Advertisement
لكن حتى الآن، لا تزال خطورة مشكلة الكلاب الشاردة قائمة، مما يثير تساؤلات عديدة بين اللبنانيين، خاصة مع تزايد التهديد على حياتهم بسبب هذه الظاهرة.
وفي هذا السياق، تواصل "لبنان 24" مع الطبيب البيطري جرجي معاصري، الذي قدم مجموعة من الإرشادات بشأن كيفية التصرف عند التعرض لهجوم من كلاب شاردة. وأكد أن الهدوء هو الأساس، مشيرًا إلى ضرورة عدم الركض أو الصراخ، لأن ذلك يحفز الكلب على الهجوم. وبدلاً من ذلك، ينصح بالتوقف أو التراجع ببطء دون إدارة الظهر، مع تجنب النظر المباشر في عيني الكلب لأنه يُفسر كنوع من التحدي. كما ينصح بوضع حقيبة أو سترة بين الشخص والكلب كحاجز، وحماية الرأس والرقبة في حال بدأ الهجوم، مع محاولة طلب المساعدة بالصراخ.
كيف نتجنب المواجهة مع الكلاب الشاردة؟
أما عن الطرق الآمنة لتجنب المواجهة مع الكلاب الشاردة، فقد أكد معاصري ضرورة الابتعاد عن المرور في المناطق المعروفة بتواجد الكلاب، خصوصًا خلال ساعات الليل. كما نصح بعدم محاولة إطعام الكلاب أو الاقتراب منها حتى لو بدت غير عدائية، حفاظًا على السلامة. وفي حال وجود كلاب في الطريق، يُفضل تغيير المسار أو الانتظار قليلاً حتى تبتعد. وأضاف أن المشي مع شخص آخر أفضل من السير وحيدًا، لأن الكلاب تميل إلى مهاجمة الأشخاص المنفردين أكثر من الجماعات.
ونصح عند مواجهة الكلاب الشاردة بتجنب الصراخ، الركض، رمي الحجارة أو محاولة ضربها، إضافة إلى تجنّب النظر مباشرة في عيونها. كما حذّر من الاقتراب من الجراء، لأن أمهاتها قد تهاجم للدفاع عنها، مشيرًا إلى خطورة الكلبة "المجرية" التي قد تهاجم من الخلف. كذلك، أوصى بعدم المشي برفقة كلب صغير أو أي حيوان آخر في المناطق التي تنتشر فيها الكلاب الشاردة، تفاديًا لإثارة عدوانيتها.
وعن حاجة الكلاب الشاردة لأن تصبح أكثر ألفة وأقل عدائية، أوضح معاصري أن ذلك يتطلب "توفير بيئة آمنة لها، من خلال التعامل بلطف وتوفير الغذاء والماء، وتأمين مأوى بعيدًا عن العنف أو الطرد. ويجب تقديم الرعاية الصحية اللازمة، بما في ذلك علاج الأمراض، التطعيم، التعقيم، وفي الحالات التي تستدعي ذلك اللجوء إلى الموت الرحيم. وعندما تشعر الكلاب بالأمان، تصبح أكثر هدوءًا وقبولًا للبشر".
دور البلديات والوزارات في إدارة الظاهرة
أما بالنسبة للدور المطلوب من البلديات والوزارات، فقد اعتبر معاصري أنّه أساسي في الحد من هذه الظاهرة، وذلك من خلال إطلاق حملات لتعقيم وتلقيح الكلاب، وتجهيز ملاجئ بسيطة تؤمّن لها مكانًا آمنًا، إضافة إلى التعاون مع جمعيات حماية الحيوان، وتنفيذ حملات توعية في المدارس والمجتمع حول كيفية التعامل مع الكلاب الشاردة، ورفع الوعي بمخاطر داء الكلب وسبل الوقاية منه.
وأكد ضرورة تطبيق القوانين التي تحمي المواطنين وتحترم حقوق الحيوان. وأشار إلى أن بعض البلديات بدأت التعاون مع جمعيات مثل BETA وAnimals lebanon لتنفيذ برامج TNVR (القبض، التطعيم، التعقيم، والإعادة)، لكنها بحاجة إلى دعم أكبر وتنسيق أفضل بين الجهات المعنية.
في الختام، شدد على ضرورة اعتماد حلول وسطية تجمع بين حماية الإنسان من الأذى وضمان التعامل الإنساني مع الحيوانات، مشيرا إلى أن ذلك يتطلب "تنظيم وجود الكلاب في الشوارع بطريقة تحمي المجتمع من دون الإضرار بالحيوانات، مع استمرار العمل على برامج التعقيم والتلقيح، توفير ملاجئ آمنة، وتعزيز التوعية بأن العنف ليس الحل. كما يجب وجود برنامج وطني موحد ضمن مكافحة داء الكلب، يشمل إجراءات متكاملة للتعامل مع الكلاب الشاردة على مستوى البلاد".