أكد مواطنون وسياسيون فلسطينيون أن استمرار مصر فى تسيير قوافل المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، رغم المعوقات التى تضعها دولة الاحتلال، تجسد أخوة الدم والقيادة المصرية للأمة العربية.
وأشادوا، خلال حديثهم لـ«الدستور»، بقافلة «زاد العزة.. من مصر إلى غزة» الـ١٠٠، التى تحمل كمًا كبيرًا من المساعدات الإنسانية العاجلة، مؤكدين أنها تخفف من وطأة سياسة التجويع الإسرائيلية وانهيار النظام الصحى، كما أن توزيعها عبر كبار العائلات يضمن وصولها لأكبر عدد ممكن من المواطنين، ويساعد على توفير الحد الأدنى من الحياة الكريمة لهم.
مواطنون: نعيش على ما تقدمه مصررغم قيود وضغوط الاحتلال الإسرائيلى
قالت رشا أشرف، من قطاع غزة، إن الدعم المصرى يشكل عنصرًا فاعلًا ومؤثرًا فى حياة المواطنين من أهالى القطاع، خاصة فى ظل الظروف الإنسانية القاسية التى يعيشها القطاع منذ اندلاع الحرب.
وأوضحت أن اللجنة المصرية العاملة داخل قطاع غزة كان لها دور بارز فى التخفيف من معاناة النازحين، من خلال إنشاء مخيمات مخصصة لهم، وتنفيذ أعمال تنظيمية ساعدت على توفير الحد الأدنى من مقومات الحياة الكريمة.
ولفتت إلى أن أنظار المواطنين فى قطاع غزة تتجه حاليًا نحو اللجنة المصرية، فى ضوء الدور الذى تقوم به على الأرض، سواء من خلال تمهيد الشوارع، أو إقامة مخيمات للنازحين، أو آلية توزيع الطرود الغذائية، التى تختلف عن تلك التى تعتمدها مؤسسات أخرى.
وأضافت: «اللجنة المصرية تعتمد أسلوبًا مباشرًا فى العمل، يقوم على التواصل مع (المخاتير) وكبار العائلات، بهدف ضمان وصول المساعدات بشكل آمن ومنظم إلى أصحابها الحقيقيين، وهذا النهج المصرى فى العمل الميدانى يعزز ثقة المواطنين، ويمنحهم قدرًا من الطمأنينة، فى ظل واقع إنسانى بالغ القسوة».
وشددت على أهمية استمرار هذا الدور وتطويره، بما يسهم فى التخفيف من معاناة سكان قطاع غزة، خاصة الفئات الأكثر تضررًا.
من جهته، رأى المواطن الفلسطينى صابر الزعانين، من قطاع غزة، أن الموقف المصرى تجاه الفلسطينيين يجسد أخوة الدم والقيادة الوطنية العربية، التى احتضنت أهل القطاع فى أصعب الظروف، مؤكدًا أن مصر العظيمة تؤدى واجبها الإنسانى والأخلاقى المقدس تجاه غزة وسكانها، والجهود التى بذلتها مصر، قيادةً وجيشًا وشعبًا، شكّلت درع حماية حقيقية لغزة وأهلها فى مواجهة أخطر المخاطر التى تعرضوا لها. وقال «الزعانين» إن مصر تمثل بالنسبة للفلسطينيين، خاصة سكان قطاع غزة، الحاضنة الحقيقية للشعب الفلسطينى، لأنها كانت وستبقى القوة العربية الحامية للقومية العربية وركيزة أساسية فى الدفاع عن قضايا الأمة، مشيرًا إلى أن مصر لعبت دورًا حاسمًا فى منع تهجير سكان قطاع غزة وتفريغه من أهله، وأسهمت حكمة القيادة الوطنية المصرية فى حماية غزة وأهلها من مخاطر الهجرة القسرية. وأضاف: «الدعم الذى قدمه الأشقاء المصريون لغزة يندرج فى إطار واجب إنسانى مقدس، الأمر الذى يجعل الشعب المصرى يستحق من أهل غزة كل مشاعر الحب والتقدير والاحترام».
وأكد محمد أبورجيلة، من قطاع غزة، أن القطاع يعيش على ما تقدمه مصر من مساعدات، موضحًا أن المساعدات المصرية تصل إلى أهل غزة فردًا فردًا.
وقال: «لا نستطيع أن ننكر جميل أهل مصر، إخوتنا وحبايبنا»، مضيفًا: «اللجنة المصرية والشعب المصرى لهم كل الاحترام على مجهوداتهم الطيبة، وربنا يحفظ أهل مصر، شعبًا وقادةً، وعلى رأسهم عبدالفتاح السيسى».
