منذ عقود طويلة اعتاد المزارعون الخروج فجرًا مرتدين ثيابهم حاملين أدواتهم البدائية التي تمثلت في " الشقرف والفأس وكيس قماشي يحملون فيه طعامهم " ليبدأوا يوم عمل شاق بأيديهم التي كانت تتحول مع مرور الوقت إلى كتل صلبة من شدة المجهود المبذول في الأرض الزراعية.
تعد محافظة كفر الشيخ واحدة من المحافظات الريفية التي تشتهر بالزراعة حيث يمثل الفلاح العمود الفقري لها فبدونه تتحول الأرض إلى بور قديمًا كان يعتمد على أدوات بسيطة كانت تنهك صحته وجسده إلا أن ظهور الماكينات الزراعية الحديثة أحدث نقلة نوعية في طبيعة العمل الزراعي وساهم في تخفيف العبء على الفلاحين خاصة في عمليات الزراعة والحصاد.
يقول الحاج مختار أحد المزارعين " زمان كانت الزراعة صعبة جدًا كنا بنصحى الفجر ونشتغل لحد ما نفسنا ينقطع،
لكن دلوقتي الأمور بقت أسهل شوية، والماكينات بقت بتعمل شغل كتير ".
ويضيف أحمد بسيوني " دلوقتي فيه ماكينات لزراعة البطاطس والأرز وماكينات حصاد وتعبئة الأرز والقمح وكمان ماكينات دراس الذرة تقريبًا كل نوع زراعة ليه ماكينة خاصة بتوفر وقت ومجهود وعمالة ".
من جانبه يقول الأستاذ حاتم صاحب ماكينة زراعية " زمان الأرض كانت بتحتاج عمالة كتير علشان تزرع وتتحصد لكن دلوقتي أقدر أزرع لوحدي باستخدام الماكينة بتكلفة أقل ووقت أقل ومجهود أقل ".
وساهم انتشار الماكينات الزراعية الحديثة في الريف في تقليل الاعتماد على العمالة البشرية حيث وفرت على الفلاح رأس المال الذي كان يُنفق على الأيدي العاملة والتي كان أجر العامل الواحد يتجاوز 200 جنيه يوميًا إلى جانب توفير الوقت والجهد في عمليات الزراعة والحصاد.
يرى بعض المزارعين أن الاعتماد الكلي على الميكنة أدى إلى تراجع جودة بعض المحاصيل مؤكدين أن الفلاح أثناء الزراعة اليدوية يستطيع التفرقة بين التقاوي الصالحة والتالفة على عكس الماكينات التي تعمل بسرعة ودون تمييز.
ورغم التحديات التي تواجه المزارعين يظل الفلاح المصري أحد الركائز الأساسية للدولة حيث ساهمت الميكنة الزراعية الحديثة في تحسين ظروف العمل الزراعي وتخفيف الأعباء إلا أن ذلك يتطلب استمرار تقديم الدعم اللازم للفلاحين لضمان استقرارهم الاقتصادي وتحقيق التنمية الزراعية.











0 تعليق