تشهد مخيمات اللاجئين السودانيين في شرق تشاد تدهورًا إنسانيًا غير مسبوق، في ظل ظروف معيشية قاسية فرضها استمرار الحرب في السودان وجرائم ميليشيا الدعم السريع التي دفعت مئات الآلاف إلى الفرار عبر الحدود هربًا من القتل والعنف والانتهاكات الواسعة.
ومع دخول فصل الشتاء، بات اللاجئون يواجهون بردًا قارسًا ونقصًا حادًا في الغذاء والدواء والمأوى، وسط تحذيرات من تفاقم الكارثة الإنسانية إذا لم يتم التدخل العاجل، وفق وكالة الانباء السودانية سونا.
عشرات المخيمات والتجمعات العشوائية تستقبل اللاجئين
وتضم مناطق شرق تشاد، لا سيما ولايات وداي وسيلا، عشرات المخيمات والتجمعات العشوائية التي تستقبل يوميًا موجات جديدة من اللاجئين القادمين من دارفور ومناطق غرب السودان. ويؤكد عاملون في المجال الإنساني أن معظم هؤلاء اللاجئين وصلوا بلا أي متعلقات شخصية، بعد أن تعرضت قراهم ومدنهم لهجمات مباشرة من ميليشيا الدعم السريع، شملت القتل والحرق والنهب والتهجير القسري.
ويعاني اللاجئون من شح شديد في المواد الغذائية الأساسية، حيث لا تكفي الحصص المقدمة لتغطية الاحتياجات اليومية، ما أدى إلى انتشار سوء التغذية، خاصة بين الأطفال والنساء الحوامل وكبار السن. كما يشكو اللاجئون من انعدام مصادر الدخل، واعتمادهم الكامل على المساعدات الإنسانية التي باتت غير منتظمة بسبب ضعف التمويل وصعوبة الوصول.
وفي الجانب الصحي، تبدو الأوضاع أكثر قتامة، إذ تعاني المخيمات من نقص حاد في الأدوية والمرافق الصحية، مع تفشي أمراض مثل الملاريا، وسوء التغذية الحاد، وأمراض الجهاز التنفسي الناتجة عن البرد القارس وانعدام وسائل التدفئة.
وتؤكد مصادر طبية، أن العديد من الحالات المرضية لا تجد العلاج المناسب، ما يرفع من معدلات الوفيات، خاصة بين الأطفال.
ويحمل اللاجئون ميليشيا الدعم السريع المسؤولية الكاملة عن مأساتهم، مؤكدين أن ما يتعرضون له اليوم هو نتيجة مباشرة لجرائم ممنهجة استهدفت المدنيين، ودمرت مصادر رزقهم، وأجبرتهم على الهروب خارج البلاد. وتروي شهادات لاجئين قصصًا مروعة عن فقدان أفراد من أسرهم، وتعرض نساء لانتهاكات جسيمة، وسط غياب أي شكل من أشكال الحماية.
وفي ظل هذه الأوضاع، أطلقت منظمات محلية وناشطون إنسانيون نداءات عاجلة للمجتمع الدولي، مطالبين بزيادة التمويل الإنساني، وتوفير الغذاء والدواء ومواد الإيواء الشتوية، وضمان وصول المساعدات بشكل آمن ومنتظم إلى جميع المخيمات. كما دعوا إلى الضغط لوقف جرائم ميليشيا الدعم السريع، التي تواصل تعميق الأزمة الإنسانية داخل السودان وخارجه.












0 تعليق