وسط أجواء عالمية متقلبة، تتقاطع قوة العرض النفطي مع تباطؤ الطلب العالمي، ليكتب النفط قصة جديدة من التحديات والفرص، حيث تتصارع السياسات الاقتصادية والجغرافيا السياسية على رسم مستقبل أسعار البرميل في الأسواق العالمية.
أسعار النفط العالمي اليوم الأربعاء
شهدت أسواق النفط العالمية اليوم الأربعاء 10 ديسمبر 2025، استمرار تداول الأسعار عند مستويات منخفضة قرب 60 دولارًا للبرميل، في ظل وفرة المعروض وتراجع توقعات النمو الاقتصادي العالمي. وتظل التطورات الجيوسياسية عاملاً داعمًا للأسعار، رغم ضغط فائض الإمدادات.
يتوقع أن ينمو بمعدل 800 ألف برميل يوميًا فقط
تُظهر التقديرات الحديثة أن الطلب على النفط لن يشهد زيادة كبيرة خلال العامين المقبلين، حيث يتوقع أن ينمو بمعدل 800 ألف برميل يوميًا فقط، وهو معدل أدنى بكثير من متوسط النمو التاريخي. يأتي ذلك في وقت يرتفع فيه الإنتاج من دول أمريكا الشمالية ومنظمة الأوبك+، ما يزيد من الضغوط على الأسعار.
من جانبها، أعلنت أوبك+ تعليق أي زيادات في الإنتاج خلال الربع الأول من 2026، بهدف مواجهة ضعف الطلب الموسمي وامتصاص فائض المخزونات. وفي السياق ذاته، أوضحت بحوث بنك الكويت الوطني أن متوسط الأسعار قد يظل حول منتصف الـ 60 دولارًا، مع ميل المخاطر نحو الانخفاض، في حال عدم حدوث أي اضطرابات جيوسياسية أو تغييرات مفاجئة في الاقتصاد العالمي.
منحنى العقود الآجلة لخام برنت يقترب من وضع «كونتانغو»
تأتي هذه التحولات في وقت يشهد فيه السوق العالمي انخفاض المخاطر الجيوسياسية، بعد تحقيق بعض الهدن بين أطراف النزاعات الدولية مثل إسرائيل وحماس، وكذلك الجهود الرامية لإنهاء الصراع الروسي-الأوكراني. ويشير تقرير بنك الكويت إلى أن منحنى العقود الآجلة لخام برنت يقترب من وضع «كونتانغو»، ما يعكس توقعات بزيادة المعروض.
أما على صعيد العرض، فقد بلغ إنتاج «أوبك+» والدول الشريكة نحو 43 مليون برميل يوميًا في أكتوبر الماضي، مدفوعًا بارتفاع إنتاج السعودية والإمارات وروسيا. وفي المقابل، تجاوز الإنتاج الأمريكي 13.8 مليون برميل يوميًا، مع توقعات بانخفاض طفيف خلال 2026. ومن المتوقع أن تستمر الولايات المتحدة والدول خارج أوبك+ في زيادة الإمدادات بمعدل 1.2 مليون برميل يوميًا.
اتفاقات السلام الدولية أو ظهور مفاجآت اقتصادية غير متوقعة
تظل الصورة الكلية لسوق النفط متأرجحة بين فائض الإمدادات المتوقع ونمو الطلب البطيء، مع هيمنة مخاطر هبوطية على الأسعار، خصوصًا إذا تم تحقيق تقدم في اتفاقات السلام الدولية أو ظهور مفاجآت اقتصادية غير متوقعة.
وبالرغم من ذلك، يبقى السيناريو الصعودي ممكنًا في حال تفوق أداء الاقتصاد العالمي على التوقعات أو تعرض الإمدادات لأي اضطراب جيوسياسي.













0 تعليق