطعمة القابلة للاستهلاك التي تقترب من تاريخ انتهاء صلاحيتها بدلاً من التخلص منها، مع ضمان شروط السلامة الغذائية. كذلك، يمكنهم التعاون مع المنظمات الخيرية لتنسيق جمع وتوزيع هذه المواد بشكل فعّال. بالإضافة إلى ذلك، يمكن تبني برامج توعية داخلية تشجع الموظفين والعملاء على تقليل هدر الطعام. هذه المبادرات تعزز المسؤولية الاجتماعية للشركات وتدعم جهود مكافحة الجوع والهدر الغذائي في المجتمع".
التغذية السليمة ليست فقط اختيارًا شخصيًا للحفاظ على صحة الكلى وضبط ضغط الدم، بل هي أيضًا مسؤولية مجتمعية تبدأ من تقليل هدر الطعام. فالهدر الكبير في الغذاء يضاعف التحديات الصحية والبيئية، ويقلل من الموارد التي يمكن أن تُستخدم لإطعام المحتاجين.
في اليوم العالمي للأغذية، تتجلى أهمية التوعية بنمط غذائي صحي ومستدام، يجمع بين الاهتمام بالصحة الشخصية والحفاظ على البيئة، ليُسهم في بناء مجتمع أكثر وعيًا وصحةً وعدلاً في توزيع الغذاء.
Advertisement
وفي حوار مع "لبنان ٢٤"، أكدت الدكتورة لؤى شبو، أخصائية في أمراض الكلى وارتفاع ضغط الدم، في مستهل هذا الحوار، "أن كل ما ستذكره موجَّه للأشخاص الأصحاء فقط، ولا يُعتبر بديلًا عن الاستشارة الطبية". كما شدّدت على أن "الأفراد الذين يعانون من أمراض مزمنة أو مشكلات صحية، عليهم استشارة طبيبهم أو اختصاصي تغذية قبل اتباع أي نظام غذائي، لأن الحمية يجب أن تُصمَّم خصيصاً وفقاً لحالتهم الصحية".
وقالت د. شبو "إن نوع الطعام الذي نتناوله له تأثير مباشر على صحة الكلى، لأنها المسؤولة عن تنقية الدم من الفضلات الزائدة، وتنظيم توازن السوائل والأملاح في الجسم. فعلى سبيل المثال لا الحصر: إن تناول أكثر من ٥ غرام من الملح يوميًا(سواء من ملح الطعام أو الموجود في المعلّبات، الأجبان، المكسرات المملّحة، وغيرها)، أو الإفراط في البروتين الحيواني والأطعمة المصنّعة، يمكن أن يُرهق الكلى مع مرور الوقت. في المقابل، يُساهم اتباع نظام غذائي غني بالخضروات والفواكه، إلى جانب شرب كميات كافية من الماء(2–3 ليتر يوميًا)، في دعم وظائف الكلى، والوقاية من تكوّن الحصى وارتفاع ضغط الدم الذي ينعكس سلبًا على صحة الكلى".
وأفادت "بأن للوقاية من ارتفاع ضغط الدم، يُفضّل تجنّب أو تقليل ما يلي:
.الملح الزائد والأطعمة الغنيّة بالصوديوم، مثل المعلبات، الشوربات الجاهزة، والمخللات.
.الأطعمة المصنّعة كالنقانق، اللحوم الباردة، والوجبات السريعة.
.المشروبات الغازية ومشروبات الطاقة التي تحتوي على كميات كبيرة من السكر أو الكافيين.
.الدهون المشبعة والمقليّات، بسبب أثرها الضار على القلب والأوعية الدموية.
وبالمقابل، يُنصح بتناول أطعمة غنية بـالبوتاسيوم، مثل الموز، البطاطا، والأفوكادو، لأنها تُساعد في خفض ضغط الدم. لكن يجب التنويه مجددًا إلى أن هذه النصائح لا تنطبق كليًّا على المرضى، فمثلًا:مرضى غسيل الكلى يجب أن يتجنّبوا الأطعمة الغنيّة بالبوتاسيوم، لأن الكلى لديهم غير قادرة على تصريفه بين جلسات الغسيل".