سياسيون: تخفف من وطأة سياسة التجويع وتساند الأهالى فى مواجهة الطقس السيئ
رأى ديمترى دليانى، عضو المجلس الثورى المتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطى فى حركة «فتح»، أن إدخال قوافل المساعدات «زاد العزة» إلى قطاع غزة يعد خطوة إنسانية ملحّة، فى مواجهة سياسة التجويع والتدمير التى ترتكبها دولة الإبادة الإسرائيلية بحق أهالى القطاع.
وقال إن الدور المصرى المتواصل فى تسهيل إدخال القوافل يعكس مسئولية قومية واعية فى لحظة انهيار شامل، نتيجة حرب الإبادة الإسرائيلية المتواصلة فى غزة منذ أكثر من ٢٦ شهرًا، مشيرًا إلى أن بيانات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية تؤكد اعتماد أكثر من ٩٠٪ من سكان غزة على المساعدات فى حياتهم اليومية، فيما توثق خرائط برنامج الأمم المتحدة للأقمار الصناعية تدمير أو تضرر أكثر من ٨٠٪ من المنازل نتيجة القصف الإبادى الإسرائيلى للأحياء السكنية.
ولفت إلى أن منظمة الصحة العالمية أفادت بأن القصف الإسرائيلى والحصار الخانق أدّيا إلى قتل أو جرح ما يزيد على ١٥٪ من أهالى القطاع، بينما أوضح التصنيف المرحلى المتكامل للأمن الغذائى وجود مليون إنسان فى القطاع عند مستويات كارثية.
وواصل: «قوافل المساندة الإنسانية، ومنها القافلة الأخيرة، تخفف من وطأة سياسة التجويع الإسرائيلية وانهيار النظام الصحى، لكنها لا تعالج جوهر الكارثة الناتجة عن جرائم دولة الإبادة الإسرائيلية، ومنها منع التدفق المنتظم للمساعدات الإنسانية».
من جهته، قال وليد العوض، عضو المكتب السياسى لحزب «الشعب الفلسطينى»، إنه منذ بداية العدوان الإسرائيلى ضد شعبنا الفلسطينى فى قطاع غزة، واستخدام التجويع كسلاح فتاك فى هذه الحرب، تقدم مصر المساعدات الإنسانية المتنوعة.
وأوضح: «تشمل المساعدات توفير آلاف الخيام التى يحتاجها من يعيشون فى خيام بالية تقتلعها الرياح وتغرقها مياه المطر خلال المنخفضات الجوية المتتالية، إضافة لإدخال آلاف الأطنان من المواد الغذائية، وتشرف على توزيعها اللجنة المصرية عبر طواقمها المنتشرة فى مخيمات النازحين والمناطق المأهولة بالسكان».
وأضاف: «دور مصر لا يقتصر على ذلك؛ بل يتضمن أيضًا الضغط للانتقال للمرحلة الثانية من اتفاق الهدنة، التى يحاول الاحتلال الإسرائيلى التهرب منها، وهذه المرحلة تتعلق بالانسحاب التام من قطاع غزة وفتح المعابر وزيادة المساعدات كمًا ونوعًا، والبدء فى إعمار ما دمره العدوان، علاوة على ما تضمنه اتفاق وقف النار من ترتيبات الحكم والسلاح»، مؤكدًا: «دور مصر بالغ الأهمية، ويقدره الشعب الفلسطينى». وفى سياق متصل، قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس عضو حركة فتح، إن القوافل التى وصلت إلى قطاع غزة أسهمت بشكل كبير وواضح فى التخفيف من معاناة الشعب الفلسطينى، رغم استمرار وجود مشكلة حقيقية وكبيرة فى النقص الحاد فى المواد الغذائية، خاصة أن المتوافر فى الأسواق يأتى عبر تجار إسرائيليين وبأسعار خيالية، لا يستطيع المواطن العادى تحملها.
5400 طن من السلال الغذائية والمستلزمات الطبية
دخلت قافلة شاحنات المساعدات الإنسانية الـ١٠٠ إلى الفلسطينيين بقطاع غزة، أمس، وتضمنت أكثر من ٥٫٤٠٠ طن من المساعدات الإنسانية الشاملة، تنوعت بين سلال غذائية ودقيق، مستلزمات طبية وإغاثية ضرورية يحتاجها القطاع، مستلزمات عناية شخصية، ومواد بترولية، وذلك بجهود جمعية الهلال الأحمر المصرى.
ونظرًا لسوء الأحوال الجوية التى يشهدها قطاع غزة، عززت جمعية الهلال الأحمر الدفع بإمدادات الشتاء الأساسية إلى القطاع، التى شملت: ٤٩٫٥٠٠ بطانية، وأكثر من ٣٣٫٢٠٠ قطعة ملابس شتوية، وأكثر من ١٢٫٧٠٠ مرتبة، وأكثر من ٣٫٧٠٠ خيمة لإيواء المتضررين، وذلك فى إطار الجهود المصرية المتواصلة لدعم الأشقاء فى غزة.


















0 تعليق