قال المحلل السياسي السوري حسام طالب، إن عودة نشاط تنظيم داعش في بعض المناطق السورية ارتبطت بشكل مباشر بحالة الفوضى التي أعقبت سقوط النظام، موضحًا أن الساعات الأربع والعشرين إلى الثماني والأربعين الأولى شكّلت بيئة خصبة لحدوث ثغرات أمنية استغلها التنظيم للتسلل والتمدد.
وأضاف "طالب"، في تصريحات خاصة لـ "الدستور" أن تقدم الفصائل من شمال سوريا باتجاه دمشق خلق فراغات أمنية مؤقتة، مكّنت عناصر داعش من الوصول إلى عدة محافظات، لافتًا إلى أن التنظيم بات يمتلك هامش حركة أوسع مقارنة بالفترة السابقة، مستفيدًا من الارتباك الأمني الذي رافق تلك المرحلة.
توجيه ضربات نوعية للتنظيم الارهابي داعش
وأشار إلى أن الأجهزة الأمنية السورية، ولا سيما الأمن الداخلي وفرع مكافحة الإرهاب، تمكنت خلال الأيام الماضية من توجيه ضربات نوعية للتنظيم، كان أبرزها إلقاء القبض على عنصر تابع لداعش في دمشق بحوزته عبوات ناسفة كان يخفيها داخل دمى أطفال، في مؤشر خطير على طبيعة المخططات التي كان التنظيم يعتزم تنفيذها داخل العاصمة.
وأوضح "طالب"، أن عملية أمنية أخرى جرى تنفيذها قبل يومين في منطقة داريا بريف دمشق، أسفرت عن تفكيك خلية إرهابية متكاملة تضم أميرًا للتنظيم وعددًا من العناصر، ما يؤكد حجم التغلغل الذي نجح داعش في تحقيقه خلال فترة الفوضى الأولى.
وفي السياق ذاته، أكد "طالب" أن المنظومة الأمنية الإقليمية والدولية تحركت سريعًا لاحتواء الخطر، مشيرًا إلى أن التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة، نفذ خلال الأيام الماضية سلسلة ضربات جوية مكثفة استهدفت مواقع داعش في دير الزور والرقة وتدمر وحمص والبادية السورية وريف دمشق الجنوبي.
وبيّن أن هذه الضربات أسفرت عن تدمير أكثر من مئة هدف تابع للتنظيم، شملت مخازن أسلحة محصنة داخل كهوف ومغارات ووديان طبيعية في البادية السورية، كانت تُستخدم كمراكز إمداد وتخزين بعيدة عن أعين المراقبة.
ولفت إلى أن الأردن شارك بدور فاعل في هذه العمليات، عبر تنفيذ استهدافات دقيقة لمواقع داعش في الجنوب السوري والبادية، ضمن إطار التنسيق الكامل مع التحالف الدولي، مؤكدًا أن هذا الدور كان مؤثرًا خلال اليومين أو الثلاثة الماضية في تقليص قدرة التنظيم على إعادة التموضع.
وختم "طالب" تصريحه بالتأكيد على أن الجهد الإقليمي والدولي اليوم يعمل بشكل مكثف وبالتنسيق مع الحكومة السورية، بهدف توجيه ضربات استباقية لتنظيم داعش ومنع إعادة تشكّله، مشددًا على أن المرحلة الحالية تشهد أعلى مستوى من التعاون الأمني لمكافحة الإرهاب داخل سوريا.


















0 تعليق