لم تعد طوابير المكاتب الحكومية، ولا زحام الشبابيك، ولا ضياع الساعات الطويلة جزءًا من رحلة المواطن مع الخدمات التموينية كما كانت في السابق، فمع التحول الرقمي المتسارع الذي تشهده الدولة، بدأت ملامح جديدة تتشكل في علاقة المواطن بالدعم، عنوانها السهولة والسرعة والدقة، وهدفها الأساسي حماية حقوق مستحقي الدعم وضمان وصوله لمن يستحقه دون عناء.
تحديث بطاقات التموين في مصر
في قلب هذا التحول، تقف بطاقة التموين، ذلك المستند الذي يمس حياة ملايين الأسر المصرية بشكل يومي، ويشكل شريانًا رئيسيًا لتوفير السلع الأساسية بأسعار مدعومة، ولأن أي خلل في البيانات قد يعني توقف الدعم أو حرمان أسرة كاملة من مستحقاتها، بات تحديث البيانات أمرًا لا يحتمل التأجيل أو الخطأ.
خطوة جديدة تعكس توجه الدولة نحو الحوكمة الرقمية
ومن هذا المنطلق، أطلقت وزارة التموين والتجارة الداخلية، بالتعاون مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، خطوة جديدة تعكس توجه الدولة نحو الحوكمة الرقمية، عبر إتاحة خدمات تحديث بيانات بطاقات التموين وضم أفراد الأسرة إلكترونيًا، دون الحاجة إلى الذهاب لمكاتب التموين أو الوقوف في طوابير مرهقة.
الخطوة الجديدة، التي تم البدء في تطبيقها بمحافظة بورسعيد لمدة ثلاثة أشهر، ليست مجرد إجراء إداري، بل تمثل اختبارًا عمليًا لمنظومة رقمية متكاملة تهدف إلى تنقية قواعد بيانات الدعم، وضمان أن يصل الدعم إلى مستحقيه الحقيقيين، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية الراهنة.
اللافت في هذه المبادرة أنها تمنح المواطن سلطة كاملة على بياناته التموينية، حيث يستطيع من منزله، عبر الهاتف المحمول أو الكمبيوتر، تحديث بياناته أو إضافة أبنائه المستحقين للدعم، في خطوات بسيطة لا تستغرق سوى دقائق، بدلًا من إجراءات معقدة كانت تستنزف الوقت والجهد.
وتأتي هذه الخطوة في إطار رؤية أوسع للدولة، تسعى إلى تحقيق العدالة الاجتماعية، وتوسيع مظلة الحماية للفئات الأولى بالرعاية، مع ضمان الشفافية ومنع ازدواجية الدعم أو تسربه لغير المستحقين. فالدقة في البيانات لم تعد خيارًا، بل شرطًا أساسيًا لاستمرار الدعم.
ومع فتح الباب أمام ضم أفراد الأسرة إلكترونيًا، تتنفس آلاف الأسر الصعداء، بعدما كانت تعاني سابقًا من صعوبة إضافة الأبناء أو تحديث الحالة الاجتماعية. الآن، كل ما يحتاجه المواطن هو الدخول إلى منصة مصر الرقمية، واتباع التعليمات، ليضمن استمرار حقه في الدعم دون قلق.
إنها خطوة تعكس بوضوح كيف يمكن للتكنولوجيا أن تخفف العبء عن المواطن، وتعيد تنظيم منظومة الدعم بما يخدم الجميع، وتؤكد أن التحول الرقمي لم يعد رفاهية، بل ضرورة تمس حياة الناس اليومية بشكل مباشر.
إعادة الصياغة الكاملة للخبر
تواصل وزارة التموين والتجارة الداخلية تنفيذ مرحلة جديدة من تطوير منظومة الدعم، بالتعاون مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، من خلال إتاحة خدمة تحديث بيانات بطاقات التموين إلكترونيًا بمحافظة بورسعيد لمدة ثلاثة أشهر، إلى جانب فتح خدمة ضم أفراد الأسرة عبر منصة مصر الرقمية.
صرف المقررات التموينية لمستحقيها الفعليين
وتهدف هذه الخطوة إلى تنقية قواعد بيانات المستفيدين، وضمان استمرار صرف المقررات التموينية لمستحقيها الفعليين، فضلًا عن توسيع قاعدة المستفيدين لتشمل الأسر الأولى بالرعاية، بما يحقق قدرًا أكبر من العدالة الاجتماعية.
وأوضحت الوزارة أن المواطنين يمكنهم تحديث بياناتهم أو إضافة أفراد الأسرة بسهولة من خلال الدخول إلى منصة مصر الرقمية، ثم اختيار خدمات التموين، والضغط على خدمة “تحديث بيانات المواطن” أو “ضم أفراد أسرتي”، وفقًا للخدمة المطلوبة، مع الالتزام بقراءة الشروط والأحكام والموافقة عليها قبل إدخال البيانات.
وشددت وزارة التموين على أن دقة البيانات المسجلة تمثل عنصرًا حاسمًا في استمرار صرف الدعم، مؤكدة أن أي أخطاء أو بيانات غير دقيقة قد تؤثر على استحقاق المواطن للمقررات التموينية. كما أكدت أن هذه الخدمات تأتي في إطار خطة شاملة لإعادة هيكلة منظومة الدعم، وضمان وصوله للفئات الأكثر احتياجًا.















0 تعليق