وأشارت الى "أن من المهم جدًا غرس العادات الغذائية الصحية في الطفولة، لأن ما يعتاد عليه الطفل في سنواته الأولى، غالبًا ما يرافقه مدى الحياة. من أبرز النصائح:
. تشجيع شرب الماء بانتظام بدلاً من العصائر والمشروبات الغازية.
.تقليل استهلاك الملح والسكريات في الطعام اليومي.
. تعليم الأطفال أهمية الطعام المنزلي الصحي وممارسة النشاط البدني بانتظام".
وختمت د.شبو بالقول: "اليوم العالمي للأغذية يُعد فرصة مهمّة جدًا لتسليط الضوء على العلاقة بين الغذاء والصحة العامة. ويمكن استغلال هذا اليوم في تنظيم حملات توعية في المدارس، والجامعات، ووسائل الإعلام، بهدف تثقيف الناس حول التغذية السليمة، وكيف يمكن للطعام أن يكون وسيلة للوقاية من الأمراض المزمنة وليس سببًا لها".
بدوره، أكد السيد مروان سمعان صاحب مشروع صغير لتوزيع الطعام على الأسر الفقيرة "أن لضمان جودة وسلامة الطعام الموزع، يجب أولاً فحص المواد الغذائية والتأكد من صلاحيتها للاستهلاك البشري، خاصة إذا كان قرب انتهاء تاريخ الصلاحية. ينبغي تخزين الطعام في ظروف مناسبة تحافظ على جودته، مثل درجات الحرارة الملائمة. كما يجب توزيع الطعام بسرعة لتجنب فساد المواد، والابتعاد عن تقديم الأطعمة التي تظهر عليها علامات التلف".
وأكد سمعان "أن أفضل الطرق لتنظيم عمليات التوزيع تبدأ بوضع خطة واضحة تحدد الفئات المستهدفة والأماكن التي تعاني من نقص الغذاء. يُفضل التنسيق مع الجمعيات المحلية والمنظمات الخيرية لضمان وصول المساعدات لمن هم في حاجة حقيقية. استخدام نظام تسجيل المستفيدين يضمن التوزيع العادل ويقلل الهدر. كما يمكن تنظيم نقاط توزيع متعددة لتجنب التكدس وضمان سهولة الوصول. التواصل المستمر مع المجتمع المحلي يساعد في تقييم الاحتياجات بشكل دوري وتحسين العمليات".
وأشار الى "أن يمكن للشركات والسوبرماركت المساهمة عبر التبرع بالأطعمة القابلة للاستهلاك التي تقترب من تاريخ انتهاء صلاحيتها بدلاً من التخلص منها، مع ضمان شروط السلامة الغذائية. كذلك، يمكنهم التعاون مع المنظمات الخيرية لتنسيق جمع وتوزيع هذه المواد بشكل فعّال. بالإضافة إلى ذلك، يمكن تبني برامج توعية داخلية تشجع الموظفين والعملاء على تقليل هدر الطعام. هذه المبادرات تعزز المسؤولية الاجتماعية للشركات وتدعم جهود مكافحة الجوع والهدر الغذائي في المجتمع".
التغذية السليمة ليست فقط اختيارًا شخصيًا للحفاظ على صحة الكلى وضبط ضغط الدم، بل هي أيضًا مسؤولية مجتمعية تبدأ من تقليل هدر الطعام. فالهدر الكبير في الغذاء يضاعف التحديات الصحية والبيئية، ويقلل من الموارد التي يمكن أن تُستخدم لإطعام المحتاجين.
في اليوم العالمي للأغذية، تتجلى أهمية التوعية بنمط غذائي صحي ومستدام، يجمع بين الاهتمام بالصحة الشخصية والحفاظ على البيئة، ليُسهم في بناء مجتمع أكثر وعيًا وصحةً وعدلاً في توزيع الغذاء.
0 تعليق