الجمعية الفلسفية ومكتبة مصر العامة تطلقان ملتقى فكري حول التحولات الحضارية العالمية

البوابة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

 ستكون القاهرة في ديسمبر 2025 على موعد مع واحد من أكبر الملتقيات الفكرية العربية، حين تطلق مكتبة مصر العامة والجمعية الفلسفية المصرية المؤتمر الدولي الخامس والثلاثين بعنوان: “التحولات الحضارية العالمية وموقف العالم العربي والإسلامي: رؤى مستقبلية”. وعلى امتداد ثلاثة أيام، سيغدو هذا الحدث مساحة فريدة لإعادة طرح الأسئلة الكبرى حول مستقبل المنطقة في ظل العصف المتزايد للذكاء الاصطناعي، وتغيّر موازين القوة الثقافية والسياسية، وتبدّل خرائط النفوذ العالمي.

سيبدأ اليوم الأول بافتتاح رسمي في مكتبة مصر العامة يتولّى تقديمه الإعلامي أيمن عدلي، قبل أن تتوالى الكلمات التي سيقدّمها عدد من أبرز الشخصيات الفكرية والدينية والسياسية.

و سيلقي الدكتور عبد الراضي رضوان كلمة مقرر المؤتمر، بينما سيقدّم الأستاذ الدكتور مصطفى النشار كلمة الجمعية الفلسفية المصرية، ثم سيتحدث فضيلة المفتي الدكتور شوقي علام بصفته رئيس اللجنة الدينية بمجلس الشورى، وسيلحق به السفير محمد العرابي وزير الخارجية الأسبق، والوزير حلمي النمنم وزير الثقافة الأسبق، والدكتور علي الدين هلال وزير الشباب والرياضة الأسبق. وستصب كلماتهم جميعًا في منحى واحد: أنّ التحولات الحضارية العالمية ستجبر العالم العربي والإسلامي على إعادة التفكير في دوره وهويته وموقعه في النظام الدولي الجديد، ليس بوصفه متلقيًا لهذه التحولات فحسب، بل كطرف يجب أن يبني منظوره الذاتي تجاه المستقبل.

ومع انطلاق الجلسة الأولى برئاسة الأستاذ الدكتور أحمد الأنصاري، سيفتتح الدكتور حسن علي النقاش بورقة حول ثورة الإعلام العالمي وطموحات الإعلام العربي في زمن لم يعد فيه تدفق المعلومات خاضعًا لمركزية أو حدود. ثم سيقدّم الأستاذ الدكتور عطية الطنطاوي تحليلًا معمقًا للتحولات المناخية وتأثيراتها على القارة الأفريقية، قبل أن تعرض الدكتورة نورهان الشيخ، عميدة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، رؤية واسعة حول التحولات الغربية وموقع العالم العربي وسط هذه التغيّرات المتسارعة. 

وستكشف هذه الجلسة عن حجم التبدلات التي ستطال المشهد الإعلامي والسياسي والمناخي، وما يُتوقع أن تفرضه من تحديات، وربما فرص، على المنطقة خلال السنوات القادمة.

وسينتقل المؤتمر في اليوم الثاني إلى مقر الجمعية الفلسفية المصرية، حيث ستتخذ الجلسات طابعًا اقتصاديًا واجتماعيًا. سيتولى الأستاذ الدكتور ياسر قنصوة رئاسة الجلسة الثالثة، وسيقدّم خلالها الأستاذ الدكتور سعيد عبد الخالق رؤية تحليلية للمتغيرات الدولية وتداعياتها الاقتصادية على المنطقة العربية، بينما سيطرح الأستاذ الدكتور أحمد مجدي حجازي رؤية اجتماعية مبنية على قراءة التحولات في عصر العولمة وما بعد الحداثة. 

وسيتحدث الأستاذ الدكتور محمد راضي إبراهيم من جامعة العلوم الإسلامية بماليزيا عن التكامل المعرفي والازدهار الحضاري، في حين سيختتم الأستاذ الدكتور سامح الطنطاوي الجلسة بعرض حول التسويق الفني والجمالي للمتحف المصري الكبير في إيطاليا، لتُختتم الجلسة بعدها بورقة تبرز دور مؤسسات المجتمع المدني في مواجهة تحديات التحولات الحضارية، مع تقديم نموذج مؤسسة رسالة السلام.

وسيُفتتح الجزء الثاني من اليوم بجلسة ستركّز على التحولات العلمية والأخلاقية، برئاسة الأستاذ الدكتور حسن حماد. ستقدّم الأستاذة الدكتورة يمنى الخولي من جامعة القاهرة قراءة معمّقة للتحولات العالمية بعد الاستعمارية تجاه قضية فلسطين، قبل أن يناقش الأستاذ الدكتور بهاء درويش، عضو اللجنة الدولية للأخلاقيات باليونسكو، التحولات الثقافية والحضارية الراهنة ودور اليونسكو فيها.

