في موقف جديد يعكس ثبات الأزهر الشريف على مبادئه التاريخية والإنسانية، أكد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، أن القضية الفلسطينية وصلت إلى مرحلة شديدة الخطورة من الظلم والعدوان، بحيث لم يعد مقبولًا أو أخلاقيًا الوقوف على الحياد تجاه ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من انتهاكات ممنهجة وجرائم متواصلة تمس الإنسان والأرض والمقدسات.
موقف أزهري ثابت من العدالة الإنسانية
شدد شيخ الأزهر في تصريحاته عقب استقباله أجوستينو باليزي، سفير إيطاليا بالقاهرة، اليوم الاثنين، بمقر مشيخة الأزهر، لمناقشة عدد من القضايا، وفي مقدمتها تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية على أن ما يجري في الأراضي الفلسطينية، وخاصة في قطاع غزة، يمثل مأساة إنسانية غير مسبوقة، حيث يُستهدف المدنيون بشكل مباشر، وتُهدم البيوت على رؤوس ساكنيها، وتُحاصر المدن، ويُمنع الغذاء والدواء، في مشهد يعكس فشلًا أخلاقيًا وإنسانيًا للمجتمع الدولي.
وأوضح أن الأزهر الشريف، بصفته منارة علمية ودينية عالمية، لا يمكنه أن يصمت أمام هذا الكم من الظلم الصارخ.
رفض الحياد أمام الظلم والعدوان
وأكد الإمام الأكبر أن الحياد في مثل هذه القضايا لا يُعد موقفًا محايدًا بقدر ما هو انحياز غير مباشر للظلم، موضحًا أن القيم الدينية والإنسانية تُلزم الجميع بالوقوف إلى جانب المظلوم، بغض النظر عن الحسابات السياسية أو المصالح الضيقة.
وأضاف أن الصمت الدولي إزاء ما يحدث يُشجع على استمرار العدوان ويكرس منطق القوة بدلًا من العدالة.
دعوة للمجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته
وجّه شيخ الأزهر نداءً صريحًا إلى قادة العالم والمنظمات الدولية بضرورة التحرك العاجل لوقف نزيف الدم الفلسطيني، والعمل على حماية المدنيين، ورفع الحصار، ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم المرتكبة بحق الأبرياء.
وأشار إلى أن استمرار تجاهل القرارات الدولية والشرعية الأممية يقوض أي أمل في تحقيق سلام عادل ودائم في المنطقة.
الأزهر ودوره التاريخي في نصرة فلسطين
وأوضح الإمام الأكبر أن الأزهر الشريف سيواصل أداء دوره التاريخي في الدفاع عن القضية الفلسطينية، انطلاقًا من رسالته القائمة على نصرة المظلوم، وتعزيز قيم العدل والسلام، والتأكيد على الحقوق المشروعة للشعوب في الحرية والكرامة.
كما دعا الشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم إلى توحيد الصفوف، واستخدام كل الوسائل السلمية والقانونية لدعم الشعب الفلسطيني.
رسالة أخلاقية للعالم
واختتم شيخ الأزهر تصريحاته بالتأكيد على أن القضية الفلسطينية ليست صراعًا سياسيًا فحسب، بل هي اختبار حقيقي لضمير الإنسانية، مشددًا على أن التاريخ لن يرحم من وقف متفرجًا أو اختار الصمت في لحظة كان يجب فيها الانحياز الواضح للعدل والحق.















0 تعليق