كشفت دراسة جديدة، أن قمر تيتان العملاق التابع لكوكب زحل قد لا يخفي محيطًا تحت سطحه المتجمد، بل جيوبًا واسعة من المياه السائلة، ويُعد تيتان أكبر الأقمار الـ 274 المعروفة التي تدور حول زحل، وهو في الواقع أكبر من كوكب عطارد.

ووفقا لما ذكره موقع "space"، قال فلافيو بيتريكا، عالم الكواكب في مختبر الدفع النفاث التابع لناسا في جنوب كاليفورنيا، والباحث الرئيسي للدراسة، "أعشق تيتان، فهو أحد أكثر العوالم إثارة للاهتمام في المجموعة الشمسية، إنه القمر الوحيد في مجموعتنا الشمسية الذي يمتلك غلافًا جويًا، وهو الجرم السماوي الوحيد الذي يحتوي على سوائل على سطحه باستثناء الأرض".

محيط قمر زحل ما بين الحقيقة والاحتمالات

لطالما اشتبه العلماء في وجود بحار تحت غلاف تيتان الجليدي، فعلى سبيل المثال، يشير انحناء تيتان تحت تأثير جاذبية زحل إلى أنه موطن لمحيط جوفى شاسع.

أراد بيتريكا وزملاؤه، في الدراسة الجديدة، إعادة فحص تيتان باستخدام أساليب جديدة ومحسّنة لتحليل بيانات التتبع الراديوي، وقللت هذه التقنيات الجديدة بشكل كبير من الشكوك المتعلقة بالبيانات التي جمعتها مهمة كاسيني التابعة لناسا لدراسة باطن تيتان.

فيما اكتشف العلماء أن باطن تيتان يقاوم التشوه الناتج عن جاذبية زحل بدرجة أكبر بكثير مما كان يُعتقد سابقًا، ويشير هذا إلى أن تيتان على الأرجح لا يمتلك محيطًا خفيًا، بل طبقة من الجليد قريبة من نقطة انصهارها، يمنعها الضغط العالي من الذوبان، وأضاف الباحثون أن هذا الجليد شبه السائل من المحتمل أن يحتوي على جيوب من الماء السائل.

قال بيتريكا، إن تيتان ربما كان يمتلك محيطًا جوفيًا في بدايات تاريخه، وأشار إلى أنه لم تكن هناك حرارة كافية من العناصر المشعة في نواته لمنع هذا المحيط من التجمد، مضيفا: "ربما يمر الآن بمرحلة جديدة حيث تزداد الحرارة مرة أخرى".

وخلص العلماء إلى أن العوالم المحيطية قد تكون أقل شيوعًا مما كان يُعتقد مؤخرًا، وقال بيتريكا: "لسنا متأكدين مما إذا كان وجود جيوب سائلة واسعة النطاق بدلًا من محيط عالمي يجعل تيتان أكثر أو أقل ملاءمة للحياة".