قال محمد مرعي، رئيس وحدة دراسات الإعلام بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن الاختبار الحقيقي للأحزاب يظهر فقط عند مشاركتها في الاستحقاقات الانتخابية، سواء انتخابات مجلس الشيوخ أو مجلس النواب أو فيما هو قادم من الانتخابات المحلية .
وأشار مرعي إلى أن الخريطة الحزبية في هذه الانتخابات كشفت عن غياب واضح لعدد كبير من الأحزاب، حيث توجد أحزاب لم تقدم أي مرشحين على الإطلاق، بينما يبقى التأثير الحقيقي في يد نحو 18 إلى 20 حزبا قادرين على تقديم مرشحين لهم نفوذ وتأثير في مناطقهم المحلية.
الأحزاب داخل القوائم وخارجها.. والفشل في الفوز بالمقاعد الفردية
وأوضح مرعي، خلال لقاء تلفزيوني على قناة CBC، أن بعض الأحزاب موجودة ضمن القوائم الوطنية، مثل تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، بينما هناك أحزاب أخرى ليست جزءًا من القوائم مثل حزب الدستور وحزب المحافظين.
وأضاف أن نتائج المرحلتين الأولى والثانية من الانتخابات أظهرت أن حوالي 8 أحزاب سياسية لم تتمكن من الفوز بأي مقعد فردي، سواء كانت ضمن القوائم مثل حزب الوفد أو التجمع أو الإصلاح والتنمية، أو خارجها مثل حزب الدستور.
وأكد أن هذه الأحزاب بحاجة إلى مراجعات حزبية داخلية لإعادة بناء استراتيجياتها وكوادرها.


غياب دعم الدولة والحاجة لحياة سياسية جادة
وشدد مرعي على أن الدولة لا تدعم أي حزب سياسي حاليًا، مضيفًا:
«نحن بحاجة إلى حياة سياسية جادة، وليس مجرد عدد كبير من الأحزاب. لدي 108 حزبًا، والشعب المصري لا يعرف 95% من أسمائها».
وأشار إلى أن بعض الأحزاب مبنية على توازنات عائلية ومصالح شخصية وليس على العمل السياسي الحقيقي، معقبًا:
«هذا ليس حزبا سياسيًا، بل حزب قائم على حب المصالح».
توزيع المقاعد والأحزاب الأكثر فاعلية
وتطرق مرعي إلى نتائج الانتخابات حتى الآن، موضحًا أن هناك 373 مقعدا تم حسمها بالفعل، منها 284 للائحة القوائم والباقي للمقاعد الفردية، وأضاف:
حزب مستقبل وطن في الصدارة
يليه حزب حماة وطن بـ 69 مقعدا
حزب الجبهة الوطنية بـ 52 مقعدًا
حزب الشعب الجمهوري بـ 18 مقعدًا
المستقلون حصلوا على 10 مقاعد فردية و8 في القوائم
الأحزاب الفاعلة وكوادرها القادرة على المنافسة
واختتم مرعي حديثه بالإشارة إلى أن هناك أحزابا موجودة منذ سنوات ولديها كوادر وقاعدة جماهيرية قوية، ولديها مرشحين قادرين على المنافسة الحقيقية في الانتخابات، مؤكدا أن هؤلاء يمثلون العمود الفقري للعمل السياسي الفعلي في مصر.












0 تعليق