 وستعالج الدكتورة دعاء خليل، رئيس قسم الفلسفة بالجامعة الأردنية، مقاربة كانطية جديدة حول الحرية العقلية في عصر الذكاء الاصطناعي، ثم سيقدّم الدكتور عبد الرحمن هنداوي قراءة فلسفية حول معنى الزمن الإنساني في العصر الرقمي، قبل أن تختتم الإعلامية والخبيرة في الذكاء الاصطناعي إيمان الوراقي الجلسة بقراءة مستقبلية واسعة حول موقف العالم العربي والإسلامي من تحولات الذكاء الاصطناعي واتجاهات استخدامه.

وستتواصل أعمال اليوم الثاني بجلسة حول النظم التعليمية والهوية الوطنية برئاسة الأستاذ الدكتور أحمد ماضي، وستشهد مشاركة الفيلسوف الإيطالي دومينكو بيزانا عبر اتصال مباشر ليعرض مقاربة إنسانية فلسفية حول اللغة والشعرية، وسيتولى الدكتور سامح الطنطاوي الترجمة الفورية. 

كما ستقدّم ورقة للدكتور محمد ألماظ من كلية الدراسات التربوية بجامعة القاهرة حول مسار الانتقال من الحوار إلى السلطوية في التربية وتكوين العقل النقدي، تليها ورقة للكاتبة والباحثة إيمان رسلان حول موقف النخب من التعليم وتشكيل العقلية المستقبلية. 

وسيشارك الدكتور طوني القهوجي من لبنان بورقة عن الجسد والهوية في النظام الرقمي وإشكالية التمثيل في زمن العبور، قبل أن تُعرض ورقة من الباحثين مبارك العتيبي ولذة بعيد عاد من الكويت حول الفلسفة الإسلامية في مناهج التعليم كنموذج للأخلاق التطبيقية.

وسيُخصّص اليوم الثالث للجانب الروحي والثقافي، حيث ستُفتتح الجلسة السادسة برئاسة الأستاذ الدكتور أشرف منصور، وستقدّم الدكتورة نسيرة هاني ورقة حول سؤال الهوية وأزمة المستقبل في الفكر المصري، بينما ستتناول الدكتورة ندى محمد كمال عبد التواب من جامعة قناة السويس المسؤولية الأخلاقية وأزمة الإنسانية الزائفة في السياسة العالمية عند توني إريك سون. وستشارك الأستاذة نجية المسلمي بمداخلة حول العرب بين الصدام والحوار، ثم ستليها ورقة من الإعلامية الدكتورة سحر سامي حول الأبعاد الروحية والفكرية في عالم يزداد تغيّرًا بين الحداثة والتراث. وستقدّم الدكتورتان هبة أحمد وآمال ربيع ورقة حول دور الفلسفة العلاجية في مواجهة العنف ضد المرأة، قبل أن تختتم الدكتورة هدى سالم الجلسة ببحث حول الحداثة السائلة وتحولات العقلانية وأزمة التفكير المنطقي في عصر الثورة الرقمية.

ثم ستُعقد جلسة مستديرة برئاسة الأستاذ الدكتور مجدي عبد الحافظ لمناقشة التحولات الفلسفية بين الشرق والغرب، بمشاركة الدكتور محمد محمد مدين حول التحولات الأنجلو–أمريكية، والأستاذ الدكتور أنور مغيث حول التحولات الفرنسية، والأستاذ الدكتور الصاوي الصاوي أحمد حول التحولات الصينية، مع مداخلة للباحث الصيني سن شاو حول العلاقات العربية–الصينية، إلى جانب مداخلة للدكتور مايكل مدحت حول دور الترجمة في التقريب بين الحضارات، وورقة للباحثة مارك مجدي حول الأبعاد الثقافية للترجمة.

وستختتم فعاليات المؤتمر بنقاش موسع حول التحولات التكنولوجية والبيئية في العصر الرقمي برئاسة الأستاذة الدكتورة سامية عبد الرحمن، وسيتضمن أوراقًا للدكتورة ماجدة رمضان حول العلاقة بين التقدم التكنولوجي والاستدامة البيئية في الفكر الإسلامي، وللدكتور مينا سيتي يوسف فانوس حول العلم والقيم في فلسفة أمارتيا سن، وللدكتورة فاطمة الحصي حول الأخلاق في فكر محمد أركون، قبل أن تنطلق الجلسة الختامية برئاسة الأستاذ الدكتور مصطفى النشار، ليتم إعلان التوصيات على لسان الدكتور عبد الراضي عبد المحسن، وسط حضور الجمعية العمومية ممثلة بالأستاذ الدكتور أحمد الأنصاري والدكتورة منى يوسف، لتُرسَم في ختام الحدث خطوط أولية لمشهد حضاري عربي–إسلامي جديد يتطلع لمستقبل قادر على استيعاب التحولات الكبرى وصياغة دوره داخلها.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق