تحتفل أيقونة الاستعراض والسينما المصرية شريهان بعيد ميلادها هذا العام وهي لا تزال تحتفظ بذات الروح الطفولية التي أحبّها الجمهور فيها منذ ظهورها الأول، وفي الوقت الذي يتسابق فيه الفنانون لإظهار جانبهم الأكثر صلابة ونضجًا، تكشف شريهان خطوة مختلفة تمامًا، حيث تحتفظ في كواليس تصوير أعمالها بـ «تيتينة» ودمية صغيرة وفستان أطفال.. مقتنيات تبدو بسيطة، لكنها تحمل خلفها قصة إنسانية كبيرة.
سر احتفاظ شريهان بـ «تيتينة»
في عيد ميلادها يعود إلى الواجهة مقطع من لقاء سابق للفنانة الكبيرة شريهان، رصده موقع تحيا مصر تكشف فيه عن سر احتفاظها بـ«تيتينة» ودمية صغيرة وفستان أطفال في كواليس أعمالها الفنية، وهي تفاصيل قد تبدو بسيطة للوهلة الأولى، لكنها تحمل في داخلها عمقًا نفسيًا وإنسانيًا يرتبط بتاريخها ومسيرتها وبطفولتها التي لم تعشها كاملة.
وقد أعاد الجمهور تداول هذا الحوار القديم لما يتضمنه من صدق يشبه شخصية شريهان التي عرفها الناس دائمًا: امرأة مليئة بالحياة، تحمل في داخلها طفلة لا تكبر مهما مرّ الزمن، وفي ذلك اللقاء النادر تحدثت شريهان بصراحة عن شعورها الداخلي، مؤكدة أنها ما زالت تحمل بداخلها روح طفلة لم تأخذ نصيبها من اللعب والبراءة، وقالت إنها بحكم بداياتها المبكرة جدًا في الفن لم تستطع أن تعيش طفولتها كما ينبغي، وأن طبيعة حياة الفنان تضطره دائمًا إلى النضج السريع، بينما يظل الطفل في داخله يبحث عن فرصة للظهور.
طفولة شريهان
وأشارت إلى أنها كثيرًا ما تشعر برغبة في ارتداء ملابس بسيطة مثل الجينز والأحذية المسطحة، فقط لأنها لم تحصل على هذه الحرية في صغرها، حين كانت تحاول أن تُظهر نفسها بشكل أكبر من عمرها الحقيقي.
وخلال الحديث نفسه كشفت شريهان عن علاقتها العاطفية بـ«التيتينة» التي تحتفظ بها دائمًا في غرف الكواليس، موضحة أن والدتها كانت قد أحضرتها لها من لندن منذ سنوات بعيدة، وأنها تعلقت بها لأنها تمثل بالنسبة لها جزءًا من حنان الأم وذكرياتها، ولأنها تمنحها إحساسًا بالدفء وسط ضغوط العمل.
دمية شريهان في الكواليس
وأضافت أنها تحب الاحتفاظ بكل ما يعيد إليها إحساس الطفولة، فهي عاشقة للألعاب والعطور والمانيكير والدمى، وأن وجود هذه الأشياء بجانبها ليس مجرد ترف بل حالة نفسية تمنحها توازنًا وراحة قبل دخولها أي عمل جديد.
وتحدثت أيضًا عن دمية صغيرة كانت قد حصلت عليها كهدية وظلت ترافقها فترة طويلة، إذ وضعتها إلى جانب فستان صغير يعود لابنة أختها كانت قد نسيته لديها، فاحتفظت به وعلقته في غرفتها، قبل أن تأتي أختها وتتشاجر معها وتستعيد الفستان، ليقوم أحدهم فيما بعد بإهدائها فستان أطفال آخر كتعويض طريف، هذه التفاصيل العفوية التي بدت بسيطة جدًا بالنسبة لشريهان، أظهرت الجانب الأرق فيها، وأعادت للجمهور جزءًا من تلك الروح الشفافة التي ميزتها دائمًا.
عيد ميلاد شريهان
ويعكس حديث شريهان في ذلك اللقاء فكرة مهمة عن علاقة الفنان بالطفولة، فهي ترى أن أي فنان يظل بحاجة إلى الاحتفاظ بجانبه الطفولي، لأن الإبداع يتطلب خيالًا حرًا ومرونة في المشاعر وقدرة على اللعب الداخلي، وهي صفات لا تنمو إلا في مساحة خالية من القيود، وربما لهذا السبب تجد في هذه التفاصيل الصغيرة ما يعيد إليها تلك القدرة على الإحساس والانطلاق، ويمنحها طاقة تساعدها في أداء أدوارها بأكبر قدر من الصدق.
وتبدو شريهان اليوم، بعد كل سنوات النجومية والابتعاد والعودة، ما زالت وفية لطفلتها الداخلية، تلك الطفلة التي تتمسك بها في الكواليس وفي لحظات التعب والإرهاق، وتحمل معها ذكريات أم، وهدايا، وألعابًا صغيرة تعني ما هو أكبر بكثير من شكلها، ومع إعادة تداول هذا اللقاء القديم في يوم ميلادها، يظهر بوضوح أن شريهان لم تكبر يومًا في روحها، وأن تلك الطفلة التي بداخلها هي سر من أسرار جمالها وصدقها وتأثيرها الذي لا يزال مستمرًا حتى اليوم.









0 تعليق