أطلقت منظمة الصحة العالمية (WHO) تحذيرًا خطيرًا اليوم حول ارتفاع ملحوظ ومبكر في نشاط الإنفلونزا الموسمية عالميًا مع بداية فصل الشتاء في نصف الكرة الشمالي، وسط زيادة في حالات الإصابة وظهور سلالات متطورة من الفيروسات.
وتؤكد المنظمة أن شدة العدوى قد تتراوح من أعراض خفيفة إلى حادة، وقد تؤدي في بعض الحالات إلى مضاعفات تستدعي دخول المستشفى أو حتى( الوفاة)، خصوصًا لدى الفئات الضعيفة.
زيادة النشاط العالمي للفيروسات التنفسية
أفادت المنظمة ببيانات ترصد أن نشاط الإنفلونزا ارتفع منذ أكتوبر 2025 في مناطق واسعة من العالم، مع انتشار فيروسات الإنفلونزا A، وخاصة A(H3N2)، والتي تشكل السلالة الأكثر اكتشافًا خلال الأشهر الأخيرة. وقد لوحظ أيضًا بدء موسم الإنفلونزا مبكرًا في بعض الدول، ويرافق ذلك نشاط متزايد للفيروسات التنفسية الحادة الأخرى.
تطور الفيروسات والتباين الجيني
تتطور فيروسات الإنفلونزا باستمرار، وقد سجلت مؤخرًا سلالات فرعية تحمل تعددًا جينيًا ملحوظًا دون أن تظهر حتى الآن زيادة مؤكدة في شدة المرض، لكن هذا التطور يؤكد استمرار الحاجة إلى المراقبة الدقيقة والتحديث الدوري للقاحات.
أهمية اللقاحات الموسمية
ورغم التحورات، تشدد منظمة الصحة العالمية على أن اللقاحات الموسمية تظل من أكثر تدابير الصحة العامة فعالية في الوقاية من الإنفلونزا، وخاصة من الأمراض الشديدة والمضاعفات. وتشمل التوصيات السنوية تحديث تركيبة اللقاح لموسم 2025–2026 بما يتناسب مع السلالات المنتشرة، مثل A(H1N1) و A(H3N2) و B/Victoria lineage.
من هم الفئات الأكثر عرضة للمضاعفات وتوصيات التطعيم
تؤكد توصيات منظمة الصحة العالمية والمراكز الصحية الدولية على أهمية التطعيم السنوي، خاصة للفئات التي لديها مخاطر أعلى للإصابة بمضاعفات الإنفلونزا الحادة:
الأطفال من عمر 6 أشهر إلى 5 سنوات.
كبار السن (65 سنة فما فوق).
النساء الحوامل.
الأشخاص المصابون بأمراض مزمنة مثل السكري، أمراض القلب، الربو، أمراض الرئة، أمراض الكلى، وضعف المناعة.
المصابون بأمراض مناعية أو خاضعون لعلاج كيميائي.
العاملون في الرعاية الصحية والمخالطون لأشخاص معرضين للخطر.
وتشير بيانات حديثة إلى أن التطعيم ضد الإنفلونزا يُقلّل بشكل كبير من خطورة المرض ودخول المستشفى حتى في ظل اختلافات جينية بين الفيروسات المنتشرة والموجودة في اللقاح.
توصيات الخبراء العالميين
يرى خبراء الصحة العامة أن التطعيم السنوي يظل أداة رئيسية لحماية الفئات الضعيفة من المضاعفات الخطيرة للإنفلونزا، خاصة مع ارتفاع نشاط الفيروسات والتقلب في سلالاتها. وتوصي الهيئات الصحية ببدء حملات التطعيم مبكرًا قبل الذروة المتوقعة للموسم، وزيادة التوعية حول أهمية التطعيم للأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والرئة، وكذلك الأطفال وكبار السن.
التطعيم درع الحماية الأساسية
في ظل الارتفاع الملحوظ في نشاط الإنفلونزا الموسمية، ومع استمرار تطور الفيروسات، يظل التطعيم السنوي ضد الإنفلونزا أهم وسيلة فعالة لحماية المجتمع، خصوصًا الأطفال، كبار السن، والمرضى المزمنين. وقد أثبتت الأبحاث العالمية أن التطعيم لا يمنع فقط العدوى، بل يقلل بشكل واضح من المضاعفات وخفض معدلات دخول المستشفيات والوفيات، ما يجعله أولوية صحية عالمية مع دخول موسم الشتاء.















0 تعليق