قررت بولندا تمديد القيود المفروضة على تحليق الطائرات المسيّرة في المناطق الحدودية مع أوكرانيا وبيلاروسيا حتى 9 مارس القادم، في ظل استمرار التهديدات الأمنية الناتجة عن توغلات للطائرات دون طيار والمناطيد عبر أجواء دول شرق أوروبا.
وتشمل هذه القيود، المعروفة باسم منطقة الحظر "EP R129"، والتي فرضت لأول مرة في 10 سبتمبر الماضي كإجراء لمدة ثلاثة أشهر، حظر تحليق المسيّرات والحد من حركة الطيران المدني الخاص ليلًا ضمن نطاق يتراوح بين 26 و50 كيلومترًا من الحدود، ولا تشمل هذه الإجراءات الرحلات التجارية، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء البولندية "PAP".
ويأتي هذا القرار في وقت تشهد فيه إدارة بولندا لحدودها مع بيلاروسيا تغييرات كبيرة، إذ أعادت وارسو في منتصف نوفمبر فتح معبرين بريين رئيسيين مع بيلاروسيا، بعد إغلاقهما لسنوات نتيجة التوترات الدبلوماسية بين البلدين.
وقد فرضت قيود الطيران من جانب السلطات البولندية عقب اختراقات جوية عنيفة ليلة 9 سبتمبر الماضي، عندما دخل نحو 20 طائرة مسيّرة روسية الأجواء البولندية، ما أدى إلى إغلاق مؤقت لمطاري شوبين ومدلين في وارسو، إضافة إلى منشآت في مدينتي ريزشوف ولوبلين بشرق البلاد.
ولا تقتصر هذه الحوادث على بولندا، إذ تواجه دول مجاورة موجة مماثلة من التوغلات، ففي نوفمبر، أقلعت مقاتلات F-16 رومانية ويوروفايتر ألمانية بعد اختراق مسيّرات لمسافة تجاوزت 100 كيلومتر داخل الأراضي الرومانية.
كما سجلت مولدوفا في الشهر نفسه دخول ست مسيّرات إلى أجوائها، سقطت إحداها على منزل قرب الحدود الأوكرانية، ما أدى إلى عمليات إجلاء واستدعاء فرق تفكيك المتفجرات.
وقد أدى تزايد هذه الأنشطة الجوية غير المشروعة الى قيام دول حلف الناتو والاتحاد الأوروبي بتعزيز دفاعاتها، مع تقدم خطط إقامة "جدار مسيّرات" إقليمي بين دول الخط الأمامي، لضمان استجابة منسقة للتهديدات الجوية المتزايدة في شرق القارة.











0 تعليق