توتر داخل الحكومة بسبب كلام قاسم.. بري يجزم: "الحزب" لن يتدخل في الحرب

فيما تدخل الحرب الإسرائيلية على ايران اليوم اسبوعها الثاني من دون أي أفق للحل  فإن لبنان في حالة ترقب وقلق شديدين من احتمال انعكاس تداعيات ما يجري عليه لا سيما وان إسرائيل لا تزال تواصل استهدفاتها وانتهاكاتها لاتفاق وقف النار والقرار الدولي 1701. 

Advertisement

وفي السياق يزور رئيس الحكومة نواف سلام قطر، يوم الاثنين المقبل، للبحث مع  المسؤولين القطريين في تداعيات الحرب الإسرائيلية ـ الإيرانية على المنطقة عموما ولبنان خصوصا إضافة إلى المساعدات الّتي تقدمها  قطر للبنان والمؤسسة العسكرية. 
وكانت جلسة مجلس الوزراء امس شهدت توترا على خلفية  كلام الأمين العام لـ "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم من أن "الحزب" لن يقف على الحياد حيال ما تتعرض له إيران"، وذلك بعدما  اقترح وزير الخارجية يوسف رجي أن تأخذ الحكومة موقفاً من كلام قاسم يرفض ما قاله ويؤكد على البيان الوزاري بالنسبة إلى حصرية السلاح والقرار 1701. 
وهنا حصل نقاش حاد وأصرّ رجي على موقفه حيث لاقى تأييداً من عدد من الوزراء واعتراض عدد آخر. عندئذ تدخل رئيس الحكومة نواف سلام في النقاش فقال إنه سبق له واتخذ موقفاً على هذا الصعيد، فرد رجي قائلًا، إن هذا كان موقفًا فرديًا وهو لا يمنع أن تتخذ الحكومة مجتمعة موقفًا حاسمًا. وهنا ذكّر بعض وزراء الشيعة بأن رئيس مجلس النواب نبيه بري أعلن أن لبنان لن يدخل بالحرب فرد وزير الخارجية: "مشكور الرئيس بري، لكن يجب أن نـأخذ كحكومة الموقف خصوصاً في ضوء رسائل دولية تحذيرية نبهت من تبعات ما قاله قاسم".
ولاحقاً، استغرب الرئيس نواف سلام "الكلام المنسوب إلى أحد الوزراء بأنه رفض أن تُصدر الحكومة موقفًا ضد توريط لبنان في الحرب الدائرة. بينما كان الرئيس سلام قد شدد أكثر من مرة على أن الموقف اللبناني ثابت في رفض زج لبنان أو إقحامه بأي طريقة من الطرق في الحرب الإقليمية الدائرة، مذكرًا أن مواقفه تعبّر عن سياسة الحكومة وهو المخول دستورياً النطق باسمها". وطالب سلام "الجميع بالترفع عن المزايدات في هذه الظروف الدقيقة التي تمر بها البلاد".  
وأشارت المندوبة الأميركيّة في مجلس الأمن إلى أنّ "الحكومة الإيرانيّة شجّعت حزب الله على فتح جبهةٍ من لبنان"، لافتةً إلى أنّ "الحكومة الإيرانيّة دعت مرارًا إلى تدمير إسرائيل". 
وفي ظل التصعيد المستمر ، تواصل إسرائيل تنفيذ اعتداءات شبه يومية على الجنوب اللبناني، حيث استهدفت غارات جوية مواقع في العبّاسية والهبّارية ومدخل برعشيت، ما أدى إلى سقوط شهيدين. وفي موازاة ذلك، وجّه وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس تحذيرًا شديدًا إلى حزب الله، داعيًا إلى عدم التدخّل في الصراع الدائر مع إيران. 
ومع ذلك تشير اوساط سياسية إلى أن حزب  الله يتبنى نهجاً عقلانياً في مقاربته لتطورات الصراع الإقليمي، لا سيما التصعيد الإسرائيلي  تجاه إيران. هذا النهج لا ينبع من موقف دفاعي فحسب، بل من إدراك بأن أي انفعال سياسي أو عسكري قد يمنح إسرائيل ذريعة لتوسيع دائرة المواجهة.وترى الاوساط  أن إسرائيل لا تحتاج إلى ذرائع جديدة لشن حرب على لبنان، لأن منطق القوة الذي تتبعه يجعل من قرار الحرب خياراً دائماً على الطاولة، يتم تفعيله وفقاً لحسابات الردع الإقليمي، لا بالضرورة نتيجة لتصرف من الطرف الآخر. وبالتالي، فحزب الله لا يعوّل كثيراً على منع الحرب عبر الحذر وحده، بل يتعامل مع فرضية المواجهة كاحتمال قائم بحد ذاته، بغضّ النظر عن الحرب مع إيران.
وتشدد الاوساط على ان سياسة الهدوء والتروي التي يعتمدها حزب الله ليست ناتجة عن ضعف أو خوف من الحرب، بل عن قراءة براغماتية توازن بين تجنب الانجرار إلى حرب استنزافية، والاستعداد الدائم لمواجهة محتملة.
واعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش امس تعيين اللواء ديوداتو أبانيارا من إيطاليا رئيساً وقائداً لبعثة قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان اليونيفيل.

 

(الصورة نقلا عن المصور نبيل اسماعيل)

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق نائب "تغييري" في أزمة
التالى عون الى العراق اليوم وعراقجي في بيروت الاثنين ولبنان ينتظر ما في جعبة أورتاغوس