ماذا يعني اتفاق غزة بالنسبة للبنان؟ تقريرٌ أميركي يتحدث

لبنان24 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
نشرت مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات (FDD) تقريراً جديداً سألت فيه عما إذا كانت المنطقة ستتجه نحو المزيد من السلام والاستقرار في سوريا ولبنان.

Advertisement

 

 
التقرير الذي ترجمهُ "لبنان24" يقولُ إنّ مساعي الرئيس الأميركي دونالد ترامب للتوصل إلى اتفاق سلام يُنهي الحرب في غزة قد أثبتت نجاحها في البداية، ويضيف: "لقد تمكّن ترامب من جمع وفود من قطر ومصر وتركيا وإسرائيل وحماس في شرم الشيخ المصرية منتصف شهر تشرين الأول الجاري. وفي أعقاب الاتفاق، سافر ترامب إلى إسرائيل ومصر وترأس قمة سلام مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في 13 تشرين الأول، ودُعيت أكثر من عشرين دولة إلى هذا الحدث، إلى جانب العديد من الدول الأوروبية ودول أخرى من آسيا والأميركيتين".

وتابع التقرير: "هناك شعورٌ في المنطقة بوجود فرصةٍ للبناء على اتفاق السلام في غزة للعمل على خطواتٍ عمليةٍ أوسع نطاقاً من شأنها تعزيز الاستقرار في الشرق الأوسط. على سبيل المثال،  أشارت صحيفة الأهرام المصرية  في 12 تشرين الأول إلى أن المكتب الرئاسي المصري أعلن أن قمة شرم الشيخ تهدف إلى إنهاء الحرب على قطاع غزة، وتعزيز جهود تحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، وفتح مرحلةٍ جديدةٍ للأمن والاستقرار الإقليميين".

وأكمل: "أشعل الهجوم على إسرائيل في 7 تشرين الأول 2023 شرارة صراعات عديدة في المنطقة. ووصف مسؤولون إسرائيليون هذا الهجوم بأنه حرب على سبع جبهات على الأقل. ومن بين هذه الجبهات، كانت الحرب الإسرائيلية ضد حزب الله، والتي بلغت ذروتها بين أيلول وتشرين الثاني 2024، وأسفرت عن وقف إطلاق نار في لبنان. وفي أعقاب وقف إطلاق النار، حظي لبنان بقيادة جديدة متمثلة في الرئيس جوزيف عون الذي يسعى قدماً إلى المضي في نزع سلاح حزب الله والجماعات المسلحة الأخرى".

 


التقرير رأى أنه "طالما احتفظ حزب الله بسلاحه ويبدو أنه يُشكل تهديداً مستمراً لإسرائيل، فمن المرجح أن يواصل الجيش الإسرائيلي ضرباته الدقيقة على الجماعة"، وأضاف: "على سبيل المثال، في 12 تشرين الأول، صرّح جيش الإسرائيلي بأنه استهدف في منطقة قلاويه بجنوب لبنان، عنصراً من منظمة حزب الله شارك في محاولات إعادة بناء مواقع البنية التحتية العسكرية لحزب الله في جنوب لبنان".

 


التقرير وجد أنَّ "اتفاق السلام في غزة واجتماعات شرم الشيخ يعنيان أنَّ لبنان قد يرى في ذلك فرصةً لنزع سلاح حزب الله، أو على الأقل اتخاذ خطواتٍ أولية في هذا الاتجاه"، وأضاف: "يعني ذلك أيضاً أنه إذا صمد وقف إطلاق النار في غزة، ستتمكن إسرائيل من التركيز بشكل أكبر على ضمان عدم عودة حزب الله كتهديد".

وتابع: "عبر الحدود، في سوريا، هناك أيضاً خطوات مهمة تُتخذ نحو الاستقرار. لقد تولت الحكومة الانتقالية الجديدة برئاسة أحمد الشرع السلطة في أعقاب سقوط نظام الأسد، وقد كافحت لتأكيد نفسها على مدار الـ11 شهراً الماضية. كان التحدي الأكبر الذي واجهته هو محاولة دمج المناطق ذات الأقليات في الحكومة المركزية الجديدة، وشمل ذلك اشتباكات في اللاذقية في آذار مع أفراد من الأقلية العلوية واشتباكات في تموز مع الدروز في السويداء، فيما تعهدت إسرائيل بدعم الدروز في جنوب سوريا. كذلك، تحاول دمشق إيجاد طريقة لدمج شرق سوريا في إطار الحكم الانتقالي الجديد، فهناك، تخضع المنطقة للإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا حيث تتواجد قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة".

وأكمل: "من المهم النظر إلى التقدم المحرز في سوريا بين قوات سوريا الديمقراطية ودمشق كجزء من توجه أوسع. سيُمكّن استقرار سوريا من تعزيز التعاون ضد داعش، كما سيُمكّن الولايات المتحدة من مواصلة دورها الإيجابي في سوريا، مع إمكانية تقليص دور القوات الاميركية هناك، والتي يُمكنها بعد ذلك التركيز على قضايا أخرى، مثل إعادة الإعمار. كذلك، فقد مكّن التحرك نحو رفع العقوبات عن سوريا من الاستثمار، كما أرسلت دمشق مؤخراً مبعوثين  إلى بيروت وأنقرة".

واستكمل التقرير: "لتحقيق اتفاق غزة، عمل ترامب بشكل وثيق مع تركيا وقطر ومصر وإسرائيل، كما أشادت دول أخرى  بهذه الصفقة باعتبارها تمهد الطريق لإعادة الإعمار في غزة. مع هذا، فقد أدت الحرب في غزة إلى حالة من عدم اليقين في المنطقة. إن إمكانية تقليل عدم اليقين قد تؤدي إلى التركيز على كيفية حل التحديات الأخرى. يمثل لبنان وسوريا دولتين رئيسيتين، متشابكتين عبر التاريخ منذ فترة طويلة، حيث يمكن إحراز تقدم في القضايا التي كانت في طريق مسدود خلال العام الماضي. سيؤثر هذا أيضاً على جيرانهما، مثل العراق والأردن وإسرائيل وتركيا".

وختم: "يبدو أن مشاركة واشنطن مع أنقرة بشأن غزة، وكذلك مع سوريا في ما يتعلق بقوات سوريا الديمقراطية، تؤتي ثمارها بالفعل من اتفاق غزة. سيكون السؤال الرئيسي هو ما إذا كانت الرياح الجديدة التي تهب في المنطقة ستستمر في تمكين التقدم".

أخبار ذات صلة

0 تعليق