مع اقتراب عيد الميلاد المجيد، تتزيّن البيوت والكنائس وباحات المغارات بباقات زهرة الميلاد المعروفة باسم البونسيتيا (Poinsettia)، في تقليد متوارث يحمل أبعادًا روحية ورمزية عميقة، تتجاوز كونها مجرد عنصر للزينة الموسمية.
قصة زهرة الميلاد
وتعود قصة زهرة الميلاد إلى القرن الثامن عشر في المكسيك، حيث ارتبط ظهورها بتقليد شعبي لا يزال حاضرًا في الذاكرة المسيحية حتى اليوم. ووفقًا للرواية المتداولة، أرادت فتاة فقيرة تُدعى بابيتا أن تقدّم هدية رمزية ليسوع الطفل في ليلة الميلاد، أسوةً بأهالي قريتها الذين اعتادوا وضع الهدايا قرب المذود في الكنيسة. غير أن الفتاة لم تجد ما تقدّمه، فانهمرت دموعها حزنًا وهي في طريقها إلى الكنيسة.
وأمام حزنها، حاول شقيقها تشجيعها، مؤكدًا لها أن يسوع يقبل أبسط الهدايا ما دامت نابعة من القلب. فاستجابت لنصيحته، وجمعت باقة صغيرة من أوراق شجيرة بريّة كانت تنمو على جانب الطريق.
وعندما وصلت إلى الكنيسة، ركعت أمام مغارة الميلاد، ووضعت باقتها المتواضعة أمام طفل المذود. وهنا، وبحسب التقليد، أضاء نور مفاجئ من الباقة، وتحولت أوراقها الخضراء إلى لون أحمر قاتم، في مشهد اعتبره الحاضرون معجزة حقيقية. ومنذ تلك اللحظة، أُطلق على هذه النبتة اسم «زهرة الليلة المقدّسة».
ومع مرور الزمن، أصبحت زهرة البونسيتيا رمزًا ملازمًا لعيد الميلاد، لا سيما بلونها الأحمر الذي يعبّر عن المحبة والتضحية، وشكل أوراقها الذي يشبه نجمة بيت لحم، النجم الذي قاد المجوس إلى مكان ميلاد السيد المسيح.
واليوم، حين تُوضع باقات زهرة الميلاد في البيوت وحول المغارة، فإنها لا تمثل زينة فحسب، بل تذكيرًا بمعنى العطاء الصادق، وبأن أبسط الهدايا، حين تُقدَّم بمحبة، تتحوّل إلى رسالة إيمان ونور في ليلة الميلاد.








0 تعليق