رئيس الإصلاح والنهضة لـ تحيا مصر: صعود المستقلين في الدوائر الملغاة ليس تراجعا لدور الأحزاب بقدر ما هو رد فعل من الناخبين تجاه ممارسات خاطئة للحملات الانتخابية الحزبية

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أكد الدكتور هشام مصطفى عبد العزيز، رئيس حزب الإصلاح والنهضة، أن المرحلة المقبلة من انتخابات مجلس النواب، سواء المتعلقة بالدوائر الملغاة أو جولة الإعادة، تمثل إحدى أكثر المراحل حساسية وتأثيرًا في رسم شكل البرلمان القادم. 

وأوضح أن ما شهدته الجولة الأولى من طعون واسعة وإلغاء غير مسبوق لعدد كبير من الدوائر يكشف بوضوح أن العملية الانتخابية ما زالت تحتاج إلى إصلاحات عميقة، إضافة إلى ضرورة تعزيز أدوات الرقابة لضمان سلامة الممارسة الديمقراطية.

صعود المستقلين ليس تراجعا للأحزاب… بل رد فعل على المال السياسي

وأشار عبد العزيز إلى أن صعود عدد من المستقلين في الدوائر الملغاة لا يمكن تفسيره باعتباره تراجعًا عامًا لدور الأحزاب، بل هو رد فعل مباشر من الناخبين تجاه بعض الممارسات الخاطئة التي ارتبطت ببعض الحملات الحزبية. 

وبين أن استخدام بعض الأحزاب أو المرشحين المدعومين سياسيا لأدوات المال السياسي والتأثير غير المشروع أدى إلى خصم كبير من رصيد تلك الأحزاب أمام جمهورها.

ثقة اجتماعية وليست قدرات مالية

وأوضح رئيس حزب الإصلاح والنهضة أن الكثير من المستقلين الذين حققوا تقدمًا في نتائج الدوائر الملغاة اعتمدوا على حضور اجتماعي حقيقي داخل دوائرهم، وعلى علاقات مباشرة وممتدة مع المواطنين، الأمر الذي جعلهم أقرب للناخب مقارنة بالمرشحين الذين اعتمدوا على النفوذ المالي أو الدعم التنظيمي فقط. 

واعتبر أن هذه الظاهرة قد تعكس رغبة شعبية في اختيار ممثلين يرتبطون فعليًا بقضايا المجتمع لا بمصالح ضيقة أو تكتلات مالية.

تنوع أكبر داخل البرلمان وفرصة لتقليل تأثير المال السياسي

وفي تصريحاته لـ"تحيا مصر"، توقع عبد العزيز أن يحمل المجلس القادم قدراً أكبر من التنوع، نتيجة دخول عدد من المستقلين الذين لا يرتبطون بتكتلات مالية أو مصالح خاصة. وقال إن هذا التنوع قد يتيح مساحة أوسع للنقاش البنّاء داخل البرلمان، ويدفع نحو تقليل النفوذ المالي الذي ظهر بشكل واضح في بعض الدوائر. لكنه شدد في الوقت نفسه على أن غياب الأحزاب ذات الرؤى الفكرية الواضحة والبرامج العملية يظل مشكلة هيكلية، لأن البرلمانات  تُبنى على أحزاب قوية لا على أفراد.

دعوة لإعادة بناء الأحزاب والاعتماد على الكفاءة

وأكد الدكتور هشام مصطفى عبد العزيز أن المرحلة المقبلة ستشهد منافسة أكثر تعقيدًا، ما يستوجب على الأحزاب إعادة النظر في طرق اختيار مرشحيها وإدارة حملاتها الانتخابية. ودعا إلى الانتقال من الاعتماد على الرمزية والنفوذ إلى الاعتماد على الكفاءة الحقيقية والتواجد الفعلي بين الناس. وأشار إلى أن نجاح المستقلين يحمله رسالة واضحة: الناخب أصبح أكثر وعيًا ويميز بين من يخدمه فعليًا ومن يسعى فقط وراء الأصوات.

جرس إنذار للنظام الانتخابي والحياة الحزبية

وختم رئيس حزب الإصلاح والنهضة تصريحاته بالتأكيد على أن المجلس القادم سيُختبر بتركيبته الجديدة، وأن قوة البرلمان لن تُقاس بعدد الأحزاب بداخله، بل بقدرته على تمثيل إرادة المواطنين ومراقبة الحكومة وسنّ تشريعات فعّالة. وأضاف أن ما حدث في الدوائر الملغاة يُعد بمثابة جرس إنذار للنظام الانتخابي بأكمله، إضافة إلى كونه مؤشرًا قويًا على ضرورة إعادة بناء الأحزاب على أسس أكثر صدقًا وارتباطًا بمصالح المواطنين.